طبيب أطفال وحامل مشروع مركز خاص، الدكتور حوبي:

دعم الأولياء والتكفل بأبنائهم المتوحدين وإدماجهم غايتي

دعم الأولياء والتكفل بأبنائهم المتوحدين وإدماجهم غايتي
  • القراءات: 788
رشيدة بلال رشيدة بلال

يحدثنا طبيب أطفال وصاحب أول روضة أطفال للتكفل بالمصابين بطيف التوحد في الجزائر، الدكتور عبد الكريم حوبي، في هذا اللقاء، عن مشروعه الخاص بإنشاء مؤسسة خاصة تعنى بالتكفل بالأطفال المعاقين ذهنيا، حيث يعتبر أول من بادر إلى تقديم ملفه حتى قبل صدور المرسوم التنفيذي رقم 221/18 المؤرخ في 6 سبتمبر 2018، والذي يحدد كيفيات وشروط إنشاء مدرسة خاصة لتربية وتعليم الأطفال المعاقين ذهنيا. بعد أن وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة دعوة للخواص من أجل الاستثمار في المجال، بادر إلى طرح مشروعه ليكون سباقا في تقديم خدمة إنسانية للأطفال المعاقين وأوليائهم.

عبر الدكتور حوبي في بداية حديثه مع ”المساء”، عن سعادته بالمبادرة التي أقرتها وزارة التضامن، حيث وجهت دعوة لكل الراغبين في الاستثمار في مجال إنشاء مراكز خاصة تعنى بالتكفل بالأطفال المعاقين ذهنيا، خاصة أن المراكز التابعة للدولة أصبحت غير قادرة على امتصاص العدد الكبير من المعاقين، لاسيما أن الإعاقة تعرف تزايدا كبيرا، سواء من حيث المصابين بالتوحد، التريزوميا أو الاضطراب العقلي”، يوضح ”غير أن هذا ينبغي أن لا يستغل كمجال جديد لتحقيق ربح مادي، لأننا نتحدث عن أولياء يعانون وينتظرون في قوائم الانتظار للظفر بمقعد في مركز لأبنائهم، وعن أطفال بحاجة ماسة إلى التكفل بهم، بالتالي، على الذي يختار الاستثمار في هذا المجال التحلي بالإنسانية كأولوية”.

الدافع إلى التفكير في مشروع خاص بإنشاء مركز للتكفل بالأطفال المضطربين عقليا، حسب محدثنا، هو الإجابة عن انشغال الأولياء الدائم، يقول ”يواجهني دائما سؤال واحد؛ أين أضع طفلي بعد الروضة؟ بحكم أنني أتعامل مع هذه الفئة من خلال الروضة التي تتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد، فكرت في هذا المركز الذي من خلاله آخذ على عاتقي عبئا كبيرا، وهو التكفل بالأطفال ومرافقتهم بعد أن يبلغوا عمر الست سنوات”. مشيرا إلى أن الروضة تظل موجودة، حيث يجري تحويلها إلى مركز خاص للتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد خلال مرحلة الطفولة والمراهقة.

ردا عن سؤال حول أهم ما ينبغي أن يتمتّع به حامل مشروع إنشاء مؤسسة  لتربية وتعليم الأطفال المعاقين ذهنيا، بحكم التجربة التي اكتسبتها بعد سنوات من العمل في الروضة مع الأطفال المصابين بالتوحد، أشار محدثنا إلى أن أهم ما يجب أن يكون عليه مسير المركز أو حامل المشروع، هو عدم التفكير مطلقا في الجانب الربحي، على الأقل في السنوات الأولى من فتح المركز، ”لأننا نتعامل مع أشخاص يعانون ويبحثون عن أمل يساعدهم في كيفية التكفل بأطفالهم، بعدها يأتي أهم شيء، وهو الطاقم التربوي الذي ينتظر أن يشرف على عملية المرافقة والتكفل بهذه الشريحة، والذي يجب أن يكون على درجة عالية من التكوين والتخصص”. بالمناسبة، يقول ”شخصيا أكثر ما أركز عليه من خلال المركز الذي ينتظر فقط الترخيص من وزارة التضامن، نهاية ديسمبر، حتى يشرع في العمل، هو توظيف مختصين أكفاء نفسانيين وبيداغوجيين في كل حالة على حدة، ليكون هدف عملية التكفل بالأطفال هو تحقيق نتيجة”. بالمناسبة، يكشف عن أن المركز الذي ينتظر أن يفتحه، يختص فقط بالأطفال المصابين بطيف التوحد، ونصح في الإطار كل المستثمرين الذي يختارون الاستثمار في المجال أن يتخصصوا في كل حالة على حدة، وأن لا يتم الخلط بين المصاب بالتوحد والمصاب بالتريزوميا، حتى يكون التكفل على درجة عالية، خاصة أن بعض الأطفال المعاقين ذهنيا يملكون قدرات متفاوتة،  بالتالي يتطلب الكشف عن هذه القدرات، أن يكون لكل طفل فريق تربوي خاص يعمل معه.

المبادرة إلى إنشاء مراكز خاصة بالأطفال المعاقين ذهنيا، حسب محدثنا، لا يعني أن هذه المراكز ستقدم خدمات مختلفة تجعل من هذه الفئة أطفالا عاديين، وهو المنطق الذي لا ينبغي أن يتأمل فيه الأولياء، لأن أول ما يجب الاستفسار  عنه قبل تسجيل ابنهم، البحث عن كل ما يتعلق بحالتهم وطريقة التكفل بهم وقدراتهم لتسطير برنامج العمل على مستوى المركز، يقول ”حتى لا نعطي آمالا  للأولياء غير حقيقية”. مشيرا في السياق، إلى أن التكفل لا يعني التركيز على الجانب البيداغوجي فقط للوصول إلى مرحلة الإدماج بالمدارس العادية، لأن لبعض الأطفال المعاقين ذهنيا قدرات في مجالات بعيدة عن التعليم، كالرياضة أو الأشغال اليدوية أو الطبخ، ومن هنا تظهر أهمية المرافقة والسعي في سبيل الكشف عن قدرات هذا الطفل المعاق ذهنيا أيا كانت إعاقته، وهو العمل الذي يفترض أن يراهن عليه أي مركز يستثمر في هذه الشريحة.