بمناسبة اليوم العالمي للسكري

دعوة إلى الإلتزام بالتربية الصحية للتعايش مع المرض

دعوة إلى الإلتزام بالتربية الصحية للتعايش مع المرض
  • القراءات: 771
رشيدة بلال رشيدة بلال

يعرف داء السكري، حسب الدكتور سمير عويش، مختص في أمراض الغدد والسكري بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، انتشارا كبيرا في الجزائر، إذ تشير الإحصائيات إلى أن من بين 8 إلى 10% يعانون من داء السكري، والسكري من النوع الثاني هو الأكثر شيوعا. أرجع الدكتور عويش انتشار داء السكري من النوع الثاني بمعدل 90 بالمائة في الجزائر، مقارنة بالأنواع الأخرى، إلى عدة عوامل، أهمها العامل الوراثي وتفشي البدانة وسوء التغذية والاعتماد على الأغذية الجاهزة، وقال بمناسبة مشاركته مؤخرا في الأبواب المفتوحة حول داء السكري الذي احتضنته حديقة التجارب بالحامة، إحياء لليوم العالمي للسكري المصادف لـ14 نوفمبر من كل سنة: "إن المشكل الذي يطرح اليوم فيما يخص مرضى السكري هو غياب التربية الصحية التي من المفترض أنها مهمة يتكفل بها الأطباء، لأن البعض منهم لا يؤدي دوره كما يجب، نحاول من خلال الأيام التحسيسة لفت انتباه المرضى إلى ضرورة عدم الاكتفاء بأخذ الدواء فحسب، وإنما لابد أن يستفسروا  حول المرض ويحملوا الطبيب على توضيح كل ما يجهلونه فيما يخص التعايش مع الداء".

وبلغة الأرقام، كشف الدكتور عويش عن أن عدد المصابين بالداء يقارب 3 ملايين مصاب، وأن 50 بالمائة من المواطنين في المجتمع الجزائري مصابون بالداء ويجهلون ذلك، لهذا تظل دائما الأرقام المصرح بها غير دقيقة ومن هنا تظهر أهمية مثل هذه الأبواب المفتوحة التي يجري فيها تشجيع المواطنين على القيام بالتشخيص والفحص للبحث عن حالات جديدة وتمكينها من العلاج المكبر وتجنيبها التعرض لبعض التعقيدات، مشيرا إلى أن العمل الذي يجري التركيز عليه عند تنظيم الأيام التحسيسة، هو تمكين المريض من الحصول على تربية صحية للتعرف على مرضه ويستطيع بالتالي التعايش معه، مع التأكيد على ضرورة اللجوء بصورة دورية إلى التشخيص خاصة لمن تجاوز سن الأربعين سنة كنوع من الرقابة الصحية الذاتية.  

تزامن اليوم العالمي لداء السكري ويوم عطلة، حيث تدفق على حديقة التجارب جمع غفير من الأولياء رفقة أبنائهم، وبدافع الفضول تجولوا في مختلف الأجنحة وراحوا يستفسرون عن كل ما يخص مرض السكري، فيما اعتبر البعض ممن احتكت بهم "المساء"، الفرصة مناسبة لفحص السكري والاستفادة من المعلومات المقدمة من طرف مختصين حول أهمية التقيد بالغذاء الصحي وممارسة الرياضة، وهو ما حدثنا به مصطفى خياري عداء سابق في ألعاب القوى، ومصاب بالسكري لما يزيد عن 27 سنة، حيث قال: "أحب دائما التواجد عند تنظيم أبواب تحسيسية لأقاسم المرضى تجربتي مع المرض خاصة الأطفال المصابين بالداء، وبالمناسبة أنصح كل مريض بضرورة ممارسة الرياضة لأنها تساعد كثيرا على تنشيط الجسم والتخفيف عنهم عناء التفكير الدائم في المرض وليتسنى لهم العيش حياة عادية، فأنا مثلا لولا حقنة الأنسولين التي أحقن نفسي بها، لما شعرت مطلقا بأنني مريض، لأنني بلغت درجة كبيرة من تقبل المرض والتعود عليه".

ولأن الأبواب المفتوحة احتضنتها حديقة التجارب، كان لها أيضا دور في تحسيس الوافدين عليها بأهمية التغذية الصحية، وهو ما حدثتنا حوله سناء جبالي مكلفة بالاتصال بالحديقة، قائلة بأن مشاركتنا تتمثل في ورشة للبستنة، وقد اخترنا شعار "نزرع .. نأكل من أجل تغذية متوازنة"، فلا يخفى عليكم أن حديقة التجارب تحوي على مدرسة التربية البيئة التي نحاول من خلالها إكساب الأطفال لثقافة بيئية وليدركوا أهمية الغرس والأكل مما يتم غرسه". ومن أكثر الأجنحة التي لقيت تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين؛ الجناح الذي تكفل به الممثل الفكاهي القدير حميد عاشوري، حيث حاول من خلال عرض فكاهي توضيح رسالة مفادها تقبل المرض والتعايش معه وتجنب تهميش المريض، وقال في حديثه لـ"المساء" بأنه يحاول دائما التواجد في الأماكن التي يكون فيها قريبا من المواطنين، ولأن معلوماته قليلة حول مرض السكري، خضع لجلسة تحسيسية مع بعض الأطباء في مستشفى "مايو"، أين تعرف عن كثب حول كل ما يخص المرض حتى تكون المعلومات التي يقدما إيجابية ومفيدة للمرضى.