جائحة كورونا ساهمت في الاستهلاك المفرط للأدوية

خبراء يحذّرون من خطر المضادات الحيوية

خبراء يحذّرون من خطر المضادات الحيوية
  • القراءات: 698
ق. م ق. م

حذّر أطباء مختصون، خلال لقاء دراسي بقالمة، أول أمس، من "المخاطر الكبيرة" التي قد يسببها الاستعمال المفرط وغير العقلاني للمضادات الحيوية. وصرح الدكتور عبد المجيد لشهب، رئيس قسم الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي سعادنة عبد النور بسطيف، على هامش افتتاح اليوم الطبي حول مخاطر المضادات الحيوية المنظم بالتنسيق بين المؤسسة العمومية الاستشفائية ابن زهر والجمعية الطبية بذات المستشفى، بأن "دول العالم ومن بينها الجزائر، تعيش، حاليا، مرحلة صعبة جدا نتيجة الاستعمال المفرط للمضادات الحيوية".

وقال، في هذا الصدد، إن جائحة كورونا كانت من أهم العوامل التي ساهمت في تزايد الاستهلاك المفرط، لهذا النوع من الأدوية، حتى بدون تشخيص مسبق للمرض. وأبرز المتحدث أن أكثر مخاطر الإفراط في استعمال المضادات الحيوية، تتمثل في نشأة وانتشار وتكاثر بكتيريا ميكروبية، وميكروبات قادرة على مقاومة هذه المضادات الحيوية؛ ما يعني عجز هذه الأخيرة عن القضاء على الأمراض التي بالإمكان ظهورها، لافتا إلى أن هذا النوع من الميكروبات ينتقل مع المسافرين عبر مختلف الدول؛ مما يشكل تهديدا حقيقيا للصحة في العالم.

ومن جهتها، أشارت الأستاذة الجامعية حورية براهيمي، مختصة في الأمراض المعدية والتعفنية بالمستشفى الجامعي لتلمسان، إلى أن الأطباء لاحظوا في الفترة الأخيرة، وجود أنواع من البكتيريا والجراثيم تقاوم هذه المضادات الحيوية، وتمنع شفاء المرضى، وأحيانا تكون بعض الحالات أكثر تعقيدا، مما يستدعي - حسبها - عقلنة استهلاك المضادات الحيوية، والقيام بالفحص الأولي من أطباء مختصين أو عامين، وتجنب اقتناء الأدوية مباشرة من دون استشارة طبية.

وبدوره، وصف محمد يوسفي، رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية، بروز مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، بـ "الخطر المستقبلي على الإنسان والحيوان"، موضحا أن تعليمات المنظمة العالمية للصحة خلال السنوات الأخيرة الماضية، حثت كل بلدان العالم، على وضع استراتيجية خاصة بكل بلد، لمكافحة ظاهرة مقاومة مختلف أنواع البكتيريات والطفيليات والجراثيم، المضادات الحيوية. وأضاف المتحدث أن توقعات المنظمة العالمية للصحة، تذهب إلى أن عدم تغيير عادات استهلاك المضادات الحيوية وفي المقابل ظهور أنواع من الميكروبات والبكتيريا المقاومة لها، قد يتسبب في وفاة أكثر من 10 ملايين شخص بحلول 2050، معتبرا هذا المشكل "استعجالا صحيا؛ سواء بالنسبة للإنسان، أو الحيوان، خاصة أنه لا يتم اكتشاف الكثير من هذه المضادات الحيوية في العالم؛ مما يعني أن استعمال ذخيرتنا وعدم قدرتنا على تجديدها، قد ينتج عنه عدم وجود مضاد حيوي ناجع في المستقبل".

وحول الجوانب التنظيمية لليوم الدراسي، أشار عبد العزيز غجاتي، مدير المؤسسة الاستشفائية ابن زهر بقالمة، إلى أن هذا اللقاء يدخل في إطار تنفيذ توصيات وزارة الصحة، المتعلقة برسكلة الأطباء العاملين بمراكز الفحوصات والاستعجالات، وتحيين معارفهم بالنظر إلى انتشار ظاهرة الاستعمال الفوضوي وبدون معايير طبية، للمضادات الحيوية؛ مما يستدعي - حسبه - تضافر جهود كل الفاعلين في قطاع الصحة، لمواجهة هذه الظاهرة.

وفي نفس السياق، أكدت الدكتورة سعاد بولنوار، مختصة في الأمراض المعدية بمستشفى ابن زهر بقالمة ورئيسة لجنة تنظيم اليوم الدراسي، أن هذه الطبعة هي الخامسة المخصصة للحديث عن جوانب متعلقة بالأمراض المعدية، مفيدة بأن اللقاء عرف تقديم عدة محاضرات في الموضوع؛ من أساتذة ومختصين من مستشفيات جامعية من عنابة، وسطيف، وباتنة، والجزائر العاصمة وتلمسان.