لاحتوائها على مواد مسرطنة

خبراء يحذرون من الاستعمال المفرط للأواني البلاستيكية

خبراء يحذرون من الاستعمال المفرط للأواني البلاستيكية
  • القراءات: 857
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذر السيد أمين سعدي، طبيب عام، من استعمال الأواني البلاستيكية التي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للنظر، مشيرا إلى أنها تحتوي على مواد خطيرة تزداد خطورتها عند تعريضها لدرجات حرارة عالية، مما يجعلها تفقد جزئيات تتفاعل مع المأكولات التي تحتويها، بالتالي تسبب أمراضا عديدة على المدى البعيد، أخطرها السرطان. 

قرع المختص ناقوس الخطر المتعلق بالاستعمال اليومي لتلك الأواني البلاستيكية، حيث أشار إلى أن بعض تلك الأواني التي تتعدد أنواعها بين علب لحفظ المأكولات و أخرى للأكل فيها كالصحون والأكواب البلاستيكية، أو أيضا ملاعق وشوكات مصنوعة من البلاستيك، تكون عادة مجهولة الهوية، حيث لا تحمل أي وسم على ظهرها، مما يجعل الشكوك تحوم حول المادة التي  صنعت منها بأنها من البلاستيك غير المعالج أعيد تدويره، هذا ما يسبب انتشار الكثير من التعقيدات الصحية، التي تصل إلى الإصابة بمرض السرطان على المدى البعيد، أمام التهافت الكبير على اقتنائها بمختلف أشكالها وأنواعها من طرف المواطنين.

وأوضح المتحدث أن الإقبال الشديد على تلك الأواني البلاستيكية راجع إلى سببين أساسيين، أولهما سهولة استعمالها، حيث تعد تلك العلب أو الأواني عملية، يستعملها البعض لحمل الأكل فيها خصوصا العاملين بعيدا عن بيوتهم، مما يدفعهم إلى تفضيل نقل أكلهم في تلك العلب، ثم تسخينها في «الميكرويف»، لتناولها ظنا منهم أنهم يتناولون أطعمة صحية مقتناة من البيت دون الحاجة إلى استهلاك الأكل السريع من المطاعم، إلا أن ذلك قد يكون أخطر من تلك المأكولات المستهلكة في المطاعم السريعة، خصوصا عند تسخين الأكل المعلب في البلاستيك داخل «الميكرويف»، فذلك يزيد من الطين بلة، حيث تتحلل جزيئات من البلاستيك لتتفاعل مع المحتوى ويصبح الأكل بذلك غير سليم.

وعن السبب الثاني من اقتنائها؛ أسعارها المتدنية، حيث تكون تلك الأواني في متناول الجميع، ولاحظناه في السنوات  الأخيرة هو مستوى انتشار العلب البلاستيكية لتخزين الأكل، جاء بأشكال وألوان متعددة، يبيعها التاجر على شكل سلسلة من الصغيرة، المتوسطة والكبيرة، لأن عادة بثلاثة إلى أربع أو خمسة علب بسعر لا يتعدى 700 دينار تقتنيها، خاصة النساء اللواتي يجدنها عملية لتخزين الأكل داخل الثلاجة، أو لحمل الغذاء فيها إلى مقر العمل.

بسبب سهولة استعمالها ويسر تخزينها داخل الثلاجة، طغت تلك المادة البلاستيكية على استعمالاتنا اليومية، تلاشى بسببها الاستعمال العادي للأواني الفخارية الخشبية والنحاسية التي كانت الجدات لا تستغني عنه، فتلك المواد الطبيعية تعتبر صحية على جسم الإنسان ولا تفقد الأكل قيمه الغذائية، بل بالعكس تحافظ عليه.

وما يدفع النساء إلى استعمال تلك الأواني، يقول المتحدث  إمكانية التخلص منها فور استعمالها يغري النساء اللواتي ليس لديهن وقت لغسل الأواني بعد الأكل، مما يدفعهن إلى وضع الأكل فيها حتى وإن كان ساخنا، وهذا أمر يحذر منه المختصون.

كما نصح المتحدث بتفادي تلك الأواني واستبدالها بمادة الفخار والزجاج والخشب، وأكد على أهمية تبني ثقافة استهلاكية رشيدة ليس فقط فيما يتعلق بالأكل وإنما أيضا بكل ما يرتبط بالأواني المستعملة عند الأكل، لما له من أهمية قصوى في حماية الجسم من أمراض تظهر أعراضها على المدى البعيد، مشيرا إلى أهمية تفادي تناول الشاي والقهوة في المقاهي داخل الأكواب البلاستيكية المعروفة بـ«الغوبليات» التي تعد جد خطيرة، ويكمن الخطر فيها تحلل بعض المواد منها التي مزجت مع البلاستيك، لتتفاعل بفعل الحرارة المرتفعة مع تلك السوائل وتصبح مضرة، وهذا ما نلاحظه من خلال انبعاث رائحة غريبة من تلك الأواني أو الأكواب عند احتوائها على مأكولات، كما أننا نلاحظ انكماش سطحها بفعل الحرارة.