المبدع محمد راسم قلاتي

رفض البطالة فطوع الحطب لصنع العجب

رفض البطالة فطوع الحطب لصنع العجب
  • القراءات: 1019
❊ زبير.ز ❊ زبير.ز

لم يستسلم للظروف الصعبة ورفع التحدي، وكان مثالا لأي شاب جزائري يُقتدى به... هو الشاب محمد ناصر قلاتي من بلدية عين البنيان بالعاصمة، كان موظفا بأحد شركات الطيران الأجنبية في الجزائر، وبسبب ظروف معينة، أُحيل على البطالة السنة المنصرمة، هذا الواقع رفضه بشدة، وساندته في ذلك زوجته التي شجعته ووقفت إلى جانبه، فقرر دخول عالم غير عالمه، لا لشيء إلا لتحدي الظروف وإثبات أنه قادر على تغيير حاله، بعدما قرر دون سابق إنذار ولوج عالم الديكور، حيث استطاع بأنامله تطويع الخشب والأشياء المستعملة لصنع تحف رائعة الجمال، تسلب النظر؛ مصابيح من الخشب بصنع يدوي.

يقول الشاب محمد راسم قلاتي في دردشة مع المساء، على هامش مشاركته في أحد المعارض بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة في قسنطينة، إنه قدم إلى مدينة الجسور المعلقة بعد نصيحة صديق له، عندما شاركا في معرض وهران، مضيفا أنه قام بصنع إحدى تحف الزينة المنزلية، مستعملا مصباحا، قطعة خشبية وحبلا، وأعجبت هذه التحفة زوجته ونصحته بخوض تجربة صنع مثل هذه التحف وتسويقها، وكان الأمر كذلك.

حسب الشاب محمد راسم، فإن الأمر كان صعبا في بداية الأمر، خاصة أنه يفتقر لورشة من أجل ممارسة مثل هذه الأشغال، ويتخذ من شرفة منزله  مكانا لإطلاق إبداعاته، إلا أن الصبر وحب هذا العمل، جعلاه يواصل هذا الأمر، لا بل أكثر من ذلك، أصبح الشاب مولعا بهذه الحرفة وأضحى يشارك في المعارض من أجل التعريف بمنتجاته، وقال إنه قرر الخوض في التصاميم القديمة التي باتت محط اهتمام العديد من الناس، الذين سئموا من الأدوات المصنعة من الحديد، الألمنيوم أو البلاستيك.

صادفت محمد راسم بعض الصعوبات التي لم تثنه عن مواصلة دربه، على غرار صعوبة إيجاد المادة الأولية ذات النوعية العالية، واختيار قطع الخشب الملائمة لصنع تحفه المنزلية للزينة، حيث تتطلب بعض الأعمال، حسبه، خشبا دون عيوب، أو كما يعرف في عالم النجارة بالجزائر، خشب خال من المعزة، وهي شقوق دائرية يمكن أن تكون في قطعة الخشب، فتنقص من نوعيتها ولا تلائم تصاميمه.

كما واجهت الشاب الطموح بعض المشاكل المالية من أجل اقتناء التجهيزات اللازمة لصناعة الخشب، وهو الأمر الذي دفعه إلى الاستعانة بأحد جيرانه النجارين، صاحب ورشة في النجارة، من أجل تصميم بعض القطع الخشبية وفق أشكال معينة، يصعب عليه القيام بها بالطريقة اليدوية التي تقتضيها صناعة التحفة الخشبية، التي تأخذ أشكالا جد تقليدية، أصبح الطلب عليها كبيرا مؤخرا، خاصة في تجهيز بعض المطاعم والمقاهي وحتى قاعات الأفراح.

يأمل محمد راسم في أن يجد المساعدة، خاصة من طرف الأجهزة التي وضعتها الدولة لمساعدة الشباب الطموح والمبدع في إطار تشغيل الشباب، حيث أكد لـ«المساء، أن العديد من المسؤولين الذين زاروه في جناحه، خلال عرض تحفه بالمعارض الوطنية التي شارك بها، كانوا يعجبون بمنتجاته، ويشجعونه على مواصلة هذا الدرب الفني، وحتى فيهم من وعده بالدعم في إطار ما تسمح به هذه الأجهزة.

أبدى محمد راسم قلاتي أمله في الحصول على محل لاحتضان تحفه وصناعة عدد أكبر منها، بالتالي الانتقال من شرفة منزله الضيقة بمساحة 3 أمتار مربعة إلى مساحة أوسع، واقتناء عدد آخر من المعدات، كونه لا يملك سوى آلتين فقط للعمل، مضيفا أنه كشاب جزائري يرغب في المساهمة ولو بشكل بسيط في تطوير بلده، وإعطاء صورة جميلة عن الشباب الجزائري. 

بخصوص أسعار التحف التي ينتجها، يقول محمد راسم، إن الأسعار معقولة مقارنة مع المواد النبيلة التي تصنع منها التحف، والجهد اليدوي الذي يستغرقه العمل، كما يعتبر أن منتجاته بيئية وتحافظ على الطبيعة، وهي شكل من أشكال تدوير الأشياء المستعملة التي تدخل في إطار الاسترجاع وإعادة التثمين، مضيفا أنه لم ينطلق بعد في تسويق منتجاته التي أثارت إعجاب الناس من خلال المعارض التي شارك فيها بشرق البلاد وغربها.