ولجوا عالم حواء ونافسوها

رجال يتبادلون وصفات الطبخ

رجال يتبادلون وصفات الطبخ
  • القراءات: 1029
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

تداخل عالما المرأة والرجل في السنوات الأخيرة، وأصبح كل طرف ينافس الآخر في مجال تخصصه، وازدادت شراسة تلك المنافسة بعدما اتقن الرجل مهام المرأة، واتقنت هي الأخرى مهامه، وأصبح في العالمين رواد من الجنسين، على غرار عالم الأعمال بالنسبة للمرأة الذي كان في وقت سابق حكرا على الرجل، وكذا من مهام المرأة التي أصبح الرجل هو الآخر يتفنن ويبدع فيها، على غرار الطبخ، هذا المجال الذي يشهد اليوم بروز طباخين من خمس نجوم، لرجال لم يكونوا يفرقون بين حبة خيار وكوسة..

فنالطبخ  تبناه كذلك الجزائري، الذي أصبح هو الآخر لا يجد أي حرج في دخول عالم المرأة، بل بالعكس، منهم من اختار التخصص في هذا المجال ومنافسة المرأة بشدة في مطبخها، لدرجة تفوق البعض في تحضير أطباق شهية أثارت أحيانا الجدل وسط المجتمع، لاسيما بعدما هدد الأمر مكانة المرأة من حيث معرفتها لأسرار الطبخ، حتى بالنسبة لبعض الأطباق التقليدية والمعجنات المعقدة في تحضيرها.

أصبح الطبخ، حسب الاستطلاع الذي أجرته "المساء" في شوارع العاصمة، طريقة جديدة لهؤلاء السادة، للتعبير عن جانب من شخصياتهم، وهو عشقهم للأكل، فلم يخطئ من قال "أسهل طريق للوصول إلى قلب الرجل؛ معدته"، وهو ما دفعه إلى تحرير طاقته لتجربة الطبخ بتفكير قد يكون مختلفا عن تفكير المرأة، فلما لا التجربة!!

في حديثه، قال نبيل (28 سنة)؛ إن المطبخ بالنسبة للرجل مخبر كبير، يتوفر فيه كل ما يلزم لتحضير طبق حسب الرغبة، وبعدما كان دور الرجل، هناك يقتصر على الذهاب صباحا إلى السوق للتبضع واقتناء مواد غذائية، حسب قائمة حضرتها مسبقا الأم أو الزوجة، ويقتنون تماما ما هو مكتوب فيها لا أقل ولا أكثر، لتتكفل المرأة بالطبخ، أما اليوم فالبعض يحاول "حشر أنفه" من حين لآخر من أجل تحضير طبق "حسب الرغبة".

من جهته، قال خالد (50 سنة)، إن أكثر ما يثير "السخرية" اليوم، أن بعض الرجال أصبحوا يتبادلون الوصفات فيما بينهم، في أماكن مختلفة، حتى في العمل، لدرجة تجدهم يستمتعون في إعطاء المقادير المناسبة لإنجاح طبق معين، وآخرون ينافسون المرأة على أنهم يدركون الوصفة الأصلية، أو يبدعون بلمساتهم الخاصة، إذ تدور الأحاديث حول المطبخ، وهو أمر جديد في عالم الرجل، لكن لم يعد غريبا، لاسيما أن الرجل معروف بحبه للأكل.

على صعيد ثان، قالت مريم (متزوجة حديثا) "زوجي يتقن الطبخ، بحكم تأديته للخدمة الوطنية قبل 5 سنوات، الأمر الذي جعله يعتمد على نفسه من حيث الأكل ومهام أخرى"، موضحة أنه بعد انقضاء فترة الخدمة، وجد نفسه يحب الطبخ، الأمر الذي يدفعه اليوم إلى دخول المطبخ من حين لآخر، حيث لا يشعر أنه مرغم، بل يدخل حدود ذلك العالم رغبة فقط، وعندما يكون مضطرا لذلك، مثلا عند غيابي".

أما وهاب من أصول جزائرية تركية، فقال "لقد عزفت عن الدراسة بعد بلوغي 17 سنة، حينها انتقلت إلى تركيا، تعلمت حينها بعض أصول الطبخ، وعند اكتشافي ميول نحو ذلك العالم وعشقي للطبخ، انتقلت إلى فرنسا والتحقت بأشهر مدارس الطبخ، عدت بعدها إلى مسقط رأسي الجزائر، وها أنا اليوم أستعد لإنشاء مشروعي الخاص رفقة عمي في عالم المطاعم، حيث مكنني التنقل من هنا وهناك من تعلم العديد من الوصفات من ربوع العالم، وسوف أبدع فيها عند افتتاحي للمطعم، ويضيف "الرجل بطبعه يحب الأكل، وهذا أكثر ما دفعني إلى ولوج هذا العالم، وهو ما جعلني أبدع فيه، إلى جانب رغبتي في التميز، فطبيعة الرجل والمرأة تختلفان، ولعل ذلك ما يجعل كل واحد يحضر الأطباق على طريقته". ويوضح أن سر نجاح الوصفة ليست المقادير باهظة الثمن، أو إكثار اللحوم أو السمك، إنما هو حب الطبخ، لذا تنعكس تلك الرغبة في الوصفات، لتحضيرها بكل صبر وإتقان، وهذا ما يجعل الطبق لا يقاوم.