نوال باشا مختصة في علم الاجتماع الثقافي:

رفض الجسد الأنثوي المريض عنف آخر

رفض الجسد الأنثوي المريض عنف آخر
  • القراءات: 651
رشيدة بلال رشيدة بلال

وصفت الدكتورة نوال باشا، مختصة في علم الاجتماع الثقافي،  رفض الرجل لفكرة الارتباط بالمرأة المريضة بالعنف، وأرجعته إلى افتقار الأفراد لماهية ثقافة الجسد، وقالت في حديث لـ"المساء"،  حول إشكالية رفض الرجل لفكرة الارتباط بالمرأة المريضة مرجعه تنشئته الاجتماعية التي لا تزال تتخبط في النمط الثقافي التقليدي، وتشرح: "بعد القناعة التي اكتسبتها من الدراسة الميدانية على مدار 14 سنة بالمؤسسة الاستشفائية، والتي خصت 240 امرأة مصابة بالقصور الكلوي المزمن، لاحظت أن الأماكن الصحية مهمة جدا للكشف عما يفكر فيه المجتمع حول ممارسته للصحة، وتبين لي أن هناك تمثيلات ثقافية تقليدية في ممارسات الصحة، خاصة فيما يتعلق بالجسد الأنثوي الذي يعتبر مرفوضا جملة وتفصيلا من قبل الرجل".

الجسد المريض معرض للتهميش والاحتقار، وهذا يقود حسب المختصة الاجتماعية إلى تعريض المرأة للعنف اللفظي وتقول: "المرأة المريضة مقصية اجتماعيا، وهذا يقودنا إلى القول بأن هناك انتماء رجعي في الثقافة التربية اتجاه المرأة، لهذا نجد أن النساء يرفضن في أغلب الأحيان الانتقال إلى المصالح الاستشفائية للفحص أو الكشف، والسبب واضح وهو الخوف من احتمال أن تكون مريضة، ومنه تستقبل وابلا من العبارات التي تحمل في طياتها عنفا لفضيا يهاجم جسدها المريض من كل أفراد المجتمع.

رفض الجسد الأنثوي المريض يخلف جرحا نفسيا عميقا، وهو راجع إلى سبب واحد لا غير، تؤكد الدكتورة نوال، ممثلا في تربية الرجل التي كانت ولاتزال تقوم على فكرة أن المرأة التي يرتبط بها لابد أن تكون بصحة جيدة، ولا تشكو من أية علة، ولعل ما يحدث عند الانتقال إلى الخطبة من تفحص الفتاة المعنية خير برهان على ذلك، وعلى الرغم من أن هذه التصرفات يفترض أنها زالت في تصورنا الفكري، غير أن ما يحدث هو أننا نعيش حياة عصرية تحتضن الثقافة التقليدية. تقول المختصة الاجتماعية: "المطلوب اليوم من أجل تغيّر نظرة المجتمع لثقافة الجسد الأنثوي المريض بتغير الذهنيات، وهذا لا يتحقق إلا بتكاثف جهود المؤسسات المعنية ممثلة في المسجد والمدرسة والأسرة، ومن ناحية أخرى، أعتقد أن الرجل الذي يرفض فكرة الارتباط بالمرأة المريضة هو الآخر ضحية لتنشئة اجتماعية تقليدية ومحدودة، لذا أؤكد أننا دخلنا تحولات اجتماعية جديدة، لكن بعقلية تقليدية لا يزال النموذج الثقافي الرجعي فيها يتحكم فينا".