إسدال الستار على المخيم الافتراضي الأول للشباب بالمدية

دعوة إلى الاهتمام بالعلم والعلماء وتدريب الشباب على الصبر

دعوة إلى الاهتمام بالعلم والعلماء وتدريب الشباب على الصبر
  • القراءات: 1058
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

اختتمت فعاليات المخيم الافتراضي الأول لجمعية "القلم"، للدعم المدرسي والترقية المعرفية والثقافية لولاية المدية، تحت شعار "الشباب والتحديات المعاصرة"، امتد من 10 سبتمبر إلى غاية الفاتح أكتوبر الجاري، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان الجمهور العريض على موعد مع كوكبة من العلماء الجزائريين، تناولوا مواضيع مست مختلفة الاختصاصات، على غرار "الشباب وفق الواقع"، "الحياة والإيمان"، "ترشيد الشباب إلى طريق أولي الألباب".

قال في هذا الصدد، عضو بجمعة "القلم"، وأحد المشرفين على الصفحة بموقع "الفايسبوك"، الأستاذ جعفر، في تصريح لـ"المساء"؛ "ها نحن اليوم بفضل الله تعالى ورعايته، نصل إلى ختام فعاليات المخيم الافتراضي، حيث جمعنا على مدار أكثر من  عشرين يوما، شباب الجزائر بثلة من علمائهم وأساتذتهم". استرسل السيد جعفر قائلا: "في المخيم الافتراضي الذي كان يجمع المختصين بالشباب كل يوم اثنين وخميس مساء، استمع وناقش المشاركون وحللوا في حوار علمي، حيث تم تشريح جملة التحديات التي أصبحت تعيق مسار شباب اليوم، رغم كل ما يملكه من إمكانيات علمية وفكرية وثقافية وإبداعية، لذا خرجنا بجملة من التوصيات التي يمكن أن تساعده على التغلب على هذه التحديات والعوائق، شاكرين في الأخير، كل من ساهم معنا في إنجاح هذا المخيم الافتراضي للشباب، من أساتذة وطلبة وحضور كريم ومؤسسات راعية لهذا النشاط، داعين الله إلى أن يتواصل هذا العطاء لجمعيتنا".

ذكر المتحدث أن المحور الأول، تشارك فيه كل من الخبير يونس قرار، الذي شرح واقع الشباب والتكنولوجيا، والدكتور محمد هندو، الذي تطرق لإشكالية الشباب والمذاهب الدينية والفكرية المعاصرة، في حين تناول الشق الثالث الدكتور عمار جيدل، الذي تحدث عن الشباب والحياة السياسية.

أما حيال المحور الثاني، فقد شمل الحياة والإيمان، تم خلاله التطرق لإشكالية الشباب بين تحصيل العلم ومتطلبات الحياة، التي نشطها الدكتور نورالدين عدوان، كما طرح الدكتور إبراهيم بوزيداني، سؤال "لماذا فقد الشباب الالتزام بواجبه؟"، في صورة موضحة للسبل التي يستوجب اتباعها للخروج إلى بر الأمان.

المحور الثالث، تم من خلاله معالجة ترشيد الشباب إلى طريق أولي الألباب، تقاسمها كل من الأستاذ عبد الرحمان كيجاو، من خلال مداخلة "علو الهمة وأهميتها في النهوض بالأمة"، و"دور الشباب في العملية التغيرية"، التي عرضها الأستاذ رضوان توفوتي.

خرج المختصون من علماء ومشايخ، بجملة من التوصيات يمكن الاعتماد عليها في مد يد المساعدة للشباب، وإنارة الطريق أمامه، لاسيما أنه القوة الفعالة والثروة الحقيقية التي تعتمد عليها البلاد والعباد، بداية من تسجيل أعمال الملتقى وتداولها على أوسع نطاق،  والنشر الورقي لأعمال المخيمات، حتى يستفيد منها الشباب في كل شبر من أرضنا المباركة، وعقد ملتقيات تجمع الجزائريين بمختلف روافدهم الفكرية؛ تدريبا لشبابنا على الاستماع للمخالف، ومحاورته، والاستفادة منه، وهو تدريب تطبيقي على الصبر في الاستماع والصبر في الرد، ووسيلة هامة للتثاقف بين مكونات الوطن الواحد، والتحصين العقائدي المتين، مع بناء العقيدة الإسلامية في النفوس والعقول بناء مؤسسا على العلم والمعرفة والبرهان، وحث الشباب على الدراسة والمطالعة والبحث، واستقاء المعلومات من مصادرها العلمية الموثوقة، وتجنب الاعتماد الكلي على وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وتجنب الأفكار المنحرفة والهدامة، مع تأسيس مراكز بحوث ودراسات تتفرغ للرد العلمي على الأفكار الهدامة، وتفنيد الشبهات التي تقوم عليها.

وقد تم التطرق أيضا في التوصيات، إلى الدور الجبار الذي يقوم به العلماء للنهوض بالأمم، وجاء فيها، "أهمية رد القيمة والاعتبار للعلم والعلماء"، باسترجاع الطاقات والكفاءات العلمية الإسلامية المهاجرة، وتنشيط حركة التأليف والكتابة، بإنشاء مراكز بحوث، ومضاعفة ميزانيات البحث، ونشر التراث الإسلامي الأصيل، وكتابة الموسوعات العلمية الأصيلة المتعمقة، والمشاركة في مثل هذه المخيمات.

كما تمت الإشارة إلى أهمية إحالة الشباب إلى مراجع ومحاضرات ومختلف المواد العلمية، التي لها صلة بالمداخلات، مع وضع استمارة إلكترونية، بغرض تقييم المخيم من طرف المشاهدين، وطلب مقترحات منهم.

تمت في السياق، دعوة المربين لأخذ هذه التوصيات والمحاضرات بعين الاعتبار، لتحسين مستواهم على التعامل مع الشباب ومساعدتهم على تجاوز مشكلاتهم، إلى جانب استثمار المخيم في تزويد الأولياء وتوجيههم نحو تربية أبنائهم، مع دعوة السلطات المحلية لاحتضان الملتقى وما شابهه من المشاريع الثقافية الهادفة، ورعايتها ماديا ومعنويا.