الخرفان المستوردة تُعيد البسمة لوجوه الجزائريين
دعابات ونكت تترجم سعادة الأسر

- 143

مع اقتراب عيد الأضحى وبينما كانت أسعار الأضاحي تلامس حدود الخيال، جاء القرار الرئاسي باستيراد كميات معتبرة من الخرفان الأوروبية وطرحها بسعر موحد لا يتجاوز 4 ملايين سنتيم، ليعيد الأمل إلى البيوت الجزائرية. خطوة وُصفت بالذكية والإنسانية، خاصة أنها استهدفت بشكل مباشر الفئات المتوسطة ومحدودة الدخل، مانحة الجميع فرصة إحياء شعيرة الأضحية بكرامة، وسط أجواء من الارتياح الشعبي الذي عمّ الشارع، وألهمهم طُرفا مضحكة تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
"بفضل هذا القرار سنتمكن من ذبح الأضحية وإدخال الفرحة إلى قلوب أطفالنا"، تقول السيدة يمينة، ربة بيت من بلدية الخروب، وهي تتحدث بابتسامة عريضة لم تخفها فرحة القرار الذي أعاد إليها أملاً كاد يندثر بسبب الأسعار المرتفعة التي حرمتها من الأضحية السنة الماضية. فيما لم يُخفِ الشاب عبد القادر، عامل بالبلدية، سعادته التي عكستها ابتسامة واسعة: "أربعة ملايين فقط؟ هذا معقول جدًا مقارنة بما نراه في السوق! مبادرة تُحترم بحق".
ومع تواتر الأخبار حول الأضاحي المستوردة، تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى فضاء احتفالي مفتوح، حيث تنوعت التعليقات والمنشورات بين الإشادة بالمبادرة وبين التعبير الطريف عن الفرحة. أين اجتاحت عبارات الشكر والثناء الصفحات، مؤكدة أن القرار أعاد الأمل للعديد من العائلات الجزائرية التي كانت تخشى أن يمر العيد بلا أضحية.
في المقابل، أصابت الصدمة الموالين المحليين الذين لم يستوعبوا سرعة التحول الذي ضرب سوق الأضاحي، حيث انتقل المشهد سريعا إلى مواقع التواصل في شكل موجة ساخرة، أين صّور البعض من أصحاب الصفحات الموالين وكأنهم في حالة "تدوير حسابات"، يتساءلون عن مصير مواشيهم أمام نظافة وأناقة "الخرفان الأوروبية"، إذ كتب أحدهم مازحا "موالونا كي شافو الكبش الأوروبي... دارو لايك وبكاو!"، بينما علق آخر "كانو يبيعو الكبش مع حفنة علف، اليوم الكبش جايب معاه جِل دوش".
وزاد المشهد طرافة عندما انتشرت صور للخرفان المستوردة وهي تحمل في البواخر، مع تعليقات ساخرة حول "بعبعتها" أين علق البعض من قبيل المزح: "نسمع البعبعة فيها لكنة أوروبية!"، و"الكبش جايب معاه باسبور وفيزا شنغن"، ما جعل مواقع التواصل وكأنها مسرح مفتوح للضحك والتعليقات الخفيفة، التي أضفت بهجة إضافية على المناسبة.
من جهتهم أطلق الشباب موجة أخرى من الفكاهة، عندما شرعوا في تجهيز "أماكن راقية" لاستقبال الكباش المستوردة، معتبرين أنها "خرفان راقية" وتحتاج إلى معاملة خاصة، فبدل أماكن الرعي التقليدية، راح البعض يخطط لاستقبال الكبش في صالونات منازلهم، حيث علق البعض "الكبش الأوروبي لازم يرقد معايا فالشومبرا،" وآخر يعلق "يعيش في الصالون مع موسيقى كلاسيك..."، بل بلغ خيال الدعابة ببعضهم إلى القول، "ناديت على الكبش الجزايري شواني وناديت على الروماني قطع لبحور وجاني"، واخر معلقا" نديرو صاحبي بلاك نربح عليه".
وسط هذه الأجواء المرحة، استعادت بعض العادات الاجتماعية بريقها، مثل "عيد العروسة"، وهي عادة قديمة يقوم فيها العريس القسنطيني، وجل ولايات الشرق بإهداء خطيبته فخذ خروف بمناسبة العيد، عادة كادت تندثر مع غلاء الأسعار في السنوات الأخيرة لدى بعض العائلات قليلة الدخل، حيث تتنازل العروس عن الأمر لتريح العريس من هذه المصاريف الإضافية، إلا أن توفر الأضاحي بسعر معقول بعث فيها الحياة مجددا، حيث تفاخر الكثير من الشباب، هذه السنة، عبر مواقع التواصل قائلين:"ما نقدّمش غير فخذ لعروستي... نقدم خروف أوروبي كامل"، في تحدٍ مرح يعكس عودة الأمل إلى النفوس والبسمة إلى الوجوه.
وينتظر الجزائريون انطلاق حسب ما تم تداوله في مختلف المواقع عملية البيع الرسمية للخرفان المستوردة وسط آمال كبيرة بأن تتم بسلاسة، بعيدا عن المضاربة، تحت إشراف المصالح البيطرية، التي تتابع عن كثب عملية التنظيم وضمان جودة القطيع، حيث أكد الكثيرون خاصة من فواعل المجتمع المدني أن هذا القرار أثبت أن عيد الأضحى في الجزائر ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو أيضاً فرصة لتجديد قيم التكافل والفرح.