استعماله سيقلّص من تكلفة معالجة الفيروس الكبدي بـ ٧٠٪

دواء "صوفوس 400" ينتَج في الجزائر

دواء "صوفوس 400" ينتَج في الجزائر
  • القراءات: 5750
حسينة. ل حسينة. ل

ستشرع المستشفيات عبر الوطن في استعمال دواء "صوفوس 400" الجديد الموجَّه لعلاج مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد من نوع "سي"، بداية من الثلاثي الأول لسنة 2016 بعد أن أصبح متوفرا ولأول مرة في الجزائر، كإنتاج محلي، وبتكلفة أقل، ستسمح بتقليص الميزانية المخصصة للتكفل بهذا المرض الخطير، بقرابة 70 بالمائة. وبإمكان المرضى الحصول على هذا العلاج المبتكر من طرف المخابر الجزائرية "بيكر" مجانا على مستوى المستشفيات في انتظار توفيره بالصيدليات الخاصة لاحقا، مقابل تعويضه من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي "كناس" بنسبة 100 بالمائة.

وأكد الرئيس المدير العام لمخابر "بيكر" رشيد كرار خلال لقاء صحفي نشّطه أمس بفندق الجزائر بالعاصمة، أن الدواء الجديد متوفر بالصيدلية المركزية للمستشفيات "بي سي أش"، على أن يتم توزيعه على المستشفيات للشروع في العمل به بداية من السنة المقبلة، مضيفا أن تكلفة العلاج بهذا المنتج الجديد لا تتجاوز 3 ملايين سنتيم مقابل التكلفة الحالية المقدرة بـ 500 مليون سنتيم. وأشار المتحدث إلى أن هذا الدواء سيعزّز ترسانة العلاجات المتوفرة بالجزائر، كما يُعد إنتاجه محليا، خطوة عملاقة في مجال التكفل بالمصابين بهذا المرض الخطير، والمقدَّر عددهم بأزيد من مليون ونصف مليون شخص في الجزائر مقابل أزيد من 150 مليون مصاب في العالم، وبنسبة وفاة تفوق 500 ألف شخص في السنة. كما أبرز أن المنتوج الصيدلاني الجديد الذي يُعتبر مكسبا للجزائر، أثبت نسبة شفاء تصل إلى 99 بالمائة بعد أن كان الشفاء مستحيلا.

وكشف كرار أن مخابره تجري مفاوضات مع بعض الدول تحسبا لاستيراده، وفي نفس الوقت تسعى لتشجيع بعض الدول التي يكلّفها علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي أموالا باهظة، لتستورد الدواء المصنّع في الجزائر بأسعار أقل تكلفة، من بينها فرنسا، التي أصبحت تكاليف العلاج بها لهذا المرض، تهدد صندوق الضمان الاجتماعي الفرنسي بالإفلاس. ويوضح البروفيسور ورئيس مصلحة بمستشفى مصطفى باشا نبيل دبزي الذي شارك في الندوة الصحفية، أن العلاج المعتمَد حاليا شاق وثقيل على المريض، بينما يُختصر العلاج الجديد في تناول قرص واحد في اليوم ولمدة 12 أسبوعا. كما يخلص "صوفوس 400" المريض من التأثيرات الجانبية وثقل العلاج التي تزيد من معاناة المريض.  

من جهته، أكد رئيس جمعية "أس أو أس إيباتيت" سعدي بوعلاق، أن الأبحاث في العالم كانت قائمة منذ عشرات السنين من أجل إيجاد دواء لهذا المرض، ومنذ 2013 شرعت مخابر في إنتاج الدواء، قبل أن يصبح اليوم يُصنع في الجزائر بخبرات وكفاءات جزائرية. وأشار المتحدث إلى أن مدة العلاج بهذا الدواء الجديد "صوفوس 400"، لا تتجاوز 3 أشهر عوض 12 شهرا مع انعدام المؤثرات الجانبية، التي كان يعاني منها المريض للتخلص من التكلفة الباهظة للتحاليل الطبية التي كان يجريها المريض على عاتقه قبل تناول الدواء، والتي كانت تتراوح بين 8 و10 ملايين سنتيم، علما أن مع توفير دواء "صوفوس 400" سيُسمح للطبيب بوصف الدواء مباشرة بدون هذه التحاليل.

ويستطرد محدثنا قائلا: "لقد كنا رهينة المخابر الأجنبية التي أخذت منا الملايير وحولتها إلى الخارج بأثمان باهظة، مستغلين بذلك غياب الخبرة والتصنيع بالجزائر، ولقد تحررنا من هذه المخابر". وطالبت جمعية "أس أو أس إيباتيت سي" المهتمة بالدفاع عن مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي، بأن يكون الدواء الجديد متوفرا على مستوى الصيدليات الخاصة، كما دعت صندوق الضمان الاجتماعي إلى التدخل  لتعويض هذا الدواء، داعية بالمقابل إلى تشديد الرقابة عن طريق الأطباء والخبراء لقطع الطريق أمام أي محاولة لتهريب هذا الدواء؛ لأنه سيصبح في متناول جميع المرضى وبدون استثناء، علما أن دول الجوار لا تصنع هذا الدواء وتستورده بأسعار خيالية.

والجدير بالذكر أن تكلفة العلاج بهذا الدواء محددة بـ30 مليون سنتيم لمدة 3 أشهر بعد أن كانت ستستورده الجزائر بـ500 مليون. وحسب بوعلاق فإنه أصبح بالإمكان معالجة ألف مريض في السنة، علما أن قائمة الانتظار تضم آلاف المرضى، وأن عدد المصابين بالداء في الجزائر يقدَّر بـ 1.5 مريض بين صنف بي وسي. وبالمناسبة، طالبت الجمعية وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ببذل المزيد من الجهد لترقية الوقاية، داعية إلى تشديد الرقابة وفرض الصرامة على مستوى العيادات الخاصة، لاسيما عيادات جراحة الأسنان، التي تساهم في انتقال الفيروس وارتفاع حالات الإصابة بشكل كبير. كما دعت إلى تعزيز آليات الكشف المبكر للتقليل من الإصابات المعقدة.