بادر بنصبها متطوّعون من العفرون

خيمة عابري السبيل ملاذ الباحثين عن وجبة إفطار في جو عائلي

خيمة عابري السبيل ملاذ الباحثين عن وجبة إفطار في جو عائلي
  • القراءات: 334
رشيدة بلال رشيدة بلال

يرسم العمل التضامني في شهر رمضان، أبهى صور التكافل الاجتماعي في أشكاله المختلفة، سواء ضمن مجموعات منظمة في جمعيات أو بصورة فردية، "المساء" سلطت الضوء على واحد من أجمل صور التضامن الاجتماعي، التي جمعت بين خمسة أصحاب، اختاروا فتح مطعم للرحمة، لإفطار ما أمكن من عابري السبيل والمحتاجين، مقدمين مالهم ووقتهم وجهدهم في سبيل الظفر ببعض الأجر في شهر الطاعات.

الانطلاقة نتجت عن لقاء جمع بين خمسة أصحاب وهم محمد حمري، لخضر قنون، جيلالي قنون وسامي، وأحمد بوركيزة، الذي وفر الخيمة والكراسي والطاولات، اتفقوا عشية رمضان أن يتركوا بصمتهم بهذا الشهر، من خلال المساهمة بعمل تطوعي يقدم إضافة ويساهم في دعم الفئات الهشة والمعوزة.

وعلى الرغم من أن التنظيم لفتح مطعم وتجهيزه والتكفل بتوفير كل مستلزماته بصورة يومية ليس بالأمر السهل، إلا أنهم قرروا خوض التجربة التي سرعان ما لقيت ترحيبا كبيرا من سكان بلدية العفرون، الذين سارعوا لدعم هذا العمل الخيري، فكانت بذلك خيمة عابري السبيل ملاذ الفقراء، تقدم وجبات محمولة وأخرى لمن تعذر عليه الإفطار في منزله أو ليس لديه مكان يفطر فيه في جو عائلي مليء بالدفء والمحبة.

قال محمد حمري، واحد من المتطوعين الشباب ابن العفرون "إنه يسعى في كل رمضان لأن يضع بصمته الخاصة، وهذه السنة اختار رفقة أصحابه أن يحول باحة منزله إلى مطعم لتفطير الفقراء وعابري السبيل، وجند أفراد عائلته من أجل تحضير الوجبات بصورة يومية، مشيرا الى أن الفكرة لقيت ترحيبا كبيرا من العائلة الذين أسهموا في إنجاح العملية، حيث يتم بمعية الأصحاب توفير ما يلزم من المستلزمات لتحضير الوجبات المطلوبة في موعدها، يقول "بعدها نقوم بتحضير الطاولات وتوزيع الوجبات على ضيوف الخيمة في جو مليء بالنشاط والفرحة"، موضحا أن الخيمة تمكنت من تقديم في الأيام الأولى من رمضان أكثر من 180 وجبة"، لافتا الى أن هذا العدد مرشح للارتفاع دون احتساب الوجبات المحمولة التي يأتي أصحابها من داخل وخارج بلدية العفرون، من أجل الحصول على وجبات الإفطار".

افتتاح خيمة عابري السبيل في مخرج بلدية العفرون، حسب المتحدث، استقطبت إليها الكثير من مستعملي الطريق السريع وحتى بعض العمال من الذين يتعذر عليهم الإفطار في منازلهم"، مشيرا الى أن عملية التحضير لتجهيز إفطار الصائمين ليس بالأمر السهل، لأنه يحتاج إلى جهد كبير وتفرغ تام، ومنه اتفق الجميع على أخد عطلة والتطوع بوقت الراحة سعيا وراء الأجر في شهر العبادة"، لافتا الى أنه يشعر بالكثير من الرضا على النفس عندما يجد الخيمة ممتلئة بالضيوف، كما أنه يسارع رفقة أصحابه من أجل تأمين الوجبات خاصة للنساء اللواتي يطلبن أخذ وجباتهن إلى منازلهم للإفطار فيها"، معلقا بالقول "أنهم حفاظا على كرامة الوافدين على الخيمة تم تخصيص جناح خاص بالنساء، كل ذلك من أجل تمكين كل من يقصد الخيمة من الحصول على وجبته والمساهمة في تفطير الصائمين".

جناح للنساء حفاظا على الكرامة

وردا على سؤال "المساء" حول كيفية تمويل العملية التضامنية، أشار المتحدث إلى أن العملية انطلقت في بدايتها بتمويل خاص من المتطوعين، ولكن بعدما تم فتح الخيمة أصبح الكثير من المحسنين يترددون على الخيمة ويقدمون المساعدة، موضحا: "نتلقى كميات كبيرة من الخبز والمياه والمشروبات والتمور وبعض أنواع الخضروات حتى بعض المساهمات مثل البوراك"، مردفا: "العمل الخيري لا يحتاج إلى من يحرص عليه لأنه بتيسير من الله ينجح دائما".

من جهة أخرى أشار المتحدث، الى أنه يلاحظ من خلال افتتاح الخيمة، أن هنالك عدد كبير من المحتاجين، ولعل أبسط مثال على ذلك يمكن الحديث عنه أن بعض النساء يأتين في وقت مبكر من خارج بلدية العفرون، وتسلم علب حتى يتم تعبئتها"، مشيرا الى أنهم يحاولن قدر الإمكان تحضير الوجبات في وقت مبكر ليتسنى تلبية كل الطلبات، خاصة من الذين يقصدون الخيمة من أماكن بعيدة"، لافتا الى أن العمل الخيري ينسيهم في كثير من الأحيان حتى الإفطار، حيث يسارعون إلى تجهيز كل الموائد وتمكين ضيوفهم من الإفطار بكل راحة دون أن ينقصهم أي شيء. ويختم بالقول "عمل الخير يجعل المتطوع يشعر بالرضا والشبع، وشهر رمضان أيامه معدودة، لذا لابد من استغلالها في الطاعات والعبادات وفعل الخيرات ما أمكن منها."