مركز "الأنيس" بباب الوادي

دعم نفسي واجتماعي لشباب يحلم بتجاوز مشاكله

دعم نفسي واجتماعي لشباب يحلم بتجاوز مشاكله
  • القراءات: 586

يُعد مركز الاستقبال والإصغاء والتوجيه للشباب المعرض للخطر المعنوي بباب الوادي، في قلب الجزائر العاصمة، أو كما يعرف بـ«مركز الأنيس"، نقطة تحول في حياة أي شباب قرر رفع التحدي ومواجهة نفسه للخروج من عالم الإدمان على المخدرات، أو تجاوز مشاكل أخرى خلفت له أزمات نفسية.

تمكن مركز "الأنيس" الذي يتواجد بمحاذاة ساحة "الساعات الثلاث" في الحي الشعبي بباب الوادي، في قلب العاصمة، من صنع "الفارق في حياة الكثيرين على مدار سنوات مضت"، بعد أن وجدوا فيه "الملاذ الآمن" للتخلص من عبء مشاكل تواجههم في حياتهم اليومية أوصلتهم إلى حد الإدمان على المخدرات، أو تسببت لهم في حواجز نفسية منعتهم من مواصلة حياتهم بشكل طبيعي.

كما يعد المركز متنفسا لأولياء لم يتمكنوا من السيطرة على أبناء جانحين، أو صغارهم الذين يواجهون صعوبات في التعليم ويرغبون في التخلي عن مقاعد الدراسة، أو ممن يعانون من آثار طلاق والديهم.

حسب الطاقم المشرف على متابعة مختلف الحالات التي تصل إلى المركز، والمشكّل من مختصتين اجتماعيتين ومختصتين في علم النفس، فإن المركز الذي يعود تأسيسه إلى سنة 1999 رافق لقرابة العقدين الماضيين، آلاف الأشخاص من فئات عمرية مختلفة، تعرضت إما لصدمات نفسية أو كانوا ضحية تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها، وغيرها من الآفات الاجتماعية التي كانت حاجزا بينهم وبين حياة طبيعية.

أشارت السيدة حورية بلحسن، مختصة نفسية تعمل بالمركز منذ عدة سنوات، إلى أنها وقفت خلال سنوات طويلة بمركز "الأنيس" على حالات كثيرة، كان فيها "الأمل والألم والمثابرة والخيبة" عناوين لقصص من الواقع، عايشتها مع مرضاها الذين ما زال بعضهم ولنحو 7 سنوات، يجدد موعد زيارته لهذا المرفق من أجل التخلص من عبء مشاكل نفسية خفت حدتها مع الوقت وبات يتعايش معها،  "إلا أن المتابعة المتواصلة أمر مفروغ منه، لتفادي انتكاسة حادة قد تعيده إلي نقطة الصفر".

قالت المتحدثة بأن التكفل بالحالات التي تصل إلى المركز "ليس بالضرورة مرتبطا بحالات الشباب المدمن على المخدرات أو المشروبات الكحولية، كما قد يخيل للبعض، لكنه يتعلق بآفات اجتماعية مختلفة باتت موجودة في المجتمع الجزائري، حتى وإن كانت تشكل ليومنا هذا، طابوهات يحرم الحديث عنها، لأنها بمثابة وصمة عار لصاحبها أو لأسرته".

تحدثت السيدة بلحسن عن حالات التعدي الجنسي على الأطفال التي تصل إلى المركز، وتكون أثارها وخيمة على حياة عائلة بكاملها، وعلى الصغير نفسه في المدى القريب والبعيد، وحالات الجنوح عند الفتيات اللواتي يقررن ترك المنزل العائلي لسبب أو لآخر، إضافة إلى مشاكل المراهقات وتورطهن في عالم المخدرات، حيث تعد هذه الحالات بمثابة مآس حقيقية بالنسبة للوالدين. 

أبرزت أن الالتزام بمواعيد المتابعة وحصص الإصغاء للحالات التي تصل المركز، مرتبطة بالشخص المعني أولا وأخيرا، وعادة ما تكون النتيجة إيجابية في حالة ما كانت أول زيارة وموعد نابعا من إرادة شخصية للشخص الذي يبحث عن المساعدة، تكون له قابلية أكبر للشروع في صفحة جديدة تعيده إلى الطريق السوي. قالت من جهتها خليدة حايت، مختصة اجتماعية بنفس المرفق، أنه ورغم كل الصعوبات التي يواجهها المركز، لاسيما نقص التأطير البشري، فإنه "يبقى مفتوحا لقاصديه من أبناء مدينة باب الوادي ومختلف أنحاء العاصمة، وحتى من ولايات أخرى".

 

ق.م