الحرفية آيت حمودة نادية لـ«المساء”:

دعم الدولة ضروري لمرافقة الحرفيين وتطوير الإنتاج المحلي

دعم الدولة ضروري لمرافقة الحرفيين وتطوير الإنتاج المحلي
الحرفية آيت حمودة نادية
  • القراءات: 1105
س.زميحي س.زميحي

أكدت الحرفية في تربية النحل، نادية آيت حمودة باشا، من قرية ثاسفت أقمون، ولاية تيزي وزو، لـ«المساء”، على أهمية دعم ومرافقة الدولة للحرفيين في سبيل تطوير وترقية الحرف التقليدية، موضحة أن تسهيل عمل الحرفي من شأنه النهوض بالمنتجات المحلية التقليدية التي تعتبر ثروات بحاجة إلى تثمين، باعتبارها تساهم في خلق مناصب شغل. كما أنها وديعة اقتصادية تعد بالكثير للاقتصاد المحلي، خاصة أنها ترتكز على مواد منتجة محليا.

أشارت محدثتنا إلى أن الحرفيين يساهمون في تطوير الإنتاج المحلي، لاسيما عبر إثراء السوق المحلية بمنتوج يرتكز على مواد محلية وغير مستوردة، مما يتطلب إعطاء أهمية وعناية لهذه الحرف التي من شأنها خلق مناصب شغل وثروات تساعد على تطوير الاقتصاد المحلي، داعية إلى ضرورة إقحام الدولة نفسها في مسعى تحقيق هذا الهدف الذي يفتح آفاق تصدير منتوج محلي جزائري، خاصة أن النوعية متوفرة، تبقى فقط المرافقة والدعم.

أضافت السيدة باشا، أن حرفة تربية النحل وإنتاج العسل، قديمة متوارثة من جيل لآخر، حيث نشأت وسط عائلة تمارس هذه الحرفة بقرية ثاسفت أقمون، وبعدما تزوجت، وسّعت نطاق الحرفة مع زوجها مبروك باشا، الذي كان بدوره يمارس نشاط تربية النحل في ولاية وهران، حيث كانت البداية في إنتاج العسل فقط، ثم توسع الإنتاج بعد سنتين بعرض منتوجات أخرى، على غرار إنتاج صابون العسل، كريم الوجه، وغيرهما من مستخلصات العسل الطبيعي، لاسيما أن المادة الأولية متوفرة، حيث يتم الاستعانة بشمع العسل، غذاء ملكات النحل وغيرها لإنتاج مواد تجميل مصدرها العسل.

أشارت في سياق متصل، إلى أن زوجها خضع لتكوين في مجال تربية النحل، لاسيما فيما يتعلق باستخلاص مواد من العسل، كالصابون وغيره. مضيفة أنّها تعمل رفقته منذ 18 سنة في مجال تربية النحل وإنتاج العسل، وهو ما سمح لها باكتساب اسم وشهرة في السوق بفضل النوعية التي يتصف بها منتوج العسل لعائلة باشا، حيث أطلقت على عملها اسم ”الصيدلية الطائرة”، مضيفة أن ابنها يمارس أيضا هذه الحرفة وينشط في ولاية الطارف.

أكدت السيدة باشا أنها شاركت في عدة مهرجانات وصالونات ومعارض على المستوى الوطني، منها بتمنراست، بشار، تاغيت، وغيرها من المناطق للتعريف بمنتوج عسل العائلة، الذي لقي رواجا وإقبالا كبيرين من طرف الزبائن، خاصة بعد بداية استخلاص مواد مختلفة مصدرها العسل الطبيعي، حيث شاركت مؤخرا في عيد الفضة بآث يني، وعرضت المنتوج بأنواعه.

ذكرت الحرفية أن هذا النشاط تحقق بفضل الاستثمار الخاص للعائلة، مضيفة أنها لم تحظ بأي دعم من طرف الدولة ولا غرفة الصناعات التقليدية والحرف، مشيرة إلى أنها تمارس حرفة تربية النحل وإنتاج العسل في ولاية وهران، ولقيت التشجيع من رئيس الجمهورية خلال زيارته للولاية في 2004، حيث أقيم معرض شاركت فيه عائلة باشا بمنتوج العسل.

اغتنمت المتحدثة الفرصة لطلب إعانة من الدولة، تتمثل في قطعة أرض لمواصلة نشاطها، خاصة أن العائلة تستغل قطعة أرض صديق منذ 17 سنة. مشيرة إلى أن والي وهران سبق أن قدم وعودا بمساعدة العائلة، لكن لم يتحقق من ذلك شيء. مضيفة أنها تحصلت على محل لممارسة نشاطها، وقامت بإعادته لأن العائلة بحاجة إلى قطعة أرض وورشة لتوسيع الإنتاج وليس محلا، حيث تستغل منزلها العائلي لإنتاج العسل ومستخلصاته، ليبقى المشكل عالقا في الأرض من أجل تثبيت خلايا النحل.

يضاف إلى هذا المشكل، الأعباء الكثيرة والمصاريف التي تنتج عن المشاركة في التظاهرات والصالونات، حيث تقول إنه في وقت سابق كانت مديرية الصناعات التقليدية والحرف هي التي تتكفل بتغطية تكاليف نقل وإيواء وإطعام الحرفيين، غير أنه مؤخرا، أصبح على الحرفي تغطية تكاليف مشاركته في التظاهرات،  إلى جانب بعض النقائص، مثل الأمن، إذ تضيف أنه خلال مشاركتها في معرض بولاية تبسة، تعرضت لسرقة منتجاتها.

نوهت الحرفية بجودة الإنتاج المحلي الجزائري، الذي يحتاج فقط إلى مرافقة ودعم الدولة، لاسيما أن المادة الأولية متوفرة، موضحة أن الحرفي يمكنه المساهمة في تطوير الاقتصاد بممارسة مختلف الأنشطة التقليدية، وهذا يتوقف على مدى إقحام الدولة نفسها في سبيل تحقيق الهدف الذي يضمن تطوير الحرف التقليدية، تدعيم السوق بمنتوج محلي وخلق مناصب شغل والتوجه نحو التصدير، خاصة أن النوعية متوفرة.