في دورة تكوينية حول الإعلام والبيئة

خبير الطاقة عمر شعلال يحث الإعلاميين على التخصص في البيئة

خبير الطاقة عمر شعلال يحث الإعلاميين على التخصص في البيئة
  • القراءات: 1206
رشيدة بلال رشيدة بلال
يلعب الإعلام دورا بارزا في التوعية بالمخاطر التي تحيط بالبيئة، لذا دعا الخبير الجزائري في مجال البيئة والطاقة السيد عمر شعلال إلى ضرورة أن يلعب الصحفي دوره في إيصال المعلومة إلى كافة أفراد المجتمع، على اختلاف مستوياتهم بالاعتماد طبعا على مختصين في المجال.
وقال الخبير عمر، بمناسبة إشرافه مؤخرا على تنشيط دورة تكوينية، لفائدة الصحفيين بمقر وزارة البيئة جاءت تحت عنوان «الإعلام والبيئة أن: «الصحفي مكلف بنقل المعلومة، لذا لابد أن يتحرى عند نشر أي خبر  مصدره، ويساهم في سرعة وصوله إلى المواطن».
وتطرق نفس المصدر إلى التعريف بالبيئة حسب البنود التي جاءت بها الاتفاقيات الدولية ومنه سلط الضوء على النظام والبيئة على اعتبار أنهما عنصران متكاملان
و قال: «يسير النظام البيئي بأمرين اثنين وهما الحرارة والطاقة، بالتالي كل ما يوجد في البيئة يكون قابلا لإعادة الاسترجاع بالاعتماد على ذكاء الفرد، مشيرا إلى أن أحسن مثال على ذلك؛ قارورة المشروبات الغازية المصنوعة من الألمنيوم التي ترمى بعد شرب محتواها وتكون قابلة  للاسترجاع.
أبرز الخبير في الطاقة العلاقة التي تربط البيئة بالاقتصاد والتي اختصرها في رسكلة النفايات، حيث قال؛ «استرجاع النفايات يخلق مناصب عمل، ويحافظ على البيئة في آن واحد، لذا تعد البيئة مشروعا يخص كل أفراد المجتمع، ومن هنا يظهر دور الإعلامي في إقناع أفراد المجتمع بدورهم في الدفاع عن البيئة مؤكدا أن الحفاظ عليها يتطلب الصرامة في تطبيق القوانين التي كلما كانت قليلة كانت فعالة.
خطورة النفايات، حسب الخبير في الطاقة، لا تعكسها الكميات التي يتم إلقاؤها فقط، وإنما تظهر أيضا خطورتها في الحيز الذي تحتله، والمدة الزمنية التي تستغرقها ليتم نقلها أو فرزها، إذ تتطلب عملية نقل النفايات فقط 80 بالمائة من مجمل الميزانية المخصصة للتكفل بالنفايات، والإشكال الذي يطرح في هذا الإطار لا يخص النفايات العادية التي ترتبط بالورق أو مخلفات الطعام، وإنما بالمواد السامة التي يتم إلقاؤها في الطبيعة والمرتبطة عادة بالمصانع أو المستشفيات وتضر بالصحة العمومية، وفي هذا تخلف النفايات مشكلتين، إذ تطرح مشكلة الصحة التي تلحق بالمواطن، وتتلف البيئة بحكم أن بعض المواد تحتاج إلى أكثر من 200 سنة حتى تتحلل.
ومن بين النقاط الهامة التي أكد الخبير في البيئة على ضرورة مراعاتها عند الحديث عن النفايات وطرق التخلص منها، والتي تتجه عادة إلى اختيار الحرق كحل سريع للتخلص منها، هي ضرورة الإقدام على خطوة هامة تتمثل في الفرز، ومنه ضغط ما لا يمكن حرقه حتى لا يأخذ حيزا كبيرا، إذ أن بعض النفايات تحتوي على مواد عضوية تفيد الطبيعة وينبغي تجنب حرقها، كما أن عملية الفرز قد تكشف عن أشياء ثمينة، وهو ما استثمرت فيه العديد من الدول الأوربية التي خلقت فضاءات واسعة تخصصت في أنواع مختلفة من النفايات، مثل الأجهزة الإليكترونية المعطلة، إذ يقصدها الباحثون عن بعض الأجزاء التي تعطلت في أجهزتهم عوض إلقائها واقتناء أخرى جديدة، وهذا في حد ذاته استثمار ناجح. وبهذا الخصوص اقترح الخبير أن يتم تكوين عمال نظافة، لأن النفايات مزيج لأنواع عديدة من المواد، بالتالي من المفروض أن مسترجع النفايات الاستشفائية يختلف عن مسترجع النفايات المنزلية، والذي يسترجع النفايات الصادرة عن المصانع يختلف عن ذلك الذي يجمع النفايات الورقية، وهو ما تفتقر إليه بلادنا، كما قال الإعلامي في هذا الإطار، مطالب أيضا عند الحديث عن البيئة إلى التخصص في نوع معين من النفايات حتى تكون المعطيات التي يقدمها مفيدة لأنه تكوّن فيها.
البيئة في الجزائر صحية، وجوها نظيف لأنها لا تحوي  الكثير من المصانع، غير أن هذا لا يمنعنا من التفكير بصورة جديدة في الاستثمار بالنفايات لجعل خطر التلوث البيئي قليلا، يقول الخبير البيئي ويؤكد: «على كل من يفكر في العمل في مجال النفايات كاستثمار، أن يحسن التسيير لنبلغ ما يسمى بالأمن البيئي، وفي رأيي أفضل طريقة للحفاظ على البيئة بالإكثار من غرس الأشجار ورسكلة النفايات القابلة للاسترجاع».