خلال لقاء علمي ببومرداس حول صحة الأمومة والطفولة

دعوة لإجراء دراسات متخصصة للحساسية من بروتين حليب البقر

دعوة لإجراء دراسات متخصصة للحساسية من بروتين حليب البقر
  • القراءات: 1333
حنان.س حنان.س

شكل موضوع "صحة الأم والطفل" محور يوم دراسي تكويني نظمته مديرية الصحة والسكان لولاية بومرداس، يوم الخميس المنصرم، أكد خلاله المتدخلون بأن الجزائر كسبت تحديات كبيرة في مجال التقليل من وفيات الأم والطفل، لكن مازالت الظاهرة تقلق الأوساط الطبية بالرغم من الإمكانيات المادية والبشرية المتوفرة. كما تظهر إجراء الدراسات المتخصصة حول الحساسية من بروتين حليب البقر الذي يعد من أهم التوصيات التي خرج بها اللقاء العلمي.

 تشير الأرقام بحوزة "المساء"، إلى أن معدل وفيات الأمومة والطفولة انتقل من حوالي 500 حالة لكل 100 ألف ولادة حية خلال سنوات التسعينات، إلى 60.3 لكل 100 ألف ولادة حية في عام 2015،. وبالرغم من التحسن الكبير إلا أن التحدي ما يزال قائما لتحسين صحة الأم والطفل في الجزائر من أجل بلوغ أهداف المخطط الوطني للتقليص السريع من وفيات الأمهات عند الولادة 2015- 2019، وتحسين مؤشرات صحة الأم "التي تبقى النسب منخفضة بالنظر إلى الموارد العامة والميزانيات الضخمة التي جندتها الدولة"، مثلما يؤكده الدكتور عمر وعلي مدير السكان بوزارة الصحة في تصريح سابق لـ«المساء".

في نفس السياق، قالت الدكتورة نسيمة ساعي المختصة في أمراض الأوبئة والطب الوقائي ممثلة مديرية الصحة لبومرداس لـ«المساء"، بأن الولاية تسعى إلى تقليص نسب وفيات الأمومة والطفولة عند الولادة عملا بالمخطط الوطني لبلوغ الهدف الوطني، بتقليص عدد هذه الوفيات إلى أقل من 20 لكل 1000 ولادة حية بحلول عام 2019، علما أن معدل الولادات بالقطاع العمومي وصل إلى 13 ألف ولادة، أي 80 ٪ من مجموع الولادات تتم بهذا القطاع. لهذا السبب نظمت مديرية الصحة بالتنسيق مع الجمعية الجزائرية للطب العام الأيام الـ16 للتكوين الطبي المتواصل حول صحة الأم والطفل "لتحسيس الأطباء وعمال الصحة كافة حول أهمية صحة الأم، بالتالي صحة المواليد الجدد".

الدكتورة ساعي تحدثت عن خلق لجنة متخصصة ودخولها حيز التطبيق تعنى بالمواليد الجدد وتهدف إلى العمل وفق  البرنامج الوطني للمواليد الجدد 2016-2019، الخاص بتقليص عدد الوفيات وسط هؤلاء المواليد.

الدعوة إلى الانتباه من حساسية بروتين حليب البقر

من بين محاور اليوم الدراسي، تحدثت الدكتورة سليمة بوسحاقي، طبيبة أطفال من المؤسسة الاستشفائية العمومية ببرج منايل، عن موضوع الحساسية لبروتينات حليب البقر التي أكدت أنها في تزايد، مطالبة كافة الأطباء العامين أو أطباء الأطفال بالتفطن لأمر التجشؤ المستمر لدى المواليد الجدد، كونه من أعراض الإصابة بهذا النوع من الحساسية.

الدكتورة كشفت في حديث لـ«المساء"، على هامش اللقاء العلمي، عن أنها لاحظت خلال السنوات القليلة الماضية تزايد إصابة المواليد الجدد بحساسية لبروتينات حليب البقر، موضحة أن السبب يعود أساسا إلى تراجع نسبة الرضاعة الطبيعية وتغير النمط المعيشي للأسرة الذي جعل الأم تفضل استعمال الحليب المصنع لرضاعة مواليدها، "وهنا تحديدا تظهر حساسية بعض الرضع لبروتينات حليب البقر التي من أعراضها التجشؤ والإسهال المستمرين والهزال أو النقص في الوزن، وفي حالات أخرى قد يظهر طفح جلدي على الرضع خاصة الأقل من ستة أشهر"، وتضيف المختصة: "نحن نقول للأم التي تلاحظ هذه الأعراض عند رضيعها، أن توقف مباشرة الرضاعة المصنعة المعتمدة على الحليب المصنع، مع استشارة الطبيب المختص. وننصح الأطباء بأن يهتموا بإجراء تحاليل معمقة حول الإصابة بالحساسية لبروتينات حليب البقر، وتعويضها بحليب خال من هذا النوع من البروتينات، علما أنه يوجد بالسوق الوطنية حليب خاص بهذه الحساسية بسعر 700 دينار، وهو معوض كالأدوية"، حسب المختصة.

من جهة أخرى، تنصح الدكتورة بوسحاقي الأسر بعدم تعويض بروتين حليب البقر بنوع آخر من الحليب، كحليب الناقة أو حليب الماعز أو غيره، وإنما الأحسن على الإطلاق إرضاع المواليد طبيعيا على الأقل خلال ستة أشهر الأولى، مفيدة بأنها أحسن طريقة للوقاية، وأن عدم العلاج قد يؤدي إلى الوفاة.

تشير الإحصائيات العالمية إلى أن معدل الإصابة بحساسية بروتين حليب البقر تمثل بين 2 إلى 3 ٪، وتفيد نفس الدكتورة أن غياب الدراسات المتخصصة في الجزائر حول هذه الحساسية يجعل من الصعب تحديد أرقام بشأنها، إلا أنها تؤكد أمر استقبالها لما بين 5 إلى 10 حالات مصابة في الشهر الواحد، مع رفع توصية للجهات المعنية بأهمية إجراء دراسات مختصة حول هذا النوع من الحساسية المتزايدة.