يوم دراسيّ حول التدخين وسرطان الرئة

دعوة إلى التحسيس ومراقبة الأبناء

دعوة إلى التحسيس ومراقبة الأبناء
  • القراءات: 668
 حنان. س حنان. س

نظمت جمعية الرحمة لمساعدة مرضى السرطان ببومرداس، يوما تحسيسيا حول سرطان الرئة، بمناسبة إحياء اليوم العالمي بدون تدخين، المصادف لـ 31 ماي من كل سنة، حيث كان اللقاء فرصة لرفع نداء إلى كافة أطياف المجتمع، لتكثيف التوعية، لا سيما وسط الأطفال والشباب، لعدم الانسياق وراء أول سيجارة، وبالتالي إدمان التدخين، الذي يُعد العامل الأول في الإصابة بسرطان الرئة. دعا المتدخلون خلال اليوم الدراسي حول "التدخين وسرطان الرئة" الذي نُظم بالمعهد الوطني للتكوين العالي لشبه الطبي بمدينة بومرداس، أول أمس، الى أهمية التحسيس المتواصل بخطر التدخين، وبالتالي الإصابة بسرطان الرئة، الذي يُعد ثاني أنواع السرطان بالجزائر، بتسجيل، حوالي، 3 آلاف إصابة جديدة سنويا.

وقال البروفسور محمد أوكال رئيس مصلحة طب الأورام بعيادة "بوفريزي" التابعة للمستشفى الجامعي لبني مسوس في هذا الصدد، إن غياب حملات الفحص المبكر عن سرطان الرئة لغياب فحص متخصص يُظهر الإصابة بهذا النوع من السرطان بصفة مبكرة، يجعل التأكيد على عدم التدخين كلية، أهم توصية يمكن أن تُرفع في مثل هذه المناسبات، داعيا الأولياء وكل الفاعلين في المجتمع، إلى لعب الأدوار المنوطة بهم، من أجل توعية النشء بأخطار التدخين، ليس السجائر فحسب، وإنما كل أنواع التدخين بما فيها "الشمة" و"الارجيلة".

 وعليه لفت البروفسور في معرض حديثه إلـى "المساء" على هامش اليوم التحسيسي، إلى أن خطر الإصابة بسرطان الرئة بسبب التدخين، مشكل صحة عمومية، لا بد من إيلاء عمليات التوعية والتحسيس بخطورته، أهمية قصوى، بهدف تغيير سلوك المجتمع، داعيا الأولياء إلى مراقبة أبنائهم بتفطن، أي مراقبة سلوكه ورفاقه، بهدف إبعاده عن كل أخطار الآفات الاجتماعية، وعلى رأسها تدخين السجائر، التي قد تكون البداية لما هو أخطر، قائلا بأن القول إن الأطفال أقل من 15 أو 17 سنة، صغار لا يفقهون شيئا، خطر جسيم، كون هؤلاء يبقون تحت تأثير الرفاق والمحيط وشبكات التواصل الاجتماعي أيضا. كما لفت محدثنا إلى أن الإصابة بالسرطان ثقيلة جدا، ليس على منظومة الصحة العمومية فحسب، وإنما على الشخص المصاب، وعلى عائلته ومحيطه نفسيا وماديا، لذلك فإن انتهاج أسلوب حياة صحي بعيد عن التدخين ومنه التدخين السلبي، يبقى أحسن منهاج لإبعاد شبح الإصابة بهذا الداء بكل أنواعه.

وفي معرض مداخلته حول سرطان الرئة بالجزائر، لفت البروفسور أوكال، إلى تنامي ظاهرة إصابة النساء بسرطان الرئة بفعل التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع. وقال إن هذه الظاهرة بالذات، تبرز بفضل إنشاء شبكات السجل الوطني للسرطان منذ 2015، الذي أصبح يعطي صورة واضحة عن هذا الداء بالجزائر. والملاحَظ ـ يضيف المتدخل ـ أن سرطان الرئة بسبب التدخين، أصبح ثاني أنواع السرطانات في الوطن بعد سرطان القولون والمستقيم، بتسجيل 3 آلاف إصابة جديدة سنويا، 80.8% منه عبارة عن سرطان القصبات الهوائية بصفة محددة. هذا الأخير الذي يتسبب فيه التدخين بصفة مباشرة، إضافة إلى عوامل أخرى، منها التعرض للأخطار الصناعية، مثل الأميونت، وكذا عوامل وراثية وأخرى بيئية كالتلوث، ناهيك عن السن، وأسلوب المعيشة كالتغذية المشبّعة بالدهون، وغيرها من العوامل المحفزة على الإصابة بالسرطان. كما تمت الإشارة إلى وجود أزيد من مليار مدخن عبر العالم، حسب الأرقام التي أُعلن عنها خلال اليوم الدراسي، والتي تشكل فئة 15 إلى 25 سنة نحو 13% من مجموع المدخنين، علما أن العالم يحصي سنويا، 60 ألف وفاة بسبب التدخين، كان من الممكن تفاديها، فقط، بعدم التدخين..