حذر محمد الأمين برناجي، مدرب سياقة بإحدى مدارس تعليم السياقة في العاصمة، من التهور والسرعة الجنونية لأصحاب الدراجات النارية، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تأخذ أبعادا خطيرة في المجتمع، تشتد خلال موسم الصيف وفي العطل، إذ ترتفع رغبة الشباب في قيادة تلك الدراجات، واستعمال السرعة الفائقة التي تسابق الرياح، مشيرا إلى أن الكثير من هؤلاء لا يحوزون حتى على رخصة سياقة خاصة بهذه الوسيلة. 

تعد سياقة الدرجة النارية، من بين الأمور التي يولع بها الشباب إلى درجة الهوس، إذ ترتبط قوتها وسرعتها بجانب من الشعور بالحرية والمتعة، تعد بالنسبة لهم قصة عشق لا يمكن وصف عمقها، كل هذا يجعل البعض أحيانا يتحدون خوفهم، بحثا عن نفحات وضخ للأدرينالين، إلا أن ذلك قد يجعلهم يهددون سلامتهم ويعرضون حياتهم للخطر، لاسيما إذا تم قيادتها بشكل متهور ودون مراعاة التدابير الوقائية.

في هذا الصدد، قال معلم السياقة: "إن السياقة فن، وحتى تكون السياقة آمنة، لابد من احترام التدابير الوقائية اللازمة، ولا تتم إلا بمعرفة كل القوانين المتعلقة بالطرقات، باحترامها وتطبيقها". أشار إلى أن سياقة الدراجات النارية لها خصوصياتها، إلا أن ذلك لا يدركه إلا القليل، والدليل على ذلك، عزوف الكثيرين على اجتياز اختبار الحصول على شهادة سياقة دراجة نارية. أضاف المتحدث، أن المجتمع الجزائري كغيره، يعرف حركة كبيرة للدراجات النارية خلال فصل الصيف، إذ أن قيادة تلك الدراجة أحيانا يرتبط بموسم الاصطياف حين يكون الجو مشمسا وجميلا، حيث تكون هناك رغبة في التجول والاستمتاع، إلا أن ما نشهده أحيانا من قيادات جد متهورة وجنونية، تؤدي بالبعض مباشرة إلى المصالح الاستعجالية، بعد إصاباتهم البالغة بسبب حوادث مرورية. قال في هذا الصدد: "إن سائقي الدراجات النارية حوادثهم أكثر خطورة من غيرهم، إذ ليس هناك ما يحمي جسمهم، وبذلك يتعرضون أكثر للإصابات البالغة، لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين لا يرتدون واقي الرأس اللازم، ويتعمدون فوق ذلك، السرعة القاتلة"، على حد تعبيره.

كما خص محمد الأمين برناجي، الحديث عن أصحاب خدمات التوصيل الذين يقودون الدراجات النارية، وقال: "إن بعض المطاعم ومحلات الأكل السريع، تعرض لزبائنها خدمة التوصيل، وأن المنافسة الشديدة في ذلك المجال، تقف على مدى سرعة كل مطعم في توصيل الطلب إلى الزبون، مما يجعلهم يستعملون السرعة الكبيرة للوصول إلى العنوان، والعودة إلى المحل للتوفيق بين كل الطلبات، هذا ما يجعلهم يعرضون حياتهم للخطر"، مشددا على أهمية احترام القوانين المرورية، وعدم محاولة التسلل بين السيارات، بالقيام بمناورات خطيرة، مؤكدا أن إدارات تلك المؤسسات الصغيرة المختصة في التوصيل، حريصة على احترام عمالها بعض القواعد الأساسية، لاسيما ارتداء واقي الرأس.