د. أمينة عبد الوهاب أخصائية في سرطان الثدي لـ "المساء":

رغم الوعي.. لاتزال الأسباب الواهية وراء ضعف التشخيص المبكر

رغم الوعي.. لاتزال الأسباب الواهية وراء ضعف التشخيص المبكر
  • القراءات: 836
رشيدة بلال رشيدة بلال
ترى الدكتورة أمينة عبد الوهاب أخصائية في سرطان الثدي بمصلحة "بيار وماري كوري" بمستشفى مصطفى باشا، أن الاهتمام بهذا النوع من السرطان لا بد أن يكون قبل تفشي المرض؛ أي بالتأكيد على عملية التشخيص المبكر بتحفيز النسوة على إجراء الماموغرافيا، هذه المرحلة التي لا تعيرها الكثير من النسوة الاهتمام المطلوب رغم أهميتها في حصر المرض ووضع حد لانتشاره.
مرحلة التشخيص المبكر أو المعرفة بالفحص عن طريق الماموغرافيا سابقا، لم تكن متوفرة بالمؤسسات الاستشفائية، فكان من الصعب ـ تقول الدكتورة أمينة ـ معرفة مدى الإصابة بسرطان الثدي من عدمه إلا بعد أن يتفشى ويصبح ظاهرا، "ولكن اليوم ومع الحملات التحسيسية التي تبادر بها المصالح الاستشفائية والمجتمع المدني، لم يعد لدى النسوة أي مبرر لعدم الإقبال على التشخيص، ومع هذا لازلنا نسجل تأخرا في التشخيص عند بعض المصابات بالمرض؛ الأمر الذي ينعكس سلبا على عملية العلاج التي قد تستغرق وقتا طويلا، وفي النهاية يفتك المرض بصاحبته".
وفي ردها على سؤالنا حول السبب الذي لايزال يقف حائلا أمام تقربهن من المؤسسات الاستشفائية لإجراء التشخيص المبكر مع بلوغ سن 40 ، ترى الدكتورة أمينة أن النسوة اليوم أوجدن بعض المبررات الواهية التي يختبئن خلفها فقط من أجل عدم الإقدام على هذه الخطوة الهامة؛ "إذ تَبيّن لي بعد الدردشة مع بعض المريضات، أن السبب الأول هو المواعيد المطولة؛ أي أنهن عندما يتقربن من المصالح الاستشفائية يحصلن على مواعيد طويلة الأمد؛ الأمر الذي يدفعهن إلى التخلي عن فكرة الفحص. وفي اعتقادي، من هنا يبدأ الخطأ؛ فما المانع من انتظار الموعد مادمن يرغبن في إجراء الفحص من باب الاطمئنان فقط؟ ومن ثمة أعتبر هذا من الأسباب الواهية، خاصة أنهن لا يعشن حالة استعجالية!". أما السبب الثاني فهو غلاء تكاليف إجراء "الماموغرافيا" في العيادات الخاصة؛ إذ تقدَّر بـ 4000 دج. وفي هذه النقطة بالذات يمكنني تأكيد أن هذا مبرر غير مقنع أيضا، خاصة إن شكّت المرأة في وجود شيء ما في ثدييها، ففي هذه الحالة المطلوب منها الإسراع في إجرائها حتى وإن كان ذلك باقتراض المال؛ لأن الأمر يتعلق بصحة الفرد، وتجنّب خطر الإصابة بمرض خطير، خاصة أن الأرقام تشير إلى أن السرطان يمس 1 بالمائة من الرجال مقارنة بالنساء اللواتي يصيبهن بنسبة 99 بالمائة.
وفي تقييمها لدرجة الوعي بأهمية التشخيص المبكر، تقول محدثتنا: "نشهد وعيا في السنوات الأخيرة؛ بدليل أني أستقبل على مستوى العيادة، أعدادا كبيرة من النسوة اللائي  يطلبن التشخيص من باب الاطمئنان على صحتهن".
وتُرجع الدكتورة أمينة أسباب تفشي سرطان الثدي في صفوف النساء بالدرجة الأولى، إلى تغير الحياة الاجتماعية؛ حيث أصبحت المرأة الجزائرية شبيهة بالمرأة الأجنبية في أسلوب العيش؛ ما أدى إلى إصابتها ببعض الأمراض الخطيرة كالسرطان؛ إذ نجد أن النسوة لم يعدن يتزوجن في سن مبكرة لعوامل مختلفة، إلى جانب عدم الإرضاع؛ باعتبار أنهن عاملات، إلى جانب سوء التغذية والاعتماد الكلي على الأغذية المسوَّقة والمعلَّبة بدون أن ننسى الضغط والتوتر الذي يرافق المرأة طيلة اليوم. وتضيف معلقة: "إن الاختلاف الوحيد بين المرأة الجزائرية والأجنبية يتمثل في كون المرأة في مجتمعنا يصيبها السرطان في سن مبكرة؛ لأننا مجتمع شاب على خلاف المجتمع الأوربي، وهو الأمر الذي يدفعنا كأخصائيين، للبحث عن الأسباب التي تجعل المرأة في الجزائر، تصاب بالسرطان في سن مبكرة، بعيدا عن عنصر الوراثة".