برامج مكثفة لشغل فراغ الأطفال في العطلة

رحلات استكشافية وورشات حية لصد مخاطر التكنولوجيا

رحلات استكشافية وورشات حية لصد مخاطر التكنولوجيا
  • 767
رشيدة بلال رشيدة بلال

سطرت جمعية حماية البيئة من مخاطر التكنولوجيا لولاية البليدة، برنامجا ثريا لفائدة الأطفال خلال عطلة الصيف، يستهدف شغل وقت الأطفال؛ من خلال تنظيم زيارات ميدانية إلى عدد من المناطق السياحية والترفيهية، ومنه إبعادهم عن الارتباط الكبير بشبكة الأنترنت التي تستحوذ على عقول الأغلبية في العطلة، أمام قلة الفضاءات الموجهة لهذه الفئة.

تسارع بعض العائلات تزامنا وحلول عطلة الصيف، إلى منصات التواصل الاجتماعي؛ بحثا عما تحضره الجمعيات من برامج هادفة، أو مخيمات صيفية، يمكن الاستنجاد بها لتمكين أطفالهم من الاستمتاع بعطلتهم. وتأتي جمعية حماية البيئة من مخاطر التكنولوجيا لولاية البليدة، كواحدة من الجمعيات، التي سعت بمجرد حلول عطلة الصيف، إلى طرح برنامجها في "مخيم نملة" عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأوضحت، في هذا الصدد، رئيسة الجمعية رفيقة سعدو، أنه تم في هذا البرنامج، تغليب الجانب الترفيهي والاستكشافي على الجانب التربوي. وحسبها، فإن "شغل وقت فراغ الأطفال خلال العطلة الصيفية، تحد كبير يواجه الأولياء بالنظر إلى وقت الفراغ الكبير الذي يعيشه الأطفال، والذي يتطلب أمام المخاطر الكثيرة التي تنجر عن الاستعمال المفرط للتكنولوجيا، أن يتم تأطيرهم في جمعيات"، مشيرة، بالمناسبة، إلى أن من أهداف جمعيتها العمل على توجيه اهتمام الأطفال، من عالم الأنترنت إلى كل ما يتعلق بحماية البيئة، والذي يتجسد من خلال ما يجري تنظيمه من خرجات ترفيهية إلى مناطق بيئية مختلفة من ولاية البليدة، وحتى خارجها.

البرنامج المسطر، حسب رئيسة الجمعية، يتلخص في مجموعة من الخرجات الترفيهية، في شكل مخيمات صيفية ولكن بدون مبيت، إلى أماكن مختلفة، تتباين بين المناطق الترفيهية، والمزارع، والمشاتل، والغابات. كما يتم تمكينهم من المشاركة في عدد من  الورشات، التي يتعلمون من خلالها، كيف يحافظون على البيئة، وهي، عموما، بمثابة أشغال يدوية تستهوي الكثير من الأطفال، حسب المتحدثة، تتمثل في ورشات إعادة التدوير، وورشة القراءة، وورشة المعلومة، وغيرها من الألعاب التي تنظم في الهواء الطلق، وتنمّي بينهم حب الاطلاع والاستكشاف، والمنافسة.

وذكرت رئيسة الجمعية بالمناسبة، أن من أهدافها أيضا، تمكين الطفل من اكتشاف المناطق السياحية في بلاده؛ من خلال تزويده ببطاقة فنية حول كل الخصائص البيئية والحيوانية لمختلف الأماكن السياحية التي يجري زيارتها.

كما يجري حمل الطفل خلال الخرجات الميدانية، على المشاركة في حملات التنظيف لتنمية الوعي البيئي لديه، حول كل ما يتعلق بحماية البيئة من مخلفات الإنسان.

وحول الفئة المستهدفة أشارت المتحدثة إلى أن البرنامج الصيفي موجه لفئة صغيرة من الأطفال كخطوة أولى؛ لأن البرنامج يهدف إلى تدريب هذه الشريحة التي تم اختيارها بناء على بعض المعايير، ومنها الاستعداد للمشاركة في كل ما يتعلق بالبيئة، ومدى ارتباطه بكل ما يخص الطبيعة، والسعي للوصول إلى بناء فرد محب للطبيعة، فيما يتم من خلال البرامج الأخرى، فتح ورشات لكل الأطفال الراغبين في المشاركة.

ودعت الأولياء إلى مرافقة أبنائهم خلال العطلة، ناهية عن تركهم عرضة للتجول في الفضاء الإلكتروني؛ من خلال إشراكهم في جمعيات ونواد، أو تمكينهم من الاستمتاع بالعطلة؛ من خلال ترتيب زيارات إلى مناطق مختلفة؛ لحمايتهم من الشاشات، ومختلف الأجهزة الإلكترونية التي تؤثر سلبا على صحتهم النفسية والجسدية.

وحول بعض المشاريع التي تعمل عليها الجمعية في مجال حماية البيئة، أشارت المتحدثة إلى أن المشروع الكبير الذي تراهن عليه الجمعية، هو القضاء على الكيس البلاستيكي؛ من خلال الترويج لكيس القماش؛ حيث لاتزال الجمعية، حسبها، تبادر من خلال نشاطاتها التحسيسية، إلى توزيع أكياس القماش على المخابز؛ لحملها على تبنّي هذا المفهوم، ومنه القضاء بصورة تدريجية، على الأكياس البلاستيكية، التي تشكل تهديدا لصحة الإنسان والبيئة على حد سواء.