في اليوم العالمي للصحة النفسية

دعوة إلى تبني التفكير الإيجابي لمواجهة الضغوط

دعوة إلى تبني التفكير الإيجابي لمواجهة الضغوط
الأخصائية في التنمية البشرية، الأستاذة فريدة حريكان
  • القراءات: 1077
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

دعت الأخصائية في التنمية البشرية، الأستاذة فريدة حريكان، إحياء لليوم العالمي للصحة النفسية المصادف لـ9 أكتوبر من كل سنة، كل النساء العاملات والماكثات في البيوت، إلى التفكير بطريقة إيجابية لتقوية مقاومتهن، إن كن يرغبن في التصدي لمختلف الضغوط النفسية التي يعانين منها، جراء زيادة حجم المسؤوليات التي ترتبت عليهن نتيجة تغيّر نمط الحياة.

أشارت الأخصائية مؤخرا، في ندوة إعلامية من تنظيم الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات بمقر المركز الثقافي الإسلامي، إلى أن ما ينبغي على كل النساء معرفته عند مواجهة مختلف المشاكل النفسية؛ البحث عن الأسباب التي جعلت المشكل النفسي يظهر ويسيطر عليهن، لأن أثره لا يقتصر عليهن فقط، إنما يمتد إلى كل أفراد الأسرة وبطريقة سلبية، بالنظر إلى دورها المهم، على اعتبار أنها عمود الأسرة وأساسها، ومن ثمة تؤكد أن المرأة كلما كان لديها زاد تتغذى منه في سبيل محاربة مختلف ما يمكن أن يؤثر عليها بصورة سلبية، كلما كانت في وضع نفسي إيجابي وجيد. مشيرة في السياق، إلى أن المقصود بالزاد؛ العودة إلى برمجة الفكر بطريقة تعلّمه آلية التفكير السليم، وهذا لا يتحقّق، حسب المختصة في التنمية البشرية "إلا بتقوية النفس البشرية بما جاد به القرآن الكريم الذي أولى الصحة النفسية الخاصة بالمرأة عناية خاصة، من خلال ما جاء في عدد من الآيات القرآنية التي تدعوها إلى أن لا تحزن لتقر عينها".

من جهة أخرى، حذّرت المحاضرة بعض النساء اللواتي عجزن عن مواجهة مشاكلهن من اللجوء إلى العلاجات بالأدوية، بالنظر إلى ما تمثّله من تهديد على الصحة العقلية، كونها تهدئ الحالة ولا تعالجها، لذا تقول "الاستعانة دائما عند الفشل في مواجهة بعض المشاكل بالمختصين أمر محمود"، تشرح "ويخطئ من يعتقد أن المختص النفسي وُجد لعلاج المرضى فحسب، بل على العكس، لديه دور مهم في مرافقة الأصحاء أيضا، من خلال تقديم استشارات تساعدهم على حلّ ما يعتقدون أنّه استعصى عليهن حله في مجالات مختلفة، كتربية الأبناء مثلا".

في السياق، أكدت المحاضرة أن درجة الحالة النفسية لعامة الناس، والمرأة عموما، تقاس بمدى تفاؤلها الذي كلما كان مرتفعا، انقلب بطريقة آلية على حالتها النفسية، وهو ما لا يمكن لأي كان أن يتمتع به كعنصر إيجابي في الشخصية، إلا إذا كانت درجة المعتقد والإيمان القاطع بأن كل الأمور التي رتّبها المولى عز وجل كانت لحكمة، وأن حلولها موجودة في هذا المرجع الرباني الذي يعتبر أكبر علاج نفسي لكل الهموم والمشاكل.

ضربت الأخصائية في التنمية البشرية، جملة من الأمثلة التي تؤكد ـ بما لا يدع مجالا للشك ـ أنه كلما كان التفكير إيجابيا انقلب ذلك على نفسية الفرد، ولعلّ من أبرز الأمثلة، دراسة أوروبية عن الصحة النفسية والعقلية التي تمت على عدد من العاملات في فندق، حيث تم تقسم 80 امرأة إلى مجموعتين؛ المجموعة الأولى كلفت بالعمل وتم تزويدها بمعتقد أنه كلما زادت وتيرة عملهن تحسنت حالتهن، أما المجموعة الثانية، فظلت تعمل كسائر الأيام، وبعد انقضاء أربعة أسابيع، ظهر على المجموعة الأولى تغير في نفسيتهن وأصبحن أكثر إيجابية، لأنهن وجهن  تفكيرهن إلى ما هو إيجابي، خلافا للمجوعة الثانية التي ظل تفكيرها سلبيا، ومن هنا تقول "نؤكد دائما على ضرورة مواجهة المشاكل بتغير الفكر وتبسيط الأمور".

من جهتها، تحدثت أمينة دائرة سيدي محمد بمنظمة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، زهرة قراط، في كلمة ألقتها عن أهمية تسليط الضوء على ما تعانيه المرأة الجزائرية من ضغوطات جعلتها تمرض نفسيا وعقليا، موضحة في السياق "تفكير الاتحاد الوطني للنساء في إحياء اليوم العالمي للصحة النفسية، ما هو إلا محطة لبحث الأسباب وراء مختلف الأمراض التنفسية والعقلية، وما يمكن أن يقابلها من علاجات وحلول تساهم ـ ولو بالقليل ـ في دعم هذه المرأة التي يراهن عليها المجتمع لصلاحه". في السياق، دعت الجهات المعنية إلى الاهتمام أكثر بالجانب النفسي للنساء، من خلال عقد اللقاءات والندوات العلمية بمشاركة أخصائيين، من أجل المساهمة في توعيتها وتثقيفها، ولما لا ربطها بمن يمكنه توجيهها ودعمها.