بعدما أصبحت مقصد الكثيرين من مرضى الدوالي

دعوة إلى إنشاء مركز علاج ببحيرة أولاد حدو بالشلف

دعوة إلى إنشاء مركز علاج ببحيرة أولاد حدو بالشلف
  • القراءات: 1453
ق.م ق.م

يقصد أهالي الشلف بحيرة أولاد حدو المسماة محليا  «قلمام» والمتواجدة  ببلدية مصدق (65 كم شمال غرب  ولاية الشلف) مع نهاية الأسبوع ما بين العاشرة صباحا والثالثة مساء لعلاج مرض الدوالي، إذ تُعتبر البحيرة مكانا خصبا لتكاثر العلق، خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، في حين يتمتع البعض الآخر بجمال المكان ومناخه الرطب مقارنة بالمناطق الأخرى من ولاية الشلف.   

يقول أهل المنطقة إن العلقة تقوم بدورة استكشافية في المنطقة المصابة، لتقوم بعدها بغرز أنيابها المجهرية إذا استشعرت مكان الإصابة. يقوم المصاب بغطس رجليه في البحيرة لتعلق بها مجموعة من العلقات ذات اللون الرمادي التي يتراوح طولها ما بين 3 إلى 15 سم، وتمتص الدماء الفاسدة، لتسقط ذاتيا بعد الانتهاء، مخلفة بعض الخدوش والجروح الطفيفة التي تلتئم بسرعة، حسب شهادات المصابين.

ويتداول أهل هذه المنطقة اعتقادا ببركة مياه هذه البحيرة والمنطقة التي مرّ عليها عدد من الصالحين، في حين يقول الحاج الطيب إنه اعتاد التردد على بحيرة «قلمام» منذ زهاء عشر سنوات لعلاج مرض الدوالي، مشيرا إلى أن عملية شفط الدم الفاسد قد تمتد لساعة على الأكثر، ليحصل في الأخير على تجديد طاقته وتنظيف الأوعية الدموية.

بدورها، أكدّت الحاجة عائشة من غليزان أن خوفها من العلاج بالعلقات لم يمنعها من تجربة العملية واكتشاف بحيرة أولاد حدو، التي ذاع صيتها عبر الولايات المجاورة، لتقوم بزيارتها دوريا خاصة بعد التحسّن الملحوظ في حالتها، داعية من يعاني من مرض الدوالي إلى تجربة العلاج بعلقة بحيرة «قلمام».

دعوة إلى إنشاء مركز علاج طبيعي بمحاذاة البحيرة

أعرب بعض السكان المحليين عن أملهم في إنشاء مركز علاج طبيعي؛ ما يجعل منه فرصة لتوظيف أبناء المنطقة وهيئة مختصة تهتم بتأطير عملية العلاج بالعلق، ومراقبة مياه البحيرة الراكدة والتي قد تصبح موطنا لأمراض أخرى.

وفي هذا الشأن يرى السيد جيلالي أن البحيرة أصبحت قبلة العديد من المواطنين نظرا لنسب الشفاء والعلاج المسجلة بشهادة المرضى أنفسهم، وهو ما يدعو المستثمرين والسلطات الولائية إلى استغلالها وفق مقاييس عالمية، على شاكلة الدول الحديثة التي أصبحت تهتم بالطب الطبيعي.

التداوي بالعلق حجامة طبيعية وطب بديل

ويُعتبر التداوي بالعلق من الطرق الطبيعية التي أصبحت تعتمد عليها مراكز الطب البديل، فضلا عن تفضيلها من طرف المرضى على العلاج الكيميائي ومضاعفاته الجانبية، في حين يصف بعض المختصين هذه العملية بالحجامة الطبيعية؛ إذ تقوم كل علقة باستخراج ما مقداره 3 إلى 6 غرامات من الدم الفاسد.

ورغم أن التداوي بهذه الطريقة يبقى ممنوعا عن مرضى فقر الدم المزمن وداء السكري والنساء الحوامل والمرضعات، إلا أن العلاج بالعلق حسب الأخصائي في أمراض الأوعية الدموية شريف بونوة، يساهم في توسيع الأوعية الدموية، ومفيد لأمراض الجيوب الأنفية، فضلا عن علاج الدوالي وأمراض الروماتيزم وآلام المفاصل والعديد من الأمراض الجلدية على غرار الصدفية.

ويضيف المختص أن الأبحاث والدراسات الطبية أثبتت أهمية الإفرازات التي تتركها ديدان العلق على بشرة الإنسان وداخل الأوعية الدموية، على غرار مركبات  فاستلاتوري هيرديني الاستيل كولين، وهي مواد مانعة لتجلط الدم ومجددة للخلايا ومضادة للالتهابات. كما ينبغي على المريض الإلمام بشروط وظروف استعمال تقنية التداوي بالعلق، في حين يُتداول بين أبناء المنطقة بعض الروايات الغريبة؛ باعتبار أن هذه الدودة مباركة بحكم ذكرها في القرآن الكريم ولا تستسيغ دم الإنسان العاق لوالديه؛ لذا «فطيبة قلب الإنسان تبقى شرطا لتعلق الديدان بجسمه وعلاجه»، حسبهم.