خوفا من عودة "الكوليرا".. "التيفوئيد" و"الملاريا"

حملة وطنية للوقاية من الأمراض المتنقلة عبر المياه

حملة وطنية للوقاية من الأمراض المتنقلة عبر المياه
  • القراءات: 1885
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعا كمال يويو، رئيس مكتب المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك بالعاصمة، المواطنين، إلى ضرورة أخذ عينات من المياه المستعملة خلال هذه الفترة، التي تعرف تذبذبات في التزويد بهذه المادة، من أجل تحليلها في مخابر الديوان الوطني للتطهير، لمعرفة مدى صلاحيتها وعدم احتوائها على مواد ملوثة، تتسبب في انتقال الأمراض عبره، خصوصا بعد لجوء الكثيرين إلى استعمال مياه الصهاريج أو الآبار المفتوحة.

لمجابهة الأمراض المتنقلة عبر المياه، خلال هذه الأزمة المرتبطة بانقطاعات وتذبذبات الماء، أطلقت وزارة الموارد المائية، بالشراكة مع الديوان الوطني للتطهير، والتنسيق مع المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، مؤخرا، فعاليات الطبعة الثانية للحملة الإعلامية لمكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، والتي تمتد إلى أواخر الشهر الحالي، حيث تستند على محورين، الأول يخص إطلاق حملة إلكترونية عن طريق بث مباشر على صفحات "الفايسبوك" لكل وحدات "الجزائرية للمياه"، بمشاركة مسؤولي المخابر ومسؤولي الإعلام والاتصال لكل وحدة، وممثلين عن مصالح الصحة الجوارية، وممثل عن المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه. أما المحور الثاني، فيتعلق بتنظيم حملة إعلامية إذاعية، وتكون بالتعاون مع الإذاعات المحلية، بالمشاركة في الحصص التي تستقطب جمهورا عريضا، حيث تهدف الحملة، حسب منظميها، إلى تحسيس المواطنين بأهمية تحليل المياه التي يستهلكونها عند استعمالهم لمياه الصهاريج أو مياه الآبار، بالتأكد من عدم احتوائها على مواد ملوثة قد تتسبب في أمراض مختلفة، مهددة بذلك الصحة العمومية بوباء جديد لا يقل خطورة عن وباء "كورونا".

في هذا الصدد، قال كمال يويو، إن هناك العديد من الأمراض التي قد تتسبب فيها المياه الملوثة، والتي قد تحتوي على كائنات مجهرية، أو مواد كيميائية، أو مواد مشعة، أو حتى الحرارة، بالتالي تغير خصائص المياه، وقد  تتسبب تلك الملوثات في إصابة الإنسان بأنواع مختلفة من الأمراض، أقلها الإسهال، حيث يتسبب هذا الأخير، حسب كمال يويو، بموت 1.4 مليون طفل سنويا، بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، حيث يعتبر الإسهال أحد الأعراض المصاحبة لدخول تلك المواد الملوثة إلى الجهاز الهضمي، وتصل غالبية هذه الأمراض إلى الإنسان، عن طريق مياه الشرب الملوثة، أو سوء تصريف المياه.

أضاف المتحدث، أن هناك العديد من الأمراض الأخرى الأكثر خطورة، وقد يتسبب فيها الماء لدى احتوائه على المواد الملوثة، منها الكوليرا الذي يعد التهابا بكتيريا يتسبب في الإسهال الشديد، وقد يؤدي إلى الجفاف والموت إذا لم يتم علاجه، ويعتمد علاج "الكوليرا" بشكل رئيسي على تعويض الجسم عن السوائل المفقودة، بالإضافة إلى استخدام المضادات الحيوية التي تضعف البكتيريا، وتحد من انتشارها، إلى جانب التيفوئيد الذي يعتبر التهابا بكتيريا يؤدي إلى معاناة المصاب من أعراض وعلامات عديدة، منها الحمى والتقيؤ والإسهال، وتنتشر البكتيريا المُسببة لـ"التيفوئيد" في الأمعاء والدم، وقد تتسبب بالموت في حالاتها الشديدة.

كما ذكر المتحدث أن الملاريا التي تعتبر أحد الأمراض التي تشكل خطرا على حياة المصاب بها، وتنتج عن الإصابة بنوع من العدوى الطفيلية، ويصاب بها الإنسان في العادة عند تعرضه للدغات بعض أنواع البعوض، الذي يحتضن الطفيليات المسببة لـ"الملاريا"، والتي تتكاثر في الأوساط التي تتواجد بها مياه ملوثة، إذ تنتقل الطفيليات إلى مجرى الدم داخل جسم الإنسان، نتيجة هذه اللدغات، لتتمركز في الكبد بعد ذلك، ثم تصيب خلايا الدم الحمراء، ويؤدي تكاثر الطفيليات داخل هذه الخلايا إلى انفجارها، ويعاني المصاب بـ"الملاريا" من الحمى الشديدة والشعور بالغثيان والصداع، بالإضافة إلى الاستفراغ وفقر الدم، وغيرها من الأعراض والعلامات. أما في الحالات المتقدمة من المرض، فقد تؤدي إلى انتفاخ الأوعية الدموية، وتجمع السوائل في الرئتين، وفشل الكلى والكبد والطحال.

شدد يويو، أنه في ظل هذه الأزمة، لابد من أخذ الحيطة والحذر، لعدم خلق أزمة صحية جديدة سببها استهلاك مياه ملوثة، بتحسيس المواطنين بخطورة تلك الأمراض التي تعد جزءا من أمراض عديدة أخرى، سببها المياه الملوثة، أو الحشرات التي تثيرها، على غرار داء "الفيل، الزحار، التراخوما، البلهارسيا"، أو داء "الفيالقة" وغيرها.

وفي الأخير، أكد رئيس مكتب العاصمة لدى منظمة حماية المستهلك، أن دور الديوان يبرز من خلال العمل على الوقاية من هذه الأمراض، بواسطة التخلص من المياه المستعملة الملوثة، بهدف المحافظة على الصحة العمومية والبيئة وموارد المياه السطحية والجوفية، حيث أنه يستعمل مجموعة من التقنيات المعتمدة لجمع ونقل المياه المستعملة بهدف معالجتها، عن طريق مرافق هامة للتطهير، بما فيها المجمعات وأنابيب الصرف الصحي ومحطات الضخ ومحطات التطهير، التي تتطلب صيانة ومراقبة دورية، حيث قال بأن المواطن، من خلال بعض السلوكيات والتصرفات السلبية، يمكن أن يكون سببا في حدوث الاختلالات الخطيرة التي تحدث في المرافق المائية العامة، كالربط العشوائي للقنوات الذي يؤدي غالبا إلى اختلاط المياه الصالحة للشرب بالمياه المستعملة، وركود مياه الصرف الصحي، وانتشار البعوض، فضلا على عدم صيانة الصهاريج المستعملة وعدم تنظيفها وغسلها دوريا، إلى جانب عدم تحليل مياه الآبار الجديدة واستهلاكها مباشرة دون معرفة مدى صالحيتها من عدمها، مضيفا أن دور منظمة حماية المستهلك، هو توعية وتشجيع المواطن على المساهمة في جهود مكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه.