تبادل الأفكار والأساليب في الطبخ لكسر الملل

"خليك في دارك" تجمع رائدات وسائل التواصل الاجتماعي

"خليك في دارك" تجمع رائدات وسائل التواصل الاجتماعي
  • القراءات: 1778
أحلام. م أحلام. م

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة "الفايسبوك"، حركة دؤوبة بين الرائدات اللواتي عملن على تبادل الوصفات لإدارة الوقت خلال هذه الأيام الصعبة من تاريخ البشرية، إذ عمدن إلى عرض وصفات رائعة بمقادير بسيطة جدا لدرء الملل، خاصة أن القائمات على قنوات الطبخ كن في المستوى، وقدمن بدورهن وصفات لتحضير الخبز أو "الكرواسون" وحلوى "المادلين" المفور، وقد حملن شعار "خليك في دارك".

اجتهدت القائمات على الصفحات من عاشقات الطبخ، في عرض وصفات مختلفة، خاصة فيما تعلق بالخبز الذي يعد المادة الأساسية التي تعتمد عليها العائلات الجزائرية، إذ أصبح بالإمكان تحضير خبز المخابز الطويل بكيلوغرام من "الفرينة" فقط، وكذا مخبوزات القهوة الصباحية، من "كرواسون" و"وبتي بان"، حيث انتشرت بقوة فيديوهات أم وليد و"اليوتوبيرز" بقوة، التي كانت كالعادة حاضرة، حاملة شعار مساعدة السيدات على البقاء رفقة أسرهن في البيت، على أن تهتم الأم أو الفتيات بتحضير متطلبات العائلة من أطعمة، فقط في فرن البيت الذي بات الحلقة الأقوى في هذه الأيام.

ووجدت السيدات فيه ملاذا، كما أشرن في تعليقاتهن، خاصة أن الكيلوغرام الواحد يمكن أن يصنعن منه ثماني خبزات، ويمكن أن تقطع المرأة العجينة إلى قطع أكثر، خاصة إذا أرادت تحضير "سندويشات" لأهل البيت، لاسيما للأطفال الذين يحنون للأكلات الخفيفة.

حرصت الكثير من السيدات على تطبيق وصفة تحضير خبز "الفرينة" المحمر بالحليب، أمام نقص "السميد" الذي يعد أساسيا في تحضير "المطلوع" والفطير وخبز الخمير، وعمدت الفتيات والسيدات إلى نشر صور خبزاتهن على صفحاتهن، مشيرات إلى أنهن لم يتخيلن يوما أنهن سيحضرن هذا الخبز بأنفسهن في البيوت.

عمدت السيدات الموجودات في مجموعات على الأنترنت، إلى تحضير أطباق مختلفة من الخضر الموسمية أو العجائن، حيث يتبادلن الأفكار ويتشاورن فيما يمكنهن تحضيره، إلى جانب الحلويات التي كانت تعرض في الأعياد، خاصة محبوبة الجزائريين "حلوة الطابع"، التي طبعت صفحات الرواد بقوالب مختلفة أثارت شهية المعلقين على الصور، واختلفت طرق تزيينها بين السمسم والسكر أو "الفرميسال" الحلو، حيث أجمعت السيدات على أنها أفضل ما يمكن أن يقدم لأهل البيت خلال هذه الأيام، فالكل يحبها ولا يعترض على تناولها لمدة طويلة.

من بين السلوكات التي انتهجتها السيدات، أن تعرض بعضهن أطباقا، ولما تنال الإعجاب تضع طريقة التحضير بالتدقيق، لتعمل الأخريات على تحضيرها معا، ثم تقوم كل واحدة بنشر ما صنعته وما اعترضها من صعوبات وأخطاء خلال طريقة التحضير، لتفاديه مرة أخرى، وتنال التشجيع من الأخريات، وتكرر عملية تحضير أطباق أخرى للعشاء، وهكذا يوميا، إذ تظل في تواصل واحد ورد متواصل على مدار اليوم.

يبدو أن الشغل الشاغل للسيدات، هو كيفية تحضير حلوى بدون جهد، وحتى بطريقة مختلفة تطرد الضجر والملل من حياتهن، وهو ما وجدته الرائدات في حلوى "مادلين الكسكاس المفور"، التي شاع وذاع صيتها، والتي تختلف في تحضيرها عن التي تدخل الفرن، إذ يمكن أن تطبخ على البخار باستعمال قدر وكسكاس توضع فيه الكؤوس المملوءة، حسب الطريقة التقليدية في التحضير، ثم تغطى لتطهى في بخارها، واصفات إياها بالهشة وطيبة المذاق.