المختص في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق لـ"المساء":

دخول "جدري القردة" للجزائر وارد وعلى المواطن توخي الحذر

دخول "جدري القردة" للجزائر وارد وعلى المواطن توخي الحذر
المختص في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق
  • القراءات: 973
 رشيدة بلال رشيدة بلال

دعا المختص في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق، المواطنين إلى عدم الخوف من الفيروس الجديد جدري القردة، الذي بدأ يشغل الرأي العام، خاصة بعد انتشاره في عدد من الدول، مؤكدا أن الجزائر لم تسجل أي إصابة إلى حد الآن، غير أن هذا لا يمنع من أخذ الحيطة والحذر، خاصة مع حلول موسم الصيف، حيث تشهد المطارات حركة واسعة لعودة المغتربين إلى أرض الوطن، من أجل قضاء عطلة الصيف التي تزامنت هذه السنة، مع تسجيل استقرار في الوضعية الوبائية المرتبطة بجائحة كورونا.

حول تداعيات الوباء الجديد، وكثرة التساؤلات التي بدأت تطرح في الشارع الجزائري، حاورت المساء، المختص في علم الفيروسات محمد ملهاق، في هذه الأسطر.

بداية، ما هي احتمالات وصول وباء "جدري القردة" إلى الجزائر؟

❊❊ على الرغم من أن فيروس "جدري القردة" يعرف انتشارا في بعض الدول الأوروبية والأمريكية والأسترالية، إلا أنه لم يتم تسجيل أي حالة في الجزائر، غير أنها ليست بمنأى عن ذلك، بالنظر إلى حالة الانفتاح التي تزامنت مع موسم الصيف، الذي يشهد حركة من والى خارج الوطن، بالتالي فإن احتمال وصوله إلى الجزائر وارد، خاصة أن القلق تجاه هذا الفيروس عرف تزايدا عبر دول العالم، ولم يعد مجرد حالات معزولة، مما يستدعي أخذ الحيطة والحذر، من خلال التعرف عن كثب عن هذا الفيروس وطرق انتقاله وسبل الوقاية منه.

بالحديث عن ضرورة توخي الحيطة والحذر، كيف يتم ذلك؟

❊❊ ما يجب معرفته، أن فيروس "جدري القردة" كان معروفا في الماضي، بالتالي فهو ليس بالفيروس الجديد، وكان قد انتقل إلى البشر عام 1970 بجمهورية الكونغو، ومن ثمة توطن في إفريقيا الغربية، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، ما يطمئن أن من خصائص هذا الفيروس؛ صعوبة التنقل على خلاف باقي الفيروسات التنفسية الأخرى، على غرار فيروس "كورونا"، وهو ما يبعث على الشعور بنوع من الهدوء، ومن ثمة، فإن ما يجب مراعاته لتفادي الإصابة به، هو التأكيد على غسل اليدين وعزل الأشخاص المصابين وتجنب الاختلاط، كما يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي مع الشخص المصاب أو الحيوانات المصابة، أو أكل اللحوم غير المطبوخة جيدا، لذا ينصح بطبخها جيدا.

أين تكمن خطورة هذا الفيروس؟

❊❊ حسب ما تشير إليه البحوث العلمية، فإن خطورة هذا الفيروس مرجعها عدم وجود دواء أو لقاح، وفيما مضى تم الاستعانة لمواجهة جدري القردة، بلقاح جدري البشر، حيث بلغت نسبة فعالية اللقاحات حدود 80%، وهو ما سبق لمنظمة الصحة العالمية أن أعلنت عنه في  دراساتها.

كيف يمكن للمواطن أن يتعرف على إصابته بـ"الجدري" من عدمه؟

❊❊ هناك مجموعة من المؤشرات التي توحي بإصابة الشخص بفيروس "جدري القردة"، وتتمثل خاصة في الحمى الشديدة، كتلك التي يتسبب فيها فيروس كورونا، الصداع الشديد، الإرهاق، ألم على مستوى العضلات والظهر وانتفاخ الغدد اللمفاوية كمرحلة أولى، بينما في المرحلة الثانية التي تعرف بمرحلة الطفح الجلدي، يتطور الفيروس وتكون من نتائجه؛ ظهور البثور والحويصلات المائية.

ماذا عن احتمالات الشفاء من هذا الفيروس، وهو أكثر ما يشغل عامة الناس؟

❊❊ خطورة الفيروس تتمثل في كونه قاتل، حيث تشير الدراسات الوبائية، إلى أن نسبة الوفيات تتراوح ما بين 1 و10 % من عدد المصابين، وأغلبهم عادة من فئة الأطفال، غير أن هذا لا يعني أن احتمالات الشفاء غير واردة، بل على العكس من ذلك، حيث يكون الشفاء تلقائيا بعد الإصابة التي عادة ما تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ عاش المواطن الجزائري بسبب جائحة "كورونا"، رعبا و ضغطا نفسيا كبيرا، وعانى الأمرين في مواجهة هذا الوباء، وبعد أن استقرت الوضعية الوبائية، ها هو فيروس "جدري القردة" يعود ليشغل المواطنين، ينشر الرعب خوفا من احتمال العودة إلى أيام الغلق، وفي المقابل، أدعوا المواطنين إلى توخي الحذر والأخذ بأسباب الوقاية الكفيلة بتأمين الحماية من الجائحة الجديدة.