مع استمرار موجة الحر

دعوة إلى تقليص الخرجات لتفادي "الإنهاك الحراري"

دعوة إلى تقليص الخرجات لتفادي "الإنهاك الحراري"
  • 890
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعا الدكتور فؤاد صخري، المختص في الطب العام، الذي يمارس نشاطه بمصلحة الطب الجواري لبرج الكيفان بالعاصمة، المواطنين على عدم الخروج من البيت خلال هذه الأيام، إلا للضرورة القصوى، أي العمل أو زيارة الطبيب، مشيرا إلى أن موجة الحر القياسية التي تمر بها عدة ولايات الوطن، خلال هذه الفترة، تستدعي اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لعدم الإصابة بما يعرف "بالإنهاك الحراري"، والذي قد يكون جد خطير على الصحة، لاسيما لبعض فئات المجتمع، ككبار السن والأطفال والحوامل.

أوضح الطبيب المختص، أن تعريض الجسم لحرارة مرتفعة، قد يسبب ثلاث حالات مرضية متفاوتة الخطورة، أشهرها "التقلصات الحرارية"، "ضربة الشمس"، و«الانهاك الحراري"، وهي تحدث عامة عند بلوغ حرارة الجو ذروتها، خلال فصل الصيف، وتصيب الكثير من الأفراد الذين يعرضون نفسهم لتلك الحرارة، لاسيما في ساعات الذروة من اليوم، أي بين الساعة 11 صباحا، والرابعة مساء، ويمكن أن تتواصل تلك الحرارة إلى ما بعد هذه الساعة، وقد تشتد منذ أولى ساعات النهار.

أضاف الدكتور صخري، أن أكثر الدول التي تعاني هذه الحالات المرضية، ويرتفع عدد إصابة أشخاص بأحد تلك الحالات، هي الدول التي تشهد انخفاضا كبيرا في درجة الحرارة خلال فصل الشتاء، إذ يعتاد مواطنوها على درجات معينة من الحرارة، وتعديها يدخل على الجسم نوعا من "الصدمة"، قد تصل إلى "الموت"، إلا أنه في السنوات الأخيرة، وبسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، اشتدت حرارة العالم ككل، وباتت حتى الدول التي اعتادت ارتفاعا نسبيا في درجة الحرارة خلال فصل الشتاء، تشتد أكثر في الصيف، بالتالي تصل إلى درجات يصعب تحملها، الأمر الذي يستدعي حث المواطنين على أهمية أخذ التدابير الاحترازية خلال هذه المرحلة من السنة.

قال الطبيب: "الانهاك الحراري هو التعرض لفترة لدرجة حرارة عالية، تمتد تلك الفترة من دقائق إلى ساعات، وتحدث هذه الحالة المرضية خاصة، إذا تعرض الجسم في نفس الوقت إلى درجة رطوبة عالية، خاصة في المناطق الساحلية، فحتى المناطق الجافة أصبحت مناطق رطبة وباتت تعرف هي الأخرى ارتفاعا محسوسا في درجة رطوبة الجو، تصل أحيانا إلى أكثر من 40 بالمائة".

وعليه دعا الدكتور، إلى ضرورة الابتعاد عن أي نشاط شاق، ليس بالضروري خلال أيام الحر، كزيارة الأقارب، النزول للتسوق، الرياضة وغيرها من المهام التي يمكن تأجيلها، وعدم الخروج من البيت، إلا للضرورة القصوى، كاستشارة الطبيب، والعمل بطبيعة الحال، على حد تعبيره.

تظهر أعراض الإنهاك الحراري، أو ضربة الحر، أو التقلصات الحرارية، فجأة، وتتفاقم مع مرور الساعات، لتتحول أعراضها من شعور بالإرهاق، إلى ضيق في التنفس، صداع، الشعور بالقشعريرة، القيء، الإغماء، وأخطر تلك الأعراض، ارتفاع ضغط الدم، سرعة النبض أو حتى ضعفه، تقلص العضلات، تصل إلى جفاف الجسم، كلها تهدد بمضاعفات لا يحمد عقباها.

وفي الأخير، شدد المتحدث على أهمية ترطيب الجسم، حتى في حالة عدم الشعور بالعطش، وشرب الماء على الأقل 4 لترات من الماء في اليوم الواحد، مقسمة على ساعات اليوم، لتفادي دخول الجسم في حالة من الجفاف، التي قد تتضاعف إلى حالات جد خطيرة.