للتعايش مع هذا المرض المزمن

دعوة لنشر الوعي الصحي حول مرض السكري

دعوة لنشر الوعي الصحي حول مرض السكري
  • القراءات: 3626
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أشار السيد ناصر غريم، مكلف بالتحليل والدراسات لدى وزارة الصحة السكان وإصلاح المستشفيات، إلى أن الأدوية المخصصة للسكري ما هي إلا 40 بالمائة من العلاج الحقيقي، مؤكدا أن تبني عادة الغذاء المتزن هو العلاج الحقيقي، فالثقافة الغذائية السليمة تسمح بمراقبة كمية السكر داخل الجسم، داعيا في نفس الخصوص إلى التعرف أكثر على هذا الداء الذي هو مرض «غير قاتل» ويمكن التعايش معه لو احترم المريض ما يتطلبه الأمر لتفادي المضاعفات.

قال ناصر غريم بأن التثقيف الصحي لا يزال يعاني تأخرا نسبيا داخل مختلف المجتمعات العربية، لاسيما المجتمع الجزائري، حيث تمتاز عادات وتقاليد الطبخ بغناها بالسكريات، النشويات والدهون، هذا ما يجعل المريض أمام إغراءات كثيرة، أهمها امتناع أكل واحد من تلك الأطباق التقليدية، أو الحلويات التي تحتوي على كمية مرتفعة من السكريات.

كما شدد نفس المختص على ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية سواء فيما يتعلق بطرق التكفل أو التوعية بأهمية التشخيص، حيث قال: «إن أكثر من 51.3 بالمائة من الوفيات جراء مرض السكري في شمال قارة إفريقيا والشرق الأوسط يصيب فئة ما دون الـ50 سنة، وما يعادل 208 ملايين شخص في العالم، أي ما يقارب 5.2 مرات سكان الجزائر غير مشخصين، هذا الرقم الذي أكد المتحدث احتوائه على نسبة عالية من السكان الجزائريين، حيث قال بأن 30 بالمائة من المجتمع مصاب بداء السكري، وهي النسبة التي قد تتضاعف بحلول سنة 2040.

فالتوعية بكيفية مواجهة هذا المرض من خلال البرامج والأنشطة الرئيسة للمؤسسات الصحية جد مهمة، خاصة أن الوقاية لها دور كبير في تبصير أفراد المجتمع من المخاطر السلوكية السلبية، سواء فيما يتعلق بممارسة الأنشطة البدنية أو كيفية ونوعية الأغذية التي يجب أن يتناولها الشخص، حيث أصبح المجتمع يواجه ممارسات سلوكية غير صحية لها دور كبير في تزايد مرض السكر، يضيف السيد غريم.

وأكد نفس المتحدث انتظار الأيام الوطنية أو العالمية لتحسيس المواطنين وتوعيتهم بخطورة مرض السكري في حالة إهمال التكفل به بالطريقة الجيدة، حيث قال: «إن ذلك غير كاف لنشر الوعي الصحي، فلابد من استغلال كل السنة لوضع برامج ومخططات لفائدة المواطنين، من مختلف الشرائح العمرية والمستويات الثقافية والعلمية، حتى يدرك المصاب أو الشخص السليم أهمية ما يتم تناوله والعلاقة المباشرة بين تلك الأطعمة وذلك المرض المزمن».

كما نبه غريم إلى أن بعض الحالات تستدعي «الحرص» أكثر على صحتها خوفا من الإصابة بهذا الداء، إذا كان لهؤلاء خلفيات لهذا المرض في العائلة من قريب أو بعيد، كإصابة الأم أو الجدة أو الخالة وغير ذلك. فداء السكري وراثي وتواجده في العائلة يعني أن أي شخص معرض أكثر للإصابة به، إلى جانب السمنة التي ترشح هذا المرض للاستقرار في شخص بوزن زائد، كل هذا يستدعي ـ حسب الدكتور ـ ضرورة إجراء فحوصات منتظمة كل سنة إذا تعدى سن الشخص 40 سنة.

وفي الأخير، أشاد المتحدث بالجهود الكبير التي بذلتها مختلف الجمعيات الناشطة في المجال الصحي فيما يخص تكثيف تنظيم حملات توعوية خلال السنوات القليل الأخيرة، والتي كان لها دور كبير في تحسيس المواطنين بخطورة السكري، من خلال تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة في المدارس والمؤسسات الاجتماعية، وكذا الساحات العمومية. كما طالب أولياء الأمور بضرورة نشر الوعي الصحي بين أفراد الأسرة وتبصير الأبناء بخطورة مرض السكر وطرق الوقاية منه،  حيث يمثل دور الأسرة صمام أمان كبير في الوقاية من الأمراض عبر ممارسة النشاط البدني والابتعاد عن الأغذية الضارة، خصوصا السكريات والأطعمة الدسمة.