من شأنه تخفيف حدة الجفاف وتحقيق الأمن الغذائي

خبراء من جامعة البليدة يستحدثون سمادا طبيعيا جديدا

خبراء من جامعة البليدة يستحدثون سمادا طبيعيا جديدا
  • القراءات: 457
رشيدة بلال رشيدة بلال

كشف البروفيسور علي عوابد، مختص في البيئة، مؤخرا، عن نتائج المشروع الجزائري-الكندي، الذي يعول عليه لإحداث ثورة في مجال تحقيق الأمن الغذائي، بالاعتماد على السماد الطبيعي، ممثلا في الفطريات التي يتم العمل عليها على مستوى المخبر، واعتمادها كبديل للأسمدة الكيماوية في الوسط الجاف، مؤكدا أن التجربة حققت نتائج هامة في المردودية، بعد تجربتها على عدد من الأصناف الغذائية.

قال البروفيسور علي عوابد، بأن الانطلاقة كانت من ولاية بسكرة، حيث تم إخراج الفطر من الأرض وإعادة إنتاجه والعناية به على مستوى المخبر، بعدها أضيفت بعض المواد الموجودة في الجزائر، على السماد الفطري وتوزيعه على الفلاحين في صورة سماد طبيعي، في كل من ولاية البليدة، بسكرة، البويرة والجلفة، كولايات نموذجية لتجربته، حيث كانت النتائج مبهرة.

موضحا بالقول: "تمكنا من استهداف بعض الأنواع من البقوليات، وبعض أنواع الخضار، منها الطماطم والكوسة والثوم، وكانت النتائج جد إيجابية، بمعدل 50 بالمائة من الزيادة في الإنتاج بشهادة الفلاحيين"، مشيرا إلى أن مشروع إنتاج الأسمدة الطبيعية على مستوى الجامعة، استغرق أربع سنوات من العمل عليه، واليوم هذا المشروع يبحث عمن يتبناه، من أجل تمكين أكبر عدد من الفلاحين من الاستفادة منه، لافتا في السياق، إلى أن هناك فكرة لإنشاء مؤسسة منتجة لهذا النوع من الأسمدة، التي تعد من الاستثمارات الواعدة، التي تساهم في تأمين الأمن الغذائي، غير أن تكلفتها كانت جد باهظة وحالت دون إنشائها.

وحسب المتحدث، تم برمجة عدد من اللقاءات مع مستثمرين وأصحاب مؤسسات، مع عرض فكرة المشروع التي لقيت استحسانا كبيرا، في انتظار من يتكفل به، مؤكدا أنه تم على مستوى جامعة "سعد دحلب" بالبليدة، استحداث شعبة جديدة تكفلت بهذا المشروع، حيث شرع في إنتاج السماد الطبيعي، بمرافقة مؤسستين على مستوى ولاية البليدة، موضحا أن التحدي الكبير الذي يواجه هذا المشروع، هو تكلفته المادية الكبيرة جدا، والتي بلغت في حدود مليار ونصف المليار سنتيم لبدء المشروع، والتي جعلت، كما ذكر: "المستثمرين لا يتشجعون على خوض التجربة، رغم أن نتائجها جد المضمونة"، داعيا إلى وجوب أن تتدخل الدولة حتى ترعى مثل هذه المشاريع الاستثمارية الهامة، التي يتم المراهنة عليها، وأثبتت التجارب تثمين النتائج من أكثر من 500 فلاح.

وقال البروفيسور علي عوابد: "أهم ما يميز هذا النوع من الأسمدة الطبيعية، أنه أثبت قدرته على الحفاظ على النباتات في أوقات الجفاف، خاصة أنه يتماشى مع أغلب أنواع المنتجات، بما في ذلك الأشجار المثمرة، فمثلا يكفي أن يتم تزويد الشجرة به، كشجرة الزيتون، مرة واحدة فقط في حياتها، لتكون كافية، وتكون النتائج جد هامة، إلى جانب كونه من الأنواع التي لا تلوث البيئة، ويحافظ على المياه الجوفية، كما أن له دور بارز في تقليص فاتورة استيراد المواد الكيماوية المستخدمة في الزراعة".

أشار المتحدث، إلى أنه يتمنى أن تضع المؤسسات الخاصة ثقتها في المشروع، وأن تتبناه، خاصة أن الجامعة مستعدة لمرافقة المشروع في إطار العملية البحثية، مؤكدا أنهم كباحثين على مستوى المخبر، شرعوا أيضا في تحضير نوع آخر من النفايات العضوية، التي يتم استحداثها، بالاعتماد على دود الأرض الأحمر في عمليات التحليل، وما يخلفه من نفايات وتحويلها إلى أسمدة من شأنها أن ترفع من المردوية، وتساهم في تحقيق الأمن الغذائي.