أطلقها الباحثان محمد لونيس وجهاد بن شريط

دراسة حول سرطان الثدي لفائدة الطالبات الجامعيات

دراسة حول سرطان الثدي لفائدة الطالبات الجامعيات
  • القراءات: 679
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختار الأستاذان الباحثان محمد لونيس وزوجته جهاد بن شريط من جامعة الجلفة، المتخصصان في علوم الحياة والصحة، إجراء بحث حول سرطان الثدي، شمل الطالبات الجامعيات عبر الوطن، من خلال طرح استبيان يضم مجموعة من الأسئلة حول سرطان الثدي، لأخذ صورة واضحة عن مستوى الوعي الصحي بهذا المرض، وللخروج بتوصيات تكشف عن مواطن الضعف، ليتم العمل عليها في مجال التوعية على مستوى الجامعات.

قال الباحث محمد لونيس في بداية حديثه، لـ "المساء"، سبق له رفقة زوجته الباحثة أن قاما بالعديد من الدراسات حول كل ما له صلة بالصحة العمومية، حيث تم العمل على فيروس كورونا المتحور، تم نشرها في مجلات علمية دولية معروفة. كما بحثا في سرطان الرحم. وتزامنا والشهر الوردي ومحاربة سرطان الثدي، اختارا إطلاق بحثهما حول هذا النوع من السرطانات، الذي يعرف انتشارا في الجزائر، ويحتل المراتب الأولى. وحسبه، فإن اختيار الطالبات كان مقصودا من أجل دراسة مقياس المعرفة العلمية  للطالبات حول المرض، وأسبابه، وأعراضه، والعوامل المساعدة في ظهور سرطان الثدي. والهدف من البحث العلمي، يقول الباحث محمد لونيس، "يتمثل في جانبين؛ جانب علمي، وآخر تحسيسي. فبالنسبة للشق العلمي، فيتمثل في نشر المعلومات المتحصل عليها في مجلات علمية دولية لتعميم الاستفادة، وإثراء البحث العلمي في مجال علم الأوبئة.

أما بالنسبة للشق التحسيسي فهو معرفة نسبة إدراك الطالبات خطورة هذا المرض، لرسم استراتيجية واضحة حول نسبة الوعي، ومعرفة طريقة الرفع منها؛ من خلال العمل على التوعية في النقاط التي لاتزال غير معروفة". ومن جهتها، أوضحت الباحثة جهاد بن شريط، أن الهدف من الاستبيان الذي تم إطلاقه، "الوصول إلى معرفة ما إذا كانت الطالبات يعرفن المراحل الأولى للكشف عن سرطان الثدي، والتي تبدأ بالفحص الذاتي في السنوات الأولى من البلوغ، خاصة أن طبيعة المجتمع  الجزائري لاتزال تنظر إلى هذا العضو، على أنه حساس، وبالتالي معرفة ما إذا كانت المرأة على دراية منذ السنوات الأولى بالفحص الذاتي، وهي، عموما، ثقافة ضعيفة، وغير متفشية"، مضيفة: "وأعتقد أنها غائبة بسبب الخجل وطبيعة المجتمع. كل هذه المعطيات تقدم لنا صورة واضحة عن مستوى الوعي، ومن ثم يتم الانتقال في الأسئلة، إلى مراحل الماموغرافي، والفحص الدوري، والمرافقة الطبية"، مشيرة الى أن "الغرض من الاستبيان، أيضا، الوصول إلى توعية المرأة من خلال المعلومات التي يتم البحث فيها، ولفت انتباهها إلى ما يجب عليها أن تعرفه وتفعله كالفحص الذاتي".

وعلى صعيد آخر، أوضحت الباحثة أن "الاستبيان تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، ويمس كل الطالبات على مستوى كل الجامعات. وبعد الانتهاء من العمل يجري  تقييم الإجابات من خلال الأجوبة المحصل عليها، وتحديد الشعب التي تعرف تراجعا في نسبة الوعي، ومن ثمة يتم الخروج بتوصيات، يتم نشرها لرفع مستوى الوعي". وحول المدة الزمنية للبحث من أجل الخروج بالتوصيات، أشارت المتحدثة إلى أن "الاستبيان تم إطلاقه بمناسبة الشهر الوردي، وحقق نتائج إيجابية؛ من خلال التفاعل الكبير للطالبات مع فحوى الاستبيان، في انتظار جمع كل الإجابات حتى يكون للبحث قيمة علمية، ليتم نشره في المجلات العلمية، وتعميم الفائدة، وتفعيل العمل الميداني لرفع الوعي المجتمعي عند نخبة المجتمع".

وعلى صعيد آخر، طرحت الباحثة بن شريط، إشكالية البحث العلمي في الجزائر، حيث أشارت إلى غياب مجلات علمية ذات مكانة مرموقة؛ بسبب نقص الإمكانيات المادية لإنجاز أبحاث علمية، الأمر الذي أثر، حسبها، "على البحث العلمي  في الجزائر"، مشيرة إلى أن الباحثين يسعون لنشر نتائج أبحاثهم في المجلات العلمية المعروفة دوليا. وأوضحت: "المشكل عندنا في ترقية البحث العلمي، وهو مشكل إمكانيات مادية، وتحديدا لاقتناء المواد الضرورية التي تدخل في سياق البحث". وبالمناسبة، وجهت دعوة إلى الجهات المعنية، لدعم البحث العلمي بالإمكانيات اللازمة، لتشجيع الكفاءات العلمية، وتعميم الفائدة في المجتمع.