المختصة النفسانية أمال بن عبد الرحمان تخاطب الأولياء:

رافقوا أبنائكم لحمايتهم من صدمات النتائج الدراسية

رافقوا أبنائكم لحمايتهم من صدمات النتائج الدراسية
  • القراءات: 502
رشيدة بلال رشيدة بلال

 دعت المختصة النفسانية أمال بن عبد الرحمان الأولياء، لإيلاء اهتمام أكبر بمرحلة اقتراب موعد الإعلان على النتائج بالنسبة للطلبة الذين اجتازوا الامتحانات النهائية، لما لها من تأثير كبير على نفسيتهم بالنظر للقلق والتوتر الممزوج بالخوف من احتمال عدم النجاح، وحسبها، فإن الأولياء مدعوون لأن يكونوا على دراية تامة بالطريقة التي ينبغي بها التكفل بأبنائهم في الحالتين، سواء عند الفشل أو النجاح، لما لها من دور في حمايتهم، وهو ما يمكن أن تخلفه الصدمة من أثار نفسية شديدة قد تحتاج إلى تدخل المختص النفساني.

حسب المختصة النفسانية الأستاذة بن عبد الرحمان في معرض حديثها لـ«المساء"، فإن "ما يمكن أن يصيب الطالب في حال الفشل، هو دخوله في مرحلة الإنكار التي تجعله يرفض تقبل النتيجة، خاصة إن كان من التلاميذ المتفوقين، ونخص بالذكر طلبة الباكالوريا، على خلاف أولئك الذين يهيئون أنفسهم من قبل لاحتمال الفشل، بسبب ضعفهم خلال الموسم الدراسي، غير أن الأكيد أنه في كلا الحالتين، يعيش الطلبة حالة من الحيرة التي تحتاج من الأولياء التعامل معها بحكمة، ولما لا الاستعانة بالمختصين النفسانيين الموجودين لتقديم الخدمة في جميع الجوانب النفسية"، وقد أثبتت التجارب، حسب المتحدثة، "أهمية المختص في التكفل بمختلف الحالات النفسية، خاصة خلال مرحلة التحضير للامتحانات النهائية"، وهو ما عكسه الإقبال الكبير طلبا للاستشارة والمرافقة. في السياق، أوضحت المختصة أنه يتعين على الأولياء قبل مرحلة الإعلان على النتائج، محاولة إزالة الخوف الذي يشعر به أبناؤهم، وتبسيط الأمور لتهيئتهم لليوم الموعود، وحسبها، فإن من بين الممارسات التي يمكن أن تحدث خلال موعد الإعلان على النتائج، أن الطالب يغادر المنزل ولا يعود هروبا من الضغوط، أو يرفض تسليم الأرقام السرية التي تساعد على الاطلاع على النتائج، كنوع من الهروب أيضا، فيما يعتمد آخرون أسلوب المواجهة، من خلال البحث مباشرة على النتيجة لوضع حد  لكل المخاوف، "بالتالي في جميع الأحوال تردف المختصة "لابد على الأولياء، قبل أبنائهم، إدراك بأن النتيجة لن تخرج عن احتمالين إما الرسوب أو النجاح، وفي كلتا الحالتين الأبناء يحتاجون إلى المرافقة، غير أن هذه الأخيرة تختلف من حالة إلى أخرى، وتشرح: ففي حال الرسوب "يقع على عاتق الأولياء عدم ترك ابنهم يعاني في صمت، من خلال مرافقته وإحاطته بكل الاهتمام والحب الذي يشعره بأن ما حدث تقدير من الله، وأن الفشل لا يعني نهاية العالم، أو من خلال البحث عن بعض المبررات التي تجعله يقتنع بالنتيجة، خاصة خلال اليومين اللذان يتبعان ظهور النتائج، لأن الصدمة عادة لا تعيش أكثر من يومين إن كانت خفيفة، أما إن كانت شديدة، فهي لا محالة تحتاج إلى تدخل المختص النفساني الوحيد الكفيل بامتصاص الصدمة، خاصة إن كان الأمر يتعلق بطالب مجتهد، مشيرة في السياق، إلى أن أكثر سلوك منبوذ من الأولياء ومرفوض، هو اللجوء إلى تأنيب الابن لمجرد أنه لم ينجح، هذا السلوك تقول: "أحث على وجوب التخلي عنه وتقبل نتائج الأبناء كما هي، لوجود دائما أسباب تبررها".

أما فيما يتعلق بفئة الناجحين، فهي الأخرى تحتاج إلى المرافقة والمتابعة، فقد يبدو للوهلة الأولى، حسب المتحدثة "أنهم لا يحتاجون إلى المرافقة ولكن الواقع يشير إلى غير ذلك، لأن مرحلة الشعور بالفرح عمرها الزمني قصير، تنتهي بمجرد قراءة عبارة "ناجح"، بعدها يدخل الطالب في دوامة البحث على التخصص المناسب، وإن كانت نتائجه تسمح بالاختيار، وغيرها من الإجراءات المرتبطة بالتوجيه وترتيب الاختيارات، وما إذا كان التخصص في المتناول من عدمه، وما يتبعه من تحديات تتعلق بالحياة الجامعية، التي هي الأخرى تحتاج من الطلبة أن يستعد لها، لأن تحصيل النجاح فيها يحتاج إلى بذل جهد أكبر.