26 ألف جزائري مصاب بالقصور الكلوي

دعوة إلى إنقاذ الأحياء بأعضاء الموتى

دعوة إلى إنقاذ الأحياء بأعضاء الموتى
  • القراءات: 604
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعا نسيم  بن سراي، مختص في أمراض الكلى، إلى ضرورة تعريف المواطنين بأهمية التبرع بأعضاء المتوفين سريريا، مشيرا إلى أن الكثير من المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية، لا يحتاجون إلا لعضو سليم لإنقاذ حياتهم، موضحا أن أكثر من 26 ألف جزائري من المصابين بقصور كلوي، يخضعون لتصفية الدم بشكل دوري، في انتظار متبرع لمساعدتهم على تخطي المعاناة التي يعيشها البعض كل يومين، وإنقاذ حياة البعض الآخر الذين بلغوا حالات جد حرجة، مؤكدا أنه بسبب غياب ثقافة التبرع، فإن نسبة قليلة فقط تستفيد من زرع كلى سليمة، من طرف أحد أفراد العائلة فقط.

دعا سراي، في حديثه خص به "المساء"، إلى ضرورة نشر ثقافة التبرع بالأعضاء وسط المجتمع الجزائري، موضحا أن هذه الثقافة إنسانية قبل كل شيء، وتساعد على إنقاذ حياة الإنسان، مشيرا إلى أن التبرع عادة ما يكون في الجزائر من طرف واهب حي ووسط العائلة، في حين لا تزال بعض الأفكار والمعتقدات الخاطئة تحول بين الفرد، وبين رغبته في فعل الخير ومساعدة الغير، عبر السماح بالتبرع بأعضاء أحد أعضاء الأقارب المتوفين. أشار إلى أن عدد المصابين بالقصور الكلوي، يزداد بمعدل 3 آلاف مريض كل سنة، وهذا رقم اعتبره "ضخما"، موضحا أن أكثر من 10 آلاف مصاب بالقصور الكلوي، في انتظار إجراء عمليات جراحية لزرع الكلى، بينما يبقى هذا الرقم مرشح للارتفاع، نظرا لوتيرة ارتفاع عدد المصابين سنويا، وإلى جانب باقي الأمراض الأخرى، هناك حالات من القصور الكلوي لا يمكن حلها إلا بإعادة زرع أعضاء سليمة لواهبين أحياء أو موتى.

أضاف الطبيب، أن نسبة جد قليلة من المجتمع تتقبل فكرة التبرع بأعضاء موتاها، موضحا أن ذلك يتنافى وتفكيرها، خصوصا أنهم يقدسون ذلك ويرونه انتهاكا لحرمة الميت، فمن الأساس، يصعب تقبل فكرة موت قريب، فما بالك بانتهاك حرمته لنزع عضو منه، لاسيما إذا كان الفرد المتوفي على غير علم بذلك قبل وفاته، أو كان يرفض الفكرة من أساسها. ففي غياب تلك الثقافة، يعاني 13 بالمائة من الجزائريين من فشل كلوي غير خطير، أي ما يعادل حوالي مليوني مصاب لهم أعراض صامتة، تبدأ بآلام بين فترة وأخرى، مشيرا إلى أن هذا الفشل غير خطير، لكنه يستدعي مراقبة مستمرة، لأن الأشخاص الذين يعانون من ذلك الأمر، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بقصور كلوي حاد، وبدورهم يحتاجون إلى زرع كلى سليمة.

وعن أسباب الإصابة، يقول المتحدث، إنه راجع إلى عوامل عديدة، أولها قلة شرب الماء، مما يجعل الكلى في حالة جفاف، أو استهلاك ماء غير صالح للشرب أو يحتوي على نسب عالية من الكلس، وهو ما يجعل هذه الأمراض تنتشر بكثرة في المناطق الصخرية، إلى جانب الاستهلاك المفرط للأدوية التي تصيب مع الوقت العمل الطبيعي للكلى، وشدد في الأخير، على أهمية شن حملات توعية وتحسيس دائمة لنشر ذلك السلوك الإنساني، مع ضرورة إشراك الأئمة ورجال القانون لتبرير جواز التبرع شرعا، والسماح بعملية التبرع قانونا، خصوصا أن البعض يرون الأمر منافيا للعقيدة الإسلامية، ولا يمكن لمس الميت لأي سبب كان، مع أن هذا الموضوع صدرت فيه الكثير من الفتاوى التي تجيز هذه العملية.