بعد شجاعة وإصرار مدمن المخدرات على الإقلاع

خلايا الإصغاء أول باب قد يقرعه المُدمن وجسر نحو الفطام

خلايا الإصغاء أول باب قد يقرعه المُدمن وجسر نحو الفطام
  • القراءات: 1320
حنان. س حنان. س
تشكل خلايا الإصغاء التابعة للأمن الوطني حلقة مهمة من حلقات مكافحة آفة المخدرات، وهي الخلايا التي تم تنصيبها في جهاز الأمن الوطني منذ عام 2005، بهدف تحسيس المجتمع خاصة الشباب والمراهقين بالأخطار التي تتربص بهم، على رأسها المخدرات والاستعمال الخطر للأنترنت والعديد من أشكال الانحراف. ويحصي أمن ولاية الجزائر 13 خلية إصغاء سجلت العديد من التظاهرات التوعوية ومنها مكافحة المخدرات.
شاركت خلايا الإصغاء للأمن الوطني خلال فعاليات اليوم التحسيسي له المنظم يوم الخميس المنصرم بشاطئ الصابلات بالعاصمة، وكشفت محافظ الشرطة براكتية شفيقة من مكتب الإصغاء والاتصال لأمن مقاطعة بوزريعة، أن الأيام التوعوية تؤتي بثمار إيجابية من خلال تقريب جهاز الأمن من المواطنين وتعريفهم بأن الشرطة ليست جهازا للردع فحسب، إنما جهاز يعمل على تحقيق نوع من الاستقرار الاجتماعي، ومن ذلك مكافحة المخدرات، مشيرة إلى أن خلية الإصغاء تسجل العديد من الاتصالات من شباب مدمن يبحث عن قنوات تساعده في التخلص من هذه الآفة، مؤكدة أنها تشرف شخصيا على بعض المحادثات والتوجيهات لشباب مدمن تتراوح أعمارهم بين 17 و45 سنة، تقول: «يأتي شاب إلى مكتب الخلية بعد أن يستجمع قواه ويتشجع لاتخاذ خطوة كبيرة نحو الإقلاع، وهذه الخطوة تكون بعد ذهابنا إليه من خلال الأبواب المفتوحة المقامة هنا وهناك، لما يستشعر بالراحة النفسية، يصرح لنا بأنه يتعاطى ‘الشيرة’ وإلى جانبها هناك حالات إدمان المشروبات الكحولية، وتأخذ منا المحادثة بين 25 دقيقة إلى ساعة كاملة، ثم يتم توجيهه إلى مركز معالجة الإدمان بالمحمدية».
وتعطي المتحدثة أرقاما عن مكتبها، فتقول بأنه استقبل خلال عام 2013؛ 248 مدمن تم تحويل 122 منهم نحو مركز الفطام بالمحمدية، مؤكدة أن التوجيه هنا نحو العلاج يكون نابعا من رغبة شخصية للمدمن. كما تشير إلى تسجيل 302 من حالات تكفل نفسي بالشباب على مستوى نفس المكتب.
كما تؤكد محافظ الشرطة براكتية أن خلايا الإصغاء موجهة أيضا نحو الأولياء ممن يرغبون في طلب النصيحة حول كيفية التعامل مع أبناء لهم مدمنين، وأن هذا الأمر يتم لمسه أكثر خلال الأيام التحسيسية، وهي الأيام التي يطالب مواطن تحدثت إليه «المساء» على هامش تظاهرة «الصابلات»، أنها لا بد أن تسجل ديمومة على مدار السنة، لا أن تكون مناسباتية وأضاف: «سمعت بهذه التظاهرة في الإذاعة وهرعت إليها رفقة ابني ذي الـ 13 سنة، لأنه معرض إلى خطر الإدمان، لذلك أعتمد اصطحابه إلى مثل هذه الأيام التحسيسية لتوعيته بخطر المخدرات، فلا يخفى عليك أنني كوالد لا أتحدث مع ابني عن هذه الأمور بشكل يومي، وحتى لا تدخل ضمن المنسيات أو شيء من هذا القبيل أتحدث إليه مناسباتيا وأحرص على مثل هذه التظاهرات لتكمل المسألة».
من جهته، يطلب رب أسرة من كل الجهات المعنية مضاعفة العمل التوعوي المنسق للحفاظ على المراهقين والشباب من كل أخطار الانحراف وعلى رأسها المخدرات، داعيا إلى تكثيف حملات التوعية، خاصة في الشواطئ والمخيمات الصيفية طوال الموسم الصيفي، لأن «الذكرى تنفع المؤمنين»، يشير المتحدث.
جدير بالاشارة إلى أن اليوم التحسيسي حول المخدرات تم تنظيمه إحياء لليوم العالمي لمكافحة المخدرات المصادف لـ26 جوان من كل سنة، وقال عميد أول للشرطة المكلف بالاتصال والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني، السيد جيلالي بودالية، أن الولايات الـ48 عرفت تنظيم مثل هذا اليوم التوعوي من طرف مصالح الأمن، مشيرا إلى أن نفس المصالح تحرص على أن تكون فاعلا أساسيا لوقاية المجتمع من كل أنواع الآفات الاجتماعية، إلى جانب تحقيق الأمن. في هذا السياق، أكد السيد بودالية لـ«المساء»، أنه أعطيت تعليمات صارمة لكل مديريات الأمن الولائي للوطن لتأمين كل التظاهرات السياحية والثقافية المزمع تنظيمها طوال الموسم الصيفي للعام الجاري 2014.