الحرفية فطيمة بن دحو تؤرخ للباس التقليدي

خبرة 25 سنة في حماية الموروث الوطني

خبرة 25 سنة في حماية الموروث الوطني
الحرفية فطيمة بن دحو
  • القراءات: 1019
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختزلت فطيمة بن دحو، حرفية في اللباس التقليدي، من ولاية الشلف، خبرتها التي تزيد عن 25 سنة في صناعة اللباس التقليدي في كتيب صغير، جمعت فيه كل ما تعرفه عن تراث المنطقة حول اللباس التقليدي الشلفي، وفلسفتها في ذلك، أن كل إنسان لابد أن يترك بصمته في هذه الحياة، ولعل هذا ما جعلها تفكر في تأليف كتيب، يحوي أهم القطع التقليدية التي كانت المرأة  الشلفية تلبسها في الماضي، ليكون مرجعا للمهتمين بالتراث الجزائري. التقتها "المساء" وتحدثت معها حول خصوصية المنطقة في اللباس التقليدي، وما يحتويه الكتاب من معلومات تراثية.

قالت الحرفية فطيمة بن دحو في بداية حديثها، بأنه رغم أن الصناعة التقليدية بعيدة كل البعد عن تخصصها الجامعي، الممثل في قانون الأعمال، غير أن اهتمامها بالصناعة التقليدية بدأ في فترة الطفولة، حيث كان لديها شغف كبير بكل ما له علاقة باللباس، خاصة لباس  مدينتها، ولعل ما عزز اهتمامها بهذا الموروث الثقافي، أنه يمثل جزء من الهوية، وما يميزها عن باقي مناطق الوطن، وهي معطيات دفعتها للتوجه إلى الاهتمام بهذا الموروث  المهدد بالزوال، من خلال إبراز أهم ما يمز اللباس التقليدي بولاية الشلف، من خلال التأسيس لورشة تهتم بتصميم اللباس التقليدي الشلفي. أوضحت الحرفية أن "اللباس الشلفي، بحكم التقارب مع بعض الولايات، على غرار ولاية وهران، كالبلوزة الوهرانية، إلا أن الباحث في التراث يكتشف الفروق التي يجعل البلوزة الشلفية، أو ما يسمى بـ(اللباس) يختلف عن غيره، في بعض التفصيلات".

وحسبها، فإن ولاية الشلف، كانت منذ الحقبة الاستعمارية، معترف بحدودها الولائية، بالتالي كان لديها تراث وخصوصية من حيث مورثها التقليدي، مشيرة إلى أن القطعة التقليدية في اللباس، والتي تميز المرأة الشلفية، هي ما يسمى "بالغلاف" أو "اللباس" التي تشبه إلى حد كبير البلوزة الوهرانية، مع بعض الاختلاف، وهي القطعة التي تلبسها العروس الشلفية يوم زفافها، إلى جانب الجبة التي تلبسها في المنزل بصورة يومية و"الكاساكا" و"السروال المدور". وحسبها، فإن "الكاساكا" هي الأخرى، من أهم القطع التقليدية التي تعرف بها ولاية الشلف دون غيرها من الولايات، حيث تصنع بمادة العقيق، ولعل هذا ما يميزها عن غيرها من القطع التراثية بولايات أخرى، تصنع من خيوط الفتلة أو المجبود .

الحفاظ على اللباس التقليدي، والحرص على إبقاء هذا الموروث التقليدي حاضرا لدى الأجيال، دفعها إلى التفكير في جمع كل ما تعرفه على لباس المنطقة، في كتيب من 97 صفحة، تحدث فيه عن أثر اللباس التقليدي بصورة عامة، ومن ثمة، قدمت كل التفاصيل حول طريقة تصميم كل قطعة تقليدية إلى غاية تجهيزها، والأماكن والمناسبات التي تلبس فيها، مشيرة إلى أنها تطرقت حتى إلى الخصوصية التي تميز اللباس التقليدي الأمازيغي بالنسبة للذين يعيشون في الولاية، مثل أولئك المتواجدين بمنطقة بني حواء في تنس، بحكم الخصوصية التي تميز لباسهم التقليدي.

وتختم الحرفية فطيمة بقولها: "إن الكتيب ما هو إلا عينة بسيطة، ومحاولة لترك بصمة تعكس خصوصية المنطقة، وهو بمثابة مرشد سياحي لزوار الولاية من داخل الوطن أو خارجه، وللراغبين في اكتشاف خصوصية المنطقة في مجال اللباس التقليدي"، متمنية بالمناسبة، "أن يتم تعميم الفكرة في مختلف ولايات الوطن، حتى لا يظل الحرفي مجرد حافظ للتراث، إنما يساهم من جهته، في ترسيخ هذه الهوية من خلال ترك بصمة تعكس ما يعرفه حول حرفته التقليدية".