طباعة هذه الصفحة

موازاة مع أنشطة تحسيسية لتأمين الساحل البحري

رحلات استكشافية في الأعماق

رحلات استكشافية في الأعماق
  • القراءات: 931
رشيدة بلال رشيدة بلال

كعادتها، كانت الجمعية الرياضية للنشاطات الساحلية البحرية الكائن مقرها ببلدية باب الوادي "بالعاصمة"، سباقة في طرح برنامجها الموجه لإنعاش السياحة البحرية، حيث تم تسطير عدد من البرامج الترفيهية التحسيسية الموجة لحماية الساحل وعمق البحر من مختلف الفضلات التي يخلفها المصطافون.

حول فحوى البرنامج الذي يمتد طيلة موسم الاصطياف، تحدثت المساء" إلى رئيس الجمعية، السيد محمد الصديق عبد العزيز في هذه الدردشة.

يتجه اهتمام أغلب العائلات في فصل الصيف، نحو البحر من أجل الاستمتاع بزرقته وتمكين الأطفال من اللعب على الشاطئ طيلة اليوم، انطلاقا من هذا، فكرنا ـ يقول رئيس الجمعية ـ في معرض حديثه ككل سنة، في تقسيم البرنامج إلى ثلاثة محاور هامة تلبي احتياجات كل المصطافين.يتمثل الاتجاه الأول في "التعريف بالرياضات البحرية، الغوص البحري وكل ما تعلق منه بالرحلات الاستكشافية، إلى عمق البحر، حيث يندرج هذا المحور في الكشف عن الخدمات التي تقدمها الجمعية حول كل ما يخص الرياضات البحرية التي لا تزال غير معروفة لدى عدد كبير من المصطافين، وهو ما يلاحظ ـ حسبه ـ من خلال الإقبال الكبير على طلب التسجيل من أجل الحصول على فرصة للتمتع واستكشاف عمق البحر، وما يكنزه من جمال رباني، وبالمناسبة، يوضح "الرحلة الاستكشافية إلى عمق البحر تخص كل الشرائح العمرية، حيث يتم إخضاعهم إلى تكوين صغير تقدم لهم من طرف المدرب توجيهات حول كيفية لبس البذلة المخصصة للغوص، والمرفقة بقارورة الأوكسجين، وكذا القناع، ويشرح لهم أهم التوجيهات التي ينبغي لهم التقيد بها، ومن ثمة يتم الغوص بهم رفقة المدرب إلى نحو مترين أو ثلاثة، حسب قدرة الشخص على التحمل، لأن ـ كما يقول ـ "البعض ينتابه الخوف لأنه غير معتاد على الغوص"، الأمر الذي يقودنا "إلى التأكد من أهمية التعريف بالرياضات البحرية، بالنظر إلى أهميتها، كنوع من السياحة الاستكشافية التي ينبغي أن لا تظل محصورة في البر فقط.

من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى أن المدرب يسعى من خلال مرافقة المستفيدين من الرحلات الاستكشافية إلى عمق البحر، إلى لفت انتباههم لكل ما يكنزه البحر من فضلات لا ترى بالعين المجردة بالنسبة للمصطافين الذين يعشقون زرقة البحر، ولا يأبهون إلى فضلاتهم التي يلقون بها في البحر، وتستقر في عمقه، بهذه الطريقة يشير "نحسس هذه الفئة بأهمية المساهمة من جهتها، في محاربة مثل هذه التصرفات، حتى إن كان الأمر يقتصر على التزامهم فقط بعدم الرمي".

رفع الوعي لحماية البيئة البحرية

يتمثل المحور الثاني من البرنامج ـ يوضح محدثا ـ في نصب أجنحة على مستوى ساحة "كيتاني" التابعة لبلدية باب الوادي، لنباشر عملنا التواصلي مع المصطافين الذين يقصدون الشاطئ، حيث تتم توعيتهم حول كل المخاطر التي تهدد البيئة البحرية، مشيرا إلى أن الرهان الكبير الذي تعتمد عليه الجمعية، إن وافقت مصالح البلدية على تمكينهم من الرخصة لاستغلال المساحة المخصصة لمباشرة العمل التحسيسي، في ظل التواجد الكبير للنشاط التجاري الذي استحوذ على جل الساحة وأصبح من الصعب على الجمعيات القيام بنشاطها التطوعي في مجال التوعية والتحسيس.

في السياق، أوضح محدثنا أن التواصل مع المصطافين سيكون من خلال توزيع المطويات التي تحوي مجموعة من المعلومات المتعلقة بحجم الضرر، التي تخلفه نفاياتهم التي يلقون بها على الشاطئ أثناء وبعد مغادرتهم، خاصة ما تعلق منها بالقارورات البلاستيكية وأكياس المثلجات، كما يتم أيضا نصب جدول كبير يحوي معلومات حول كل المواد البلاستيكية والمعدنية التي تشكل خطرا كبيرا على البيئة البحرية، نظرا لصعوبة تحللها،  حيث يمتد عمرها الزمني إلى آلاف السنين، حيث يجري حسبه، "تقديم معلومات علمية، الهدف من وراء هذا المحور رفع الوعي البيئي لدى المصطافين حول أهمية الاهتمام بسلامة وصحة البيئة الحرية التي يهدد التلوث حياتها على المدى القريب والبعيد.

تأمين الساحل البحري لحماية المصطافين

يشرح لنا رئيس الجمعية المحور الثالث، الذي يتمثل في عملية تأمين الساحل، والمتمثلة في تكليف المتطوعين بالقيام بتنظيف الساحل البحري للعائلات التي تقصده رفقة أطفالها، مما يخلفه زوار البحر بالليل، ويشرح الممثلة عادة في فئة الشباب المدمن الذين يخلفون قارورات الزاج، ويلوثون الشاطئ ببعض الفضلات التي قد تؤذي الأطفال، مشيرا إلى أن الجمعية لا تزال تأمل بأن يخصص لها بعض الدعم المالي من الجهات المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية، ليتسنى لها المساهمة من جهتها في تنظيف أعماق البحر من الفضلات التي لا تتحل سريعا، لأن إمكانيات الجمعية محدودة تعتمد على ما يجود به الأعضاء من إعانات، وأن مثل هذه العمليات تتطلب إمكانيات كبيرة، خاصة ما تعلق منها بالعتاد، يقول رئيس الجمعية.حول مدى وعي المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية، حسب تجربة الجمعية الميدانية، كشف محدثنا بأن درجة الوعي بدأت تتحسن بالنظر إلى ما تقوم به الجمعيات من أنشطة ميدانية، غير أنني أعتقد ـ يقول ـ "أنه يظل غير كافي، خاصة أن البعض لا يزال يسود لديه الاعتقاد بأن البحر لا يتلوث، وهي المعلومة التي نسعى من خلال الرحلات الاستكشافية إلى عمق البحر، تغييرها، لا سيما لدى الأطفال الذين يعوّل عليهم من خلال إكسابهم لثقافة الحفاظ على البيئة البحرية من كل ما يتهدد سلامتها.