عنابة

حي الغزالة.. تقاليد وذكريات تحاكي أيام زمان

حي الغزالة.. تقاليد وذكريات تحاكي أيام زمان
  • القراءات: 1685
سميرة عوام سميرة عوام

لايزال حي الغزالة العتيق بمدينة عنابة، والمعروف بـ"لاكولون"، شاهد على تقاليد المنطقة وعبقها، فالزائر لهذا الحي الشعبي، أول ما يلفت انتباهه؛ تمثال الغزالة بحي "لاكولون"، الذي يرمز ـ حسب أهل المنطقة ـ إلى "إلهة الصيد" و"حامية الطفولة" عند الإغريق، ويوجد منه 5 تماثيل في العالم فقط، واحد في كل من عنابة واليونان وفرنسا ومالطا وإيطاليا. وعليه، يستغل السياح الأجانب في المناسبات الدينية، وحتى عطلة الصيف، زيارة المكان وأخذ صورة مع تمثال الغزالة، الذي يتوسط هذا الحي الشعبي.

في الجهة المقابلة للغزالة، يوجد عدد من الدكاكين المتراصة المفتوحة على إعداد "قلب اللوز" المعطر بماء الزهر المقطر، فنكهة هذه الحلوى تجلب إليها الزبائن من كل مكان، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يكثر عليها الطلب في فترة المساء، نظرا لنجاح بعض سكان الغزالة في إعداد "قلب اللوز"، الذي يختلط بعبق الزمن الجميل، لما كانت عائلة واحدة في حي "لاكولون" تعد "قلب اللوز". حسب بعض المواطنين، فإن "قلب اللوز" في تلك الحقبة الزمنية، يختلف عن نظيره اليوم من حيث نوعية السميد، وحتى المكونات التي كانت تضاف لهذه الحلوى، التي ذاع صيتها من حي "لاكولون" العتيق، ليصل حتى الولايات المجاورة، على غرار سكيكدة والطارف وحتى قالمة. وفيما يخص صانع "الزلابية"، فأصله من منطقة وادي زناتي التابعة للجارة قالمة، والذي حطت عائلته رحالها بحي "لاكولون" قبل أن تمتهن حرفة صناعة "الزلابية" والترويج لها، ومن هنا بدأت قصة تحويل هذا الحي الشعبي إلى فضاء مفتوح على صناعة مختلف الحلويات التقليدية، على غرار "قلب اللوز" و"زلابية العظام"، أي التي يضاف لها البيض، تليها صناعة "مقروط المقلة" الذي يعد من بين الحلويات الأكثر طلبا خلال شهر الصيام. كما يتم تحضير بعض المعجنات التي تصلح للاحتفال بليلة منتصف رمضان وليلة القدر، منها "القريتلية" و"الشخشوخة" وحتى "الفطير"، وتبدأ الحرفيات في تحضير كميات معتبرة منها بداية من الأسبوع الأول من شهر رمضان، بناءا على طلب الزبائن، واحتفالا ببعض عادات العائلات العنابية خلال شهر رمضان الكريم. هذه هي "الغزالة"، الحي العتيق الذي يجمع الأهل والأصدقاء في "لحوش" الكبير، لتذكر أيام زمان، لمة الجيران والأحباب الذين رحلوا عن هذه الحياة.