استطاعت تسويق منتوج الزربية إلى دول كثيرة

خنشلة تودع الحرفية العالمية عائشة الصيد

خنشلة تودع الحرفية العالمية عائشة الصيد
خنشلة تودع الحرفية العالمية عائشة الصيد
  • القراءات: 1175
ع.ز  ع.ز

انتقلت إلى رحمة الله، السيدة عائشة الصيد بمدينة بابار، تاركة بصمة خالدة في العمل الحرفي، وهي التي كان لها فضل كبير في ترقية منتوج النسيج التقليدي، واستطاعت أن توصل زربية بابار نحو العالمية. الفقيدة ترعرعت في عائلة ثورية ومحافظة، أبانت منذ طفولتها عن وعي ونضج كبيرين. عشقت النسيج وتعلمته من والديها، فاستطاعت أن تبدع في هذا المجال، واعتبرها الكثير من صديقاتها ومقربيها والمهتمين بالحرف والصناعة التقليدية "مدرسة النسيج الأصيل" بولاية خنشلة، نظير إسهاماتها الكبيرة في جعل زربية بابار منتوجا تقليديا متميزا ومتفردا على الساحة الوطنية، نظرا لخصائصها ومميزاتها الكثيرة.

أبدعت الفقيدة عائشة الصيد من خلال مشاركاتها الوطنية والدولية في حياكة الزرابي ومختلف المنتوجات النسيجية، ومثلت الاستثناء في الحفاظ على هذا المنتوج التقليدي منذ عقود طويلة من الزمن، فكانت فخرا لكل العلائلات الأوراسية. تعتبر المرحومة من مؤسسي المنظومة الحرفية العصرية بولاية خنشلة، كان إبداعها متميزا بأناملها، فخلدت منتوجاتها ببصمة شاوية غاية في الدقة والجمال، مستعملة رموزا وأشكالا من الهوية الثقافية الأمازيغية في الرسم والتلوين واختيار الأشكال، فكانت منتوجات الفقيدة عائشة الصيد تجمع بين الأصالة والمعاصرة، بداية من السداية أو "إفدجاجن" بالتسمية المحلية التي ارتبطت بالمرأة، كوسيلة الحرفيات لصناعة السجاد ومختلف المنتوجات النسيجية والصوفية، وحفاظها أيضا على المنسج التاريخي ببيت عائلتها، واعتبرته حافظ أسرار المرأة ومواهبها، وتعبر عما يختلجها بأسلوب فني وذوق متوارث من الجدات ومن البيئة الثقافية، فكان لها دور كبير في حفظ الهوية والخصوصية التاريخية والثقافية وحتى الفنية لكل منطقة الأوراس.

تمسكت الفقيدة لسنوات بهذه الصناعة التقليدية، وسعت إلى ترويجها والتعريف بها وتوريث تقنياتها ومراحل إنتاجها للأجيال، حتى لا يتوقف إنتاجها وتظل متواجدة في الاستعمالات اليومية وفي الديكور المنزلي، ولا تقف عند استحضار ذاكرة التراث الشعبي لمنطقة الأوراس. فكانت الفقيدة دوما تتكلم بفخر واعتزاز عن "السداية"، "النغاد" و«الخلالة" الضاربة في عمق وتاريخ منطقة الأوراس،  والمتميزة بأشكالها وألوانها الأصيلة، فكانت دائما تؤكد أن الزربية كانت ولا زالت الفراش والغطاء وزينة البيت وفخرها، حيث مثلت ولاية خنشلة ومدينة بابار بوجه خاص في كثير من المحافل والمعارض والمهرجانات الدولية، لتنافس أجود أنواع الزرابي في العالم، فضلا عن تميزها في مراحل صنعها، وبرحيلها تفقد خنشلة والجزائر حرفية عالمية استطاعت في ظل المنافسة غير المتكافئة مع المنتوجات الغربية والآسيوية الجاهزة أن تبرز بزربية بابار في الأسواق العالمية.