في عمل بحثي حول التراث المبنيّ

دعوة لبعث الحياة في منارات الجزائر

دعوة لبعث الحياة في منارات الجزائر
الدكتور كريمة عماري مختصة في التراث والهندسة المعمارية
  • القراءات: 509
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعت الدكتور كريمة عماري مختصة في التراث والهندسة المعمارية، في رسالة دكتوراه تعمل عليها حول موضوع "المنارات  في الجزائر كتراث مبني"، إلى أن يعاد النظر في الأهمية التاريخية والتراثية للمنارات الموجودة في الجزائر، التي رغم قيمتها التاريخية إلا أنها لا تحظى بالعناية اللازمة، بعدما تم تصنيف منارتين فقط، وهما "منارة دلس" بولاية بومرداس ومنارة "كاب كاكسين" بالعاصمة، فيما ظلت باقي المنارات بعيدة عن اهتمام الجهات المعنية رغم دورها الهام في إنعاش الفعل السياحي؛ من خلال تحويلها إلى مرافق تستقبل الزوار، وكذا من حيث بعدها التاريخي، ودورها الهام في  الحقبة الاستعمارية.

قالت الدكتورة كريمة عماري في تصريح خصت به "المساء" ، بأنها اختارت في رسالة الدكتوراه أن تتناول موضوع المنارات المبنية خلال الحقبة الاستعمارية من حيث مرحلة البناء، ودورها، وتقسيمها من حيث الشكل المعماري والهندسي، ومقارنتها بتلك المبنية في فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية. وأوضحت أن الهدف من الدراسة هو المطالبة بتصنيفها بغية حمايتها؛ لأنها من المعالم التاريخية التي تعبّر عن مكان معيّن، وبالتالي هي رمزية للمكان الذي بُنيت فيه.

وحسبها، فإن الجزائر تحتوي على 27 منارة، منها 25 منارة استعمارية، تم تصنيف منارتين فقط منها، وهما "منارة دلس"، و"منارة كاب كاسين" الموجودة بميناء الجزائر. أما باقي المنارات والتي تُعد من المباني القديمة، فلم تحظ بالاهتمام والعناية اللازمة؛ الأمر الذي دفع المتحدثة، كما قالت، لاختيارها ضمن رسالة الدكتوراه، التي ارتأت من خلال مشروع بحثي، تسليط الضوء على المنارات الموجودة في الجزائر من حيث شكلها المعماري وما يحيط بها، والأماكن التي تتواجد فيها، لافتة إلى أن الجزء الثاني من رسالة الدكتوراه خصصته لتسليط الضوء على مدى المقاومة التي تتمتع بها هذه المنارات أمام الظواهر الطبيعية، ومنها: الزلازل؛ فمثلا "منارة دلس" تأثرت بالزلزال الذي ضرب ولاية بومرداس في سنة 2003، وعليه فإن الغرض هو لفت الانتباه إلى حاجة مثل هذه المباني القديمة، إلى بعض التدعيمات؛ من أجل حمايتها، ومنها إطالة عمرها، خاصة أنها تُعد جزءا من التراث المبنيّ.

من جهة أخرى، أشارت الباحثة إلى أن الغاية من مشروعها الذي تعمل عليه بجامعة البليدة "1"، هو إبراز القيمة التاريخية والجمالية والسياحية لهذه المنارات، التي عرفت بعض الدول الأجنبية كيف تستغلها؛ من خلال تحويلها إلى مطاعم أو  فنادق، لا سيما أنها بُنيت في أماكن طبيعية جميلة، وبعيدة عن ضوضاء المدن؛ ما يجعل من المشاريع ذات الطابع السياحي استثمارا مهمّا فيها؛ من أجل رد الاعتبار لها، مشيرة في السياق إلى أن هذه المنارات كان دورها الأساس في ما مضى، تقديم الإشارة البحرية للسفن التي تدخل إلى الموانئ أو السواحل الجزائرية.

كما يتبين للزوار الأماكن التي يتواجدون فيها من خلال هذه المنارات. وحسبها، فإن دورها الأساس تراجع بالنظر إلى التطورات الحاصلة، والتغير العمراني؛ لهذا رغبت، كما قالت،  "في إعادة تثمينها، وجعل المنارات عبارة عن مرافق رمزية للأماكن، يكون لها دور تاريخي وسياحي، وبهذه الطريقة تعاد لها الحياة مرة ثانية " .