ندوات علمية وخطب مسجدية

دور الأسرة في التحصيل العلمي للأبناء

دور الأسرة في التحصيل العلمي للأبناء
  • القراءات: 1275
رشيدة بلال رشيدة بلال

أطلقت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، في إطار برنامجها  المسجدي والجواري، وتفعيلا لدور المسجد في توعية المصلين  ونشر ثقافة الوقاية من المخاطر اليومية، ندوة وطنية حول موضوع «دور الأسرة في التحصيل العلمي لأبنائها»، بالتنسيق مع بعض الشركاء الأساسيين، مثل وزارة التربية  الوطنية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

لقيت الندوة الوطنية لوزارة الشؤون الدينية استحسانا كبيرا لدى الأئمة، على غرار الشيخ جلول حجيمي، رئيس النقابة الوطنية للأئمة الجزائريين، الذي قال بأن موضوع الحملة غاية في الأهمية لأنه يتناول التحصيل العلمي للأبناء، بالنظر إلى حجم الغزو التكنولوجي الذي سيطر على عقولهم. وأضاف أن الأسرة مطالبة اليوم بأن تسترجع دورها الريادي حتى لا يضيع الأبناء في أفكار هدامة تحملها وتقدمها التكنولوجيا،  ممثلة في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي في قوالب مغرية وجذابة، مشيرا إلى أن للمسجد دور مهم فيما يتعلق بالمنفعة العامة للمواطنين في دينهم ودنياهم، عن طريق منابره التي نستغلها كأئمة، وفق برنامج مضبوط لمحاربة كل الآفات الاجتماعية، لاسيما أن أكثر من 20 مليون شخص يقصدون المسجد يوم الجمعة للصلاة، بالتالي هي فرصة للفت انتباههم وتوعيتهم.

يعتبر محدثنا المسجد منبرا إعلاميا وتربويا ودينيا، يعول عليه  للمساهمة في لفت انتباه الأولياء وتحذيرهم من الخطر الذي يتربص بأبنائهم الذين يغرقون يوميا في التكنولوجيا على حساب مستقبلهم التعليمي. مضيفا أنه على الرغم من أن نقابة الأئمة شريك اجتماعي مهم في عملية التوعية والتحسيس، غير أنه لم يتم إبلاغنا بفحوى الندوة التي  اطلعنا عليها عن طريق المنابر الإعلامية. ولأننا معنيون بها،  بادرنا كهيئة إلى القيام بدورنا عن طريق الخطب المسجدية،  وبالاحتكاك بالأولياء على مستوى المدارس القرآنية. 

من جهته، قال عبد الكريم ليشاني، مدير الشؤون الدينية في ولاية ورقلة، أنه تلقى في إطار برنامج وزارة الشؤون الدينية ممثلة في مديرية التوجيه الديني والتعليم القرآني، إرسالية تتمحور حول ضرورة تنظيم ندوات على مستوى مختلف المديريات لتسليط الضوء حول دور الأسرة في التحصيل العلمي للأبناء»، الذي يندرج في إطار النشاط المسجدي للسنة الجارية، وتفعيلا لدور المسجد بهدف المساهمة في نشر الثقافة الوقائية.

الندوة يقول محدثنا، عبارة عن برنامج وقائي تحسيسي، وعلى مستوى ولاية ورقلة تم ضبط برنامج مكثف لتنفيذ الحملة، بالتنسيق مع مديرية التربية. ويواصل قائلا «كانت لنا ندوات عبر مختلف المساجد المتواجدة على مستوى دوائر  الولاية، وسعينا أيضا إلى استغلال كل الفضاءات المتاحة في الإذاعات المحلية للتحسيس والتوعية بخصوص أهمية أن تعود الأسرة إلى الاهتمام بالتحصيل العلمي لأبنائها، في ظل ما تشهده من تأثيرات شبكات التواصل الاجتماعي التي انعكست سلبا على تحصيلهم العلمي، من خلال لفت انتباه الأولياء إلى ضرورة المرافقة والاهتمام أكثر بتحصيل الأبناء. كما استهدفنا أيضا مراكز التكوين المهني، حيث يشرف أئمة ومختصون تربويون على تنشيط ندوات وموائد مستديرة،  بالتنسيق مع مديرية التعليم والتكوين المهني.

من جهة أخرى، يعتبر مدير الشؤون الدينية أن الاعتماد على المنابر المسجدية مهما، لكنه غير كاف، وأنه لابد من تضافر الجهود من خلال إشراك الجميع لإنجاح الحملة، لذا تم الاعتماد على قطاعات أساسية كوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، مشيرا إلى أنه في كل أسبوع يتم تسطير برامج خاصة لمحاربة مختلف الآفات الاجتماعية، مثل آفة المخدرات واختطاف الأطفال، وكان آخرها التحسيس والتوعية من مخاطر أجهزة التدفئة المغشوشة التي لقيت تجاوبا كبيرا من المواطنين.