حذرت الدكتورة يمينة بلعياش، المختصة في الطب العام، لدى مصلحة الطب الجواري لسيدي امحمد، من الأمراض المتنقلة عبر المياه، موضحة أنه خلال موسم الصيف، تنتشر العديد من العدوى الفيروسية بسبب المياه الملوثة، معتبرة أن بعض التدابير الوقائية خلال هذا الموسم من شأنها تفادي الكثير من الأمراض، أشهرها التسمم الغذائي بسبب المياه، وكذا بعض الأمراض الأخرى التي قد تصيب العين أو حتى الجلد.

أكدت الطبيبة أن المصالح الاستعجالية كثيرا ما تسجل خلال هذا الموسم، حالات من التسمم وإصابات ناتجة عن المياه الملوثة، موضحة أن هناك الكثير من الأمراض تنتقل عبر المياه، لذلك تلجأ مصالح تابعة لوزارة الصحة، لفحص عينات من المياه عبر مختلف الشواطئ وحتى الاودية، وكل الأماكن التي تستقطب المواطنين خلال فصل الصيف، للسباحة، وهذا من اجل تحليلها ومعرفة مدى سلامتها، وهذا من أجل وضع مخطط وقائي لحث المواطنين على عدم السباحة في تلك المياه في حالة تلوثها.

وقالت الطبيبة، إن تلك الحالات عادة ما يتم تسجيلها عند تعمد البعض في السباحة مثلا بالقرب من الموانئ والتي تكون مياهها مشبعة بالمواد الكيماوية، بسبب ما تطرحه البواخر من مواد، وكذا بالقرب من التجمعات السكنية المكتظة التي تصب نفاياتها هناك، أو أمام المصانع كذلك وغيرها من المسببات التي تؤدي إلى تلويث المياه، وفي حالة السباحة فيها يؤدي ذلك حتما الى الاصابة بأعراض متفاوته، حسب درجة تلوث الماء كالكوليرا والتيفويد.

وأوضحت بلعياش، أن بعض الأمراض جد خطيرة لكنها مرتبطة بمدى التعرض للمياه ملوثة، هي عادة تكون في الدول الفقيرة والتي تعاني من غياب كبير للمياه، وتلوث ما هو موجود واستعماله للاحتياجات اليومية، إلا أن هناك أمراضا أخرى أقل خطورة لكن ليس أقل أهمية، ومنها التسممات الغذائية بسبب الماء.

وأضافت أن أعراض التسمم بسبب الماء هي نفسها أعراض التسمم بأي غذاء اخر، وتبدأ دائما بشعور بالآلام على مستوى المعدة، ثم الإسهال والغثيان والقيء، وغيرها من الأعراض المصاحبة، كما أن بعض الأمراض المتنقلة عبر المياه والتي تصيب الجهاز الهضمي تخرج مسبباتها عن طريق البول أو البراز أو القيء.

وعن سبل التنقل تقول الطبيبة، إن ذلك يتم عبر شرب الماء مباشرة مثلا عند السباحة، أو شرب مياه ملوثة، كما أنه يمكن أن تنتقل عبر اليد الملوثة، والتي تحمل تلك الجراثيم، تقول: "لدى من الضروري الحرص الشديد على نظافة اليدين وغسلهما جيدا خاصة قبل الأكل، لأنهم غالبا الناقلين لما يعرف ببوابات الجسم، الفم الأنف والعين، ومن ثم تنتقل تلك الأمراض وتصيب الجهاز الهضمي".

وفي الأخير، ذكرت المتحدثة أمراضا أخرى تصيب بسبب فيروسات موجودة بالماء، وكذا ميكروبات، وتصيب العين وأخرى البشرة، تظهر على العين على شكل التهاب، تنتفخ العين وجزء من الوجه المحيط بالعين، تظهر عليه حروق واحمرار، وتدمع العين، أما ما يصيب البشرة، فتظهر عليه بثور قريبة من الحروق، ويتم علاجها من خلال مضادات حيوية، قد تستمر الاثار من ثلاثة ايام الى اسبوع كامل .