مستشفى جراحة العظام والتأهيل الحركي ببن عكنون

خدمات جيدة وإمكانيات تنتظر التحسين

خدمات جيدة وإمكانيات تنتظر التحسين
  • القراءات: 6301
❊ رشيد كعبوب ❊ رشيد كعبوب

أصبح مستشفى بن عكنون بالعاصمة، المختص في جراحة العظام والتأهيل الحركي، قبلة العديد من المرضى، خاصة من الولايات الداخلية التي تفتقد للأطباء الاختصاصيين أو التجهيزات الضرورية، وتضطر إلى تحويل مئات الحالات المرضية لهذا المرفق الصحي الذي يضم 18 طبيبا أخصائيا في جراحة العظام. أكد في هذا الشأن، مدير المستشفى، فاتح رحمون لـ»المساء»، أن 40 بالمائة من الحالات التي يستقبلها المستشفى تأتي من الولايات الداخلية، رغم وجود نفس الاختصاص بمستشفياتها.

ذكر السيد رحمون أن مستشفى بن عكنون، الذي ذاع صيته على المستوى الوطني منذ سنوات طويلة، بقي محافظا على هذه السمعة الطيبة، حيث وسع مجالات خدماته إلى ولايات أخرى، لاسيما تلك التي تعرف نقصا في التأطير، سواء من خلال الحالات الكثيرة التي يتم تحويلها، أو في إطار عمليات التوأمة التي أقرتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، لسد النقص الحاصل في التأطير الطبي أو التجهيزات، وتكوين الأطباء. مشيرا إلى أن التوأمة تستهدف التطبيب والتكوين معا، وهي المبادرة التي قال محدثنا بشأنها، «إن طاقم مستشفى بن عكنون الذي يقوم بمئات العمليات الجراحية سنويا، مستعد لمساعدة المستشفيات الأخرى»، مضيفا أن الطاقم الطبي يقوم بـ480 عملية جراحية في العظام سنويا،  منها 250 عملية ببن عكنون.

تذكر مصادر طبية مختصة في مجال جراحة العظام، أن العديد من المرضى المحولين من الولايات الأخرى، الذين يستقبلهم مستشفى بن عكنون، يؤكدون أنهم لا يلقون التكفّل التام في مستشفيات مناطق إقامتهم، رغم أنها تحتوى على نفس الإمكانيات المادية والبشرية، وأن العديد منهم يتم نصحهم بالتوجه نحو العيادات الخاصة لإجراء العمليات الجراحية، ولا يجد أصحاب الدخل الضعيف والمعوزون أموالا يقضون بها حاجياتهم الطبية، مما يجعلهم يتوجهون لمستشفى بن عكنون، على أساس أنه الأكبر والأقدر على استيعاب حالاتهم، خاصة ما تعلق بعمليات زرع البدائل الاصطناعية للركبة، التي يصل ثمنها إلى حدود 40 مليون سنتيم، وبدائل الورك التي تناهز 80 مليون سنتيم.

يظهر، حسب المعلومات، أن العديد من المستشفيات عبر الوطن المجهزة بقاعات جراحة العظام، تقوم باقتناء البدائل الاصطناعية، لكنها لا تستعملها، متحججة بقلة الإمكانيات. لكن في المقابل، تبقى تقتني تلك البدائل بالعملة الصعبة، إلى جانب تجهيزات أخرى تخص محركات أجهزة خرط العظام وغيرها.

أما مدير مستشفى بن عكنون فذكر لـ»المساء»، أن هذا الصرح الصحي بحاجة إلى تجهيزات طبية للتغلب على الصعاب والضغط المسجل، وتمكين المرضى المسجلين في مواعيد متباعدة من التطبيب. كما يفتقر المستشفى إلى جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي «إي أر أم»، للحيلولة دون تحويل الحالات التي تتطلب هذا النوع من الكشف إلى المستشفيات الأخرى أو مراكز التصوير الخاصة، مشيرا إلى أن هذا الجهاز ـإن تم توفيره- سيحسن الخدمة كثيرا ويختصر الجهد والوقت على الطاقم الطبي، ويمكّن من تلبية الطلبات المتزايدة من طرف المرضى، لاسيما أن جهاز «إي أر أم»، يساعد أولئك المرضى الذين يتطلب إخضاعهم لعمليات دقيقة، مثل جراحة الأعصاب التي لها علاقة مع أعصاب الجهاز الحركي، ويسهل على الطاقم الطبي الإبقاء على المريض بالمستشفى وإجراء كل العمليات، دون اللجوء إلى تحويله إلى مستشفى آخر لإجراء مثل هذه الكشوف.

 

رشيد كعبوب