مختصون يؤكدون بخصوص الخربشة على جدران المدارس

خطر... يجب تعويضه بلوحات جميلة وتاريخية

خطر... يجب تعويضه بلوحات جميلة وتاريخية
  • القراءات: 536
سميرة عوام سميرة عوام

انتشرت خلال السنوات الأخيرة بولاية عنابة، ظاهرة الخربشة والرسم على جدران الساحات العامة والإدارات، وحتى المؤسسات التربوية والثقافية، حيث وجد الشباب في هذه الفضاءات، مساحات للتعبير عما يختلج بدواخلهم وما يعانونه، وهو ما يظهر من خلال بعض الخربشات التي يغلب عليها الألوان المائلة إلى الأسود والأخضر، وحتى الأحمر والبني، والتي تنقل واقع وأحلام الشباب المؤجلة.

لفت انتباه "المساء"، خلال جولتها عبر شوارع مدينة عنابة، رسم قوارب للحرقة على جدران بعض المؤسسات التربوية، خاصة منها الطور الابتدائي، حيث لوحظت نظرات المتمدرسين الصغار المركزة على تلك الصور، لنقلها إلى عالمهم البريء، رغم أنهم لا يفقهون ما تحمله الخربشة من آلام لشباب ضاع في عرض البحر، بسبب الهجرة غير الشرعية، بحثا عن أحلام ضائعة في الضفة الأخرى. كل هذه الخربشات، حسب مختصين في علم الاجتماع، ومدربين في التنمية البشرية بعنابة، ستبني جيلا منكسرا من الداخل، انغرست داخله صور بشعة، لكن لا يفهم محتواها، حيث أوضحت في هذا السياق، مدربة في التنمية البشرية، أن هذه الخربشات لها جانب سلبي كبير ينمو مع الطفل، ولما يكبر، يجد نفسه تائها، يبحث عن الجانب الإيجابي، مؤكدة على ضرورة إزالة مثل هذه الرسومات، خاصة التي تحمل مواضيع غير لائقة، مثل الحرقة والقتل وغيرها.

وفي وجهة "المساء"، نحو بعض المراكز الثقافية والمباني العلمية، التي تحولت إلى جداريات للرسم ونقل ما يدور في دواخل الشباب والمنحرفين من أحلام ضائعة قد تقتلهم وتضيعهم، وهو ما ينعكس سلبا على حياة الأطفال في مختلف الأعمار، وفي هذا السياق، تقربت "المساء" من بعض الشبان وسألتهم عن مثل هذه الرسومات، فهناك من قال بأن "الشاب العاطل عن العمل  يقضي يومه في التسكع في الشارع، حيث يجد الحائط والجدران ملاذا له للتعبير عما يشعر ويحلم به، وبمجرد ما تنتهي من الخربشة على الحائط، تنتهي أحلامه،لكنه يشعر براحة داخلية، لأنه نقل واقعا يقلقه في الحقيقة."

وفي سياق متصل، طالب مختصون في علم الاجتماع، بضرورة إزالة مثل هذه الخربشات التي لا تتماشى وعمر الأطفال، خاصة الموجودة على مستوى المؤسسات التربوية والعلمية، التي تعتبر بمثابة فضاءات خاصة بالتربية ومرافقة الطفل، والتي تحكي عن قضايا سلبية، مثل الهجرة غير الشرعية، التدخين، وحتى المناسبات الرياضية أحيانا تنقل على الجدران، حيث تجد الصغار يشاركون الكبار فرحة انتصار الفريق الوطني، وتتعداها إلى المناسبات الانتخابية، إذ يتم تسييس الفضاءات لإظهار الإعجاب بشخصية سياسية.

يأمل القائمون على تربية الطفل والمجتمع، في تحويل الجدران إلى لوحات زيتية جميلة، تحكي واقعا جميلا، كالطبيعة، العادات والتقاليد وتراث أجدادنا وغيرها، أو رسومات حول تاريخنا المجيد، الذي يحتاج إلى كل شبر من هذه الأرض، لنقل تضحيات الأبطال.