الدكتور محمد ايدير مشنان لـ” المساء”:

خير تتقاسمه العائلة والمجتمع

خير تتقاسمه العائلة والمجتمع
الدكتور محمد ايدير مشنان، مفتش مركزي في وزارة الشؤون الدينية وأستاذ بجامعة الجزائر أحلام.م
  • القراءات: 1612
❊ أحلام.م    ❊ أحلام.م

أكد الدكتور محمد ايدير مشنان، مفتش مركزي في وزارة الشؤون الدينية وأستاذ بجامعة الجزائر، أن الابتسامة من أجمل التعبيرات التي تظهر على وجه الإنسان، وأجمل ما يمكن أن يُرى عليه، ولها خاصيتها الاجتماعية والنفسية، وقد أوصى النبي الكريم بها بقوله تبسمك في وجه أخيك صدقة.

 

يقول الدكتور مشنان من الناحية الوظيفية، الابتسامة أقل ما يقوم به الجسم من فعل وحركات بدون جهد، لكن مفعولها كبير جدا وديننا الإسلامي الحنيف يراعي هذه السنن الخلقية والنفسية التي رافقها بأحكام تشريعية، حيث وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بالصدقة، وهي ليست مالا، إنما صدقة الابتسامة، فهي لغة تواصلية، وهنا يضرب مثلا فربما قابلت يوما شخصا بنظرة عبوسة، فتتشكل القطيعة بينكما، لكن الشخص الذي يبدأ العلاقة بابتسامة تستمر إلى مدى الحياة، فهي حركة والأداء الاجتماعي صدقة وتواصل.

يواصل الدكتور بالتفصيل الابتسامة ينبغي أن تكون عامة، حتى من الناحية الاقتصادية أصبحت المؤسسات تحرص عليها وتدرب العمال والموظفين عليها، وفيه تكوين في مجال الابتسامة وهذه خطوة كبيرة جدا،  وإذا كانت مطلوبة في أماكن العمل والحدائق العمومية والمطارات، ينبغي أن تظهر أكثر في البيت.

فيما يخص كيفية توزيعها، يقول المفتش هناك واقع مؤلم نعيشه، وهو أن من الناس من يحرص على استحضار الابتسامة في الأماكن العامة، ربما للحفاظ على مكانته الاجتماعية أو صورته وسط الناس، لكن بمجرد دخوله إلى بيته يقطع الابتسامة. كما أن من الشباب من يضحك في وجه الناس جميعا ولا يبتسم في وجه والديه، للأسف، وكم من شخص يبتسم في وجه الناس، لكن كم من رجل لا يبتسم في وجه زوجته؟ وكم من امرأة تبتسم مع  زميلاتها في العمل وجارتها، لكن قليلا ما تبتسم لزوجها، وهنا أستحضر حديث النبي عليه الصلاة والسلام يقول فيه خيركم خيركم لأهله، فإذا كان الخير ابتسامة فأفضل ما تقدمه هي ابتسامة في بيتك لأبيك وأمك، كما تقدمها الزوجة للزوج أو العكس أو يقدمها الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم وأعمامهم وعماتهم، لأنه إذا عمّ الخير فإن هذه التربية الأسرية يتبناها المواطن الذي يعكس هذا السلوك على واقعه الاجتماعي، فتربية الابتسامة في البيت تضمن وجودها في الشارع، ونحن كأفراد ومؤسسات صناعة الرأي، نؤكد على الالتفاف على هذه الحركة البسيطة التي تشكل صورة جيدة وتعمق العلاقات وتنشئ جوا من الحركة و الطمأنينة لدى الأفراد.