في قلب ولاية عنابة النابض بالحياة، تتربع حديقة التسلية بسيدي عاشور، كجوهرة ترفيهية تستقطب الآلاف من الزوار من مختلف الأعمار والمناطق، وتتحول مع كل نهاية أسبوع، إلى مسرح مفتوح للفرح، وصوت ضحكات الأطفال يعلو بين جنباتها، في مشهد يوحي بأن المكان ليس مجرد حديقة، بل عالم متكامل للبهجة والاستجمام.

وجهة موسمية تتحول إلى منتجع عائلي بامتياز، ما إن يحل فصل الربيع أو الصيف، حتى تكتظ الحديقة بالزوار، خصوصاً العائلات التي تبحث عن متنفس بعيد عن ضوضاء المدينة. ويصل عدد الوافدين إلى أزيد من 5 آلاف زائر، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أما في المواسم الدينية، فالعدد يرتفع ليصل إلى مستويات قياسية، تجعل من الحديقة نقطة جذب إقليمية بحق.

قامت إدارة الحديقة بسلسلة من التحديثات الذكية، شملت توسيع فضاء الألعاب، وخصوصا منطقة "الأرجوحة الكبيرة" والعجلة العجيبة، تلك التي تُعد حلماً يومياً لكل طفل. كما تم إطلاق برنامج تربوي وترفيهي مخصص للأطفال دون سن 16 عامًا، يتم فيه إشراكهم في نشاطات ترفيهية ورياضية، بإشراف مرافقين مؤهلين، يحرصون على توجيههم، وتعريفهم بتاريخ الحديقة وأهم معالمها.

سهرات صيفية ومطاعم عائلية وسط الطبيعة

مع قدوم الصيف، تتحول الحديقة إلى منتجع ليلي مفتوح تحت النجوم، حيث تنظم أمسيات وسهرات ترفيهية تجمع بين الأطفال والبالغين، في جو عائلي هادئ تحيطه الطبيعة الخلابة، من غابات كثيفة وجبال خضراء، تجعل من المكان لوحة فنية حية تنطق بالجمال.

ولا تكتمل متعة الترفيه دون توفر فضاءات للراحة والطعام، إذ تحتوي الحديقة على مواقف سيارات منظمة، ومطاعم عائلية تقدم أطباقاً صحية ومتنوعة بأسعار مدروسة، ما يجعل من الزيارة تجربة متكاملة لا تقتصر على اللعب فقط.

عنابة توسع خريطتها الترفيهية.. حدائق للجميع

في إطار تعزيز البنية التحتية للترفيه، خصصت مصالح بلدية عنابة غلافًا ماليًا معتبرًا، لتأهيل مجموعة من الحدائق العامة، أبرزها حديقة "الحرية"، التي رُصدت خصيصاً لكبار السن الباحثين عن الهدوء وجلسات المساء، فضلًا عن الحديقة المجاورة لمحطة "سويداني بوجمعة"، التي أصبحت ملتقى شعبياً يتعدى حدود التسلية إلى فضاء اجتماعي مفتوح.

ومن منطلق تأمين هذه الفضاءات، باشرت مصالح البلدية بتمديد السياج المحيط بها، وتعزيز الأمن الداخلي، ما جعل من هذه الحدائق أماكن آمنة ومناسبة لجميع الفئات العمرية، وأحد الروافد الجديدة للتنمية السياحية الداخلية بعنابة.

حديقة التسلية بسيدي عاشور ليست مجرد مساحة خضراء، بل هي مشروع حضاري يجمع بين الترفيه، الثقافة والطبيعة، وينتقل بها إلى آفاق سياحية واعدة. هي دعوة مفتوحة لكل من يبحث عن الجمال، الراحة، والبهجة في قلب الشرق الجزائري.