دون غيره من أشهر السنة

ربات أسر يتفنـن في الطبخ خلال رمضان

ربات أسر يتفنـن في الطبخ خلال رمضان
  • القراءات: 2047
حنان. س حنان. س
تسابق ربات الأسر الزمن خلال شهر رمضان لإعداد مختلف الأطباق في صورة تعكس مدى تفننهن في تحضير مائدة إفطار تناسب أذواق الجميع، دون الشعور بتعب أو كلل، وهن من أجل هذا يغصن في أعماق التقاليد الجزائرية، فيستحضرن أطباقا عريقة ما كنّ يحضرنها في باقي الأيام، حيث تبحث المرأة غالبا، في أرشيف مخيلتها عن نوع الأكلة التي لا تتطلب زمنا ولا جهدا كبيرين في التحضير..
يرتبط رمضان عند المرأة الجزائرية عموما بالتنويع في أطباق مائدة الإفطار، وهي بذلك تطلق العنان لإبداعها، فتسارع في الدخول إلى المطبخ وإعداد في المتوسط طبقين اثنين وأنواعا من السلطة، هدفها بذلك إرضاء أذواق الصائمين من أفراد أسرتها. لكن الغريب أن نفس المرأة تتثاقل في الأيام العادية عن التفنن في إعداد الأكل وكأن بطارية فن الطبخ تشحن في بداية رمضان وتنفذ مباشرة مع آخر يوم منه، وبذلك فإن أغلب النساء يكتفين بإعداد الطبق السهل.. هذا حال ربة أسرة عاملة أقرّت أن رمضان هو شهر التنويع في الأطباق بلا منازع، وهي من أجل ذلك تجتهد في تحضير أطباق مختلفة تجمع بين المراقي وأطباق الفرن وحتى بين اللحوم البيضاء والحمراء. وتقول أنه بالرغم من تعب اليوم الرمضاني وحرارة الجو، إلا أن هذا لا يعيقها أبدا عن إمضاء أكثر من ساعتين في المطبخ للتنويع في أطباق مائدة الإفطار، معترفة أن هذا الإبداع المطبخي يقتصر على رمضان دون غيره من الأشهر، لخصوصية هذا الشهر الفضيل الذي يرتبط عند الأسر بالتنويع بين الشوربة وأنواع الأطباق التقليدية.
وهو نفس ما ذهبت إليه سيدة أخرى، حين قالت بأنها تجد لنفسها متسعا من الوقت للتفنــن في إعداد أطباق كثيرة، حتى وإن تطلب منها ذلك كامل فترة ما بعد الظهر، واعترفت أنها في الأيام العادية لا تفكر كثيرا في هذا أو ذاك وإنما عامل الوقت هو الذي يحدد نوع الطبق الذي سيحضر، خاصة على العشاء، فيما أكدت أخرى أنها طوال رمضان تسارع إلى إعداد أنواع أطباق الفرن (الغراتان) وأنواع الشواء، لأن أفراد أسرتها لا يحبذون المراقي كثيرا في رمضان، وهي تجد لذلك الوقت الكافي لتبدع في هذا الطبق أو ذاك، كما تعمل على التنويع في السلطات حتى تعطي لمائدة الإفطار تناسقا في الألوان بما يساعد على فتح شهية الصائمين، فيقبلون على الأكل ولا يتبقى منه في الأخير سوى القليل. معترفة أنها تجد صعوبة في الاستقرار على نوع الطبق الذي ستحضر خلال باقي الأيام، وتؤكد المتحدثة أنها تلجأ إلى سؤال والدتها أو إحدى أخواتها عمّا أعددنه للغذاء أو العشاء حتى تحذو حذوهن. فيما ترى سيدة أخرى أنه لا مجال للتفــنــن مع أطباق اللوبيا والعدس المحببة للأسر شتاء، أو الشكشوكة والمقالي صيفا، إنما كل الإبداع يكون في رمضان حينما يفرض الجوع منطقه على الأفراد، فيشتهي كل واحد منهم طبقا معينا، فتجد الأم بذلك نفسها وسط مجموعة من الرغبات تسعى جاهدة إلى إرضائها جميعا، وهكذا تكون النتيجة مائدة مثقلة بألذ الأطباق.. وإرضاء رغبات الجميع هو أيضا ما يجعل سيدة أخرى تتفنن في أطباق المائدة الرمضانية، وإن كانت تعترف بأنها تحضر كميات صغيرة من كل كيفية تفاديا للإسراف، لتبقى أنواع السلطات كالكتاب المفتوح أمامها، فتنوع فيها كيفما شاءت، لأنها محببة كونها من المقبلات الفاتحة للشهية.. وما يفتح الشهية أكثر بالنسبة لسيدة أخرى، هو متابعتها للحصص التلفزيونية الخاصة بفن الطبخ خصيصا في رمضان، لتستلهم بعض الوصفات التي تغير في مكوناتها، حسبما يرضي ذوقها وذوق أفراد عائلتها المُحبّين للتجديد، لكنها تعترف هي الأخرى أن التفنن في المطبخ مقتصر فقط على رمضان.. وفي باقي الأيام تحضر الأكل وفق المتوفر من الوقت..