الأولياء يعتمدون قاموسا لغويا غريبا

"ددّي"..."همّي"...وغيرهما تهدد الأطفال بالغباء

"ددّي"..."همّي"...وغيرهما تهدد الأطفال بالغباء
  • القراءات: 671
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعا الدكتور كمال شريف رحمون مختص في علم النفس والأرطوفونيا، إلى التواصل مع الطفل منذ أولى أيام حياته، وذلك بالحديث معه ومحاورته رغم عدم حديثه في أشهره الأولى، مشيرا إلى أن غير ذلك قد يهدد الطفل بالغباء، وعدم النضج..

أوضح المتحدث أن بعض الأولياء لا يتواصلون مع الطفل في المراحل الأولى من عمره ولا يحدثونه تماما، بل والأخطر من ذلك، يضيف، هناك من الأولياء من يتحدثون معهم بلغة غريبة لا علاقة لها بأي لغة؛ كتغيير مفهوم الكلمة إلى لغة حديث الطفل، وهذا يشير إلى الاستهانة بقدرات الطفل، ودفعه إلى الغباء. وحذّر المتحدث من التعامل مع الطفل بهذين الأسلوبين؛ ما يجعله يعاني التأخر في تطوير فكره وذكائه؛ حيث إن الطفل له قدرات مثل الإسفنجة، يمكنه أن يستقطب معلومات عظيمة.

وقال كمال شريف رحموني إن بعض الأولياء يتحدثون ببعض الألفاظ مع أطفالهم تهدد بتراجع رصيدهم اللغوي، وهي كلمات مختلفة؛ "ددّي"؛ أي الألم، أو "همي" التي يُقصد بها الأكل، أو "تشتشي" والمقصود بها الجلوس، أو "خخي" لوصف الأوساخ أو تحذير الطفل من لمسها، وغيرها من الكلمات التي يعتمدها الأب أو الأم وأحيانا جميع أفراد العائلة، للتواصل مع الطفل في أشهره الأولى، وهذا أمر شائع وسط المجتمع الجزائري، لكنه خطير، ويهدد ذكاء الطفل، بل يهدده بالغباء. وأضاف الخبير أن الأسلوب الصحيح هو مخاطبة الطفل بكلمات واضحة وصحيحة بالرغم من صعوبة نطقها لديه في سنته الأولى أو الثانية، لكنه سيحملها بأسلوبها الصحيح، وهذا ما يثري رصيده اللغوي منذ السنوات الأولى؛ سواء كانت اللغة العربية أو الأمازيغية، أو أي لغة أجنبية كانت. ومن جهة ثانية قال إن الحوار مع الطفل سياسة ناجحة في تطوير فكره وتنمية ذكائه.

وأضاف: "نلاحظ، اليوم، ظاهرة (حزينة) لدى أطفالنا، وهي صعوبة التواصل الاجتماعي، وظهور عليه قوقعة تكاد تظهر تماما عليه، تجعل المتأمل في الطفل ليس مرتبطا تماما بعالمه؛ وكأنه لا يدرك مطلقا ما يحدث حوله، تجعله يتميز بالحياء المرضي، ويصعب عليه التواصل مع أشخاص غير عائلته، إلى درجة أن بعض الأطفال لا تظهر عليهم ملامح يعبّرون بها عن مشاعرهم، وهذا أمر خطير، يهدد الصحة العقلية والنفسية للطفل". وشدد الدكتور على أن التواصل مع الصبي والرضيع أيضا منذ أيامه الأولى، له تأثير كبير على تفكيره، بالحوار معه كشخص بالغ، لكن على أن يكون حول مواضيع بسيطة على قدر تفكيره. والأهم بأسلوب مخاطبة واضح، نعطي فيه أيضا فرصة للطفل للتعبير عما يدور في ذهنه.

وللابتسامة سحرها القوي في التعامل مع الأطفال، يقول الخبير، "فلا بد من تعليم الطفل جمال الابتسامة، والتواصل معه عن طريقها؛ إذ لها قوة في تنمية وجدان الطفل، واستعمالها كأسلوب للتواصل مع الغير مستقبلا، مشيرا: "اليوم، الكثيرون يتخلون عن بعض العادات الجميلة التي توارثناها من ديننا وعقيدتنا، والتي تجعل تربية أطفالنا مهمة ممتعة وليست شاقة، خصوصا في زمن يصعب على بعض الأسر التواصل مع أطفالهم بسبب متغيرات خارجية عديدة.