للمرأة الماكثة بالبيت دور في ترسيخ الثقافات المحلية

دعوات لتفادي اللمسة العصرية للحفاظ على الموروث الأصلي

دعوات لتفادي اللمسة العصرية للحفاظ على الموروث الأصلي
إيمان صابر رئيسة النادي الولائي للطبخ الصحي بالبليدة
  • القراءات: 509
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

شددت إيمان صابر رئيسة النادي الولائي للطبخ الصحي بالبليدة، على أهمية تشجيع المرأة الماكثة بالبيت؛ من خلال تعزيز مشاركتها في التظاهرات الوطنية لإبراز إبداعاتها في شتى المجالات، لا سيما الحرف التقليدية، وكذا الطبخ، وغيرهما من الفنون التي يمكنها أن تثير الاهتمام، موضحة أنّ للمرأة دورا كبيرا في المحافظة على التراث الوطني، من خلال الإبقاء على العادات والتقاليد التي كانت لدى الجزائريين منذ قدم التاريخ. 

أشارت المتحدثة إلى أن النادي يسعى جاهدا إلى تنظيم تظاهرات بهدف إبراز الموروث الثقافي الجزائري، موضحة أن قبل أيام، تم بالتنسيق مع بلدية الأبيار، تنظيم معرض وطني خاص بفنون الطبخ والحرف اليدوية على مستوى رواق الفنون رويشد ببلدية الأبيار؛ حيث تم إعطاء الفرصة لنساء ماكثات بالبيت، يعملن في بعض المشاريع المصغرة المرتبطة بالطبخ والحلويات وكذا الأشغال الحرفية. وقالت إن هؤلاء النسوة يدهشن في كل نشاط ينظمه النادي، زائري المعرض.

وأكدت المتحدثة أن فنون الطبخ الجزائري لا بد لها من معارض خاصة بها، مردفة: "هي من الموروث المحلي الذي يجب الافتخار به؛ فلذتها وتنوعها واختلاف أذواقها تجعل الجزائر واحدة من الدول التي لها تنوع كبير في المطبخ، ولا بد من بلوغ بعض الأطباق الشهرة العالمية في مجال الطبخ".

وحذّرت في حديثها مع " المساء "، من اندثار بعض تقاليد الطبخ الجزائرية، واختفائها، إلى جانب بعض التقاليد من الحرف اليدوية، مشيرة إلى ضرورة إعادة إحياء الأيام الحرفية التي كانت تنظم في كل مناسبة قبل سنوات قليلة، والتي تكاد تختفي، اليوم، بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت الحرفي البسيط بالدرجة الأولى، مما أدى إلى اختفاء الكثيرين؛ بسبب غياب التسويق، وتحويل الكثيرين أنشطتهم نحو أعمال تدر عليهم ربحا أكثر، وهذا ما سيؤثر، حتما، على قطاع الصناعة التقليدية في المستقبل القريب، وينذر باختفاء عدد من الصناعات التقليدية، وبالتالي جزء من الهوية المحلية.

ودعت إيمان صابر بالمناسبة، إلى الابتعاد عن محاولة إعطاء لمسات عصرنة في الصناعات التقليدية، وكذا في مجال الطبخ، موضحة أن هذه العادة التي يمارسها بعض الحرفيين، دافعها تجاري وربحي؛ من أجل استمالة أكثر، الزبون، خاصة من فئة الشباب الباحثين عن العصرنة؛ " إنما هذا "، تقول، " سيؤثر كثيرا على أصالة تلك الحرف، وكذا الوصفات في مجال الطبخ، ويُفقدها مع الوقت، خصوصيتها، بل يمكن أن يحوّلها تماما، ويتناسى الفرد ما كانت عليه تلك القطع أو تلك الوصفات قبل إدخال عليها، كل ذلك الكم من التغيير ".

وثمّنت في الأخير عمل بعض المختصات في مجال الطبخ، واللواتي يحاولن نقل أصالة الوصفات عبر صفحات من مواقع التواصل الاجتماعي، التي تُعد أكثر المواقع تصفحا من طرف الشباب، موضحة أنها، عادة، صفحات لكبيرات في السن، يحاولن، دائما، دعم التفكير الأصيل في مجال الفنون والثقافة المحلية، واللواتي لديهن غيرة جميلة؛ خوفا من اندثار جانب من الهوية الجزائرية. ويعملن بكل ما لديهن لكسر كل محاولة تشويه أو سرقة واحدة من تلك المعالم الثقافية غير المادية، التي هي تراث جزائري، وفخر لمواطنيها.