يراهن عليها المجتمع لبناء فرد صالح

دعوات ملحة لإلحاق الأبناء بالمدارس القرآنية

دعوات ملحة لإلحاق الأبناء بالمدارس القرآنية
  • 743
رشيدة بلال رشيدة بلال

عاشت طالبات المدارس القرآنية الصيفية، من مختلف الشرائح العمرية بولاية البليدة، وتحديدا ببلدية العفرون، أجواء احتفالية مميزة، تباينت بين التكريمات والتحفيزات للمتفوقين من حفظة كتاب الله، والفائزات بمختلف المسابقات التي تم تنظيمها خلال العطلة الصيفية، على مستوى المدرسة القرآنية، تخللتها وصلات إنشادية ومسرحيات شعرية، وسط دعوات ملحة من المشرفين على تأطير المدارس القرآنية، من مدير الشؤون الدينية والمرشدات الدينيات والأئمة، على ضرورة التواصل الدائم مع المدارس القرآنية، لما فيها من منفعة دينية ودنيوية.

بدأت فعاليات الحفل  الختامي للمدرسة القرآنية الصيفية بولاية البليدة، التي احتضنتها بلدية العفرون، بكلمة ألقاها مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية البليدة، الأستاذ كمال بلعسل، الذي أوضح أن المدارس القرآنية على مستوى الولاية، وبعد الإقبال الكبير عليها، الذي تشهده السنة بعد الأخرى، لم تعد تراهن فقط على تحفيظ القرآن وأحكام التجويد فقط، إنما امتدت استراتيجيتها لبناء الفرد الصالح، من خلال المراهنة على جملة من الأهداف الهامة، والتي يمكن حصرها ـ يقول ـ في أربع نقاط هامة، وهي تضمن للأولياء، أن يكون لديهم أبناء من حفظة كتاب الله، يقول: "نراهن على  تقديم جيل من المتفوقين في مختلف الأطوار التعليمية، نقدم جيلا محبا للوطن ومفعما بالقيمة الإسلامية، ومتشبعا بالقيم الأخلاقية، وهو مطلب تنشده كل عائلة، خاصة أن التجارب الميدانية أثبتت بأن المتفوقين في حياتهم التعليمية، وحتى الشخصية، من خريجي المدارس القرآنية، وهو برهان على نجاح المدارس القرآنية في رسالتها".

من جهته، أشار عبد الباقي عبيد، إمام مسجد "التقوى"، لدى تدخله، إلى أن المدارس القرآنية في السنوات الأخيرة، أصبحت تستقبل أعدادا كبيرة من الطلبة، من كلا الجنسين، وحسبه؛ "فإن تقلد خريجي المدارس القرآنية للمراتب الأولى، واحد من الأدلة التي تفيد بما لا يدع مجالا للشك، بأهمية التعليم القرآني في دعم المتعلم، مصداقا لقول أحد الصالحين "علموا أبناءكم القرآن، والقرآن يعلمهم كل شيء"، مشيرا في الإطار، إلى أن المدارس القرآنية لم يعد  برنامجها محصورا في مجرد تعليم القرآن الكريم وأحكام التجويد، إنما عرف البرنامج تطورا ليواكب التغيرات المعاصرة، حيث أصبحت المدارس القرآنية مرجعا هاما للمنظومة التربوية، وهو ما يعكسه الإقبال الكبير عليها، حيث تُقدَم مواضيع في علوم التجويد والدعم والتعليم وحلقات التعريب، "لافتا بالمناسبة، إلى أنه تُوجه دعوى لكل العائلات بأن يلحقوا أبناءهم بالمساجد، ليستفيدوا ويفيدوا بعلم نافع".

اقتربت "المساء" من بعض الطالبات المتفوقات، اللواتي حظين بتكريم، بمناسبة اختتام المدرسة القرآنية الصيفية، وحول الإضافة التي قدمتها لهم المدرسة القرآنية، كانت البداية مع البرعمة إخلاص كباش، متمدرسة في مدرسة "الزبير بن العوام"، ومسجد "التقوى" بالبليدة، قالت في معرض حديثها "بأنها التحقت بالمدرسة القرآنية منذ كانت في سن صغيرة، وأن التعليم القرآني سهل عليها تلقي الدروس، وكان له الفضل في تحصيل النجاح، وأنه تجتهد حتى تكون حافظة لكتاب الله".

من جهتها الطالبة آية شويرب، التي نجحت في شهادة التعليم المتوسط، قالت "بأنها التحقت بالمدرسة القرآنية هي الأخرى في سن صغيرة، بدافع من والديها، وكان للمدرسة القرآنية دور كبير في تحكمها في اللغة وقدرتها على الفهم والخطابة، وعزز ثقتها في نفسها، مشيرة في السياق، إلى أنها تطمح في المستقبل، لأن تكون معلمة القرآن الكريم وحافظة لكتاب الله"، بينما أشارت سندس حاج بن فطيمة، الناجحة في شهادة البكالوريا بتقدير جيد جيدا "أنها تشعر بالفخر والاعتزاز لانتسابها إلى المدرسة القرآنية، التي كان لها الفضل في بناء شخصيتها وتعزيز ثقتها في نفسها، ومكنتها من التخلص من عقدة الخجل وسهلت لها مهمة فهم القرآن وأحكامه، وساعدتها على تعلم التجويد، وحسبها "فإن المدارس القرآنية لم تعد تقتصر على  تحفيظ القرآن، إنما تساعد على فهم الحياة، وبالمناسبة، تقول "أوجه ندائي إلى كل الفتيات للالتحاق بالمدارس القرآنية والارتقاء في الدنيا والآخرة".