شواطئ بومرداس

حملة وطنية للتحسيس بمخاطر "الآيدز"

حملة وطنية للتحسيس بمخاطر "الآيدز"
  • القراءات: 1259
حنان. س حنان. س
تتواصل بشواطئ ولاية بومرداس هذه الأيام، فعاليات الحملة التحسيسية حول الكشف المبكر عن «الآيدز» التي بادرت إلى تنظيمها جمعية «آيدز الجزائر». وقال السيد منصف فاوسي مدير الحملة في حديث مع «المساء»، أن هذه الأخيرة تهدف إلى تحسيس بين 5 آلاف و10 آلاف مصطاف يقصدون شواطئ ولاية بومرداس، موضحا أنها حملة تدوم أسبوعا بدءا من الثالث أوت إلى الثامن منه، وتم تجنيد 10 شباب من المتطوعين، يقصدون المصطاف للتوعية مع توزيع حوالي 10 آلاف مطوية.
وقال السيد فاوسي أن الحملة الوطنية للتحسيس والكشف عن داء «الآيدز» اختارت هذه السنة شواطئ ولاية بومرداس لقصد المصطافين المتوافدين عليها، قصد توعيتهم حول هذا الداء. بعد أن أتمت جمعية «آيدز الجزائر» جولتها الوطنية على كامل شواطئ  الشريط الساحلي، ما عدا القل وجيجل، لأسباب قال المتحدث بأنها تبقى مجهولة. وأوضح أن هذه الحملة تدخل في إطار برنامج الأمم المتحدة لمكافحة «الآيدز»، بالتنسيق مع جمعية «الحياة» للأشخاص المتعايشين مع السيدا، مع استمالة أكبر عدد ممكن من الشباب على إجراء تحليل «آيدز».
وتستهدف هذه الحملة، الشباب المتراوحة أعمارهم بين 19 و45 سنة لكن دون إغفال بقية الشرائح العمرية، حيث يتم اعتماد أسلوب طرح الأسئلة عن الداء لجس نبض المحاورين، وبعدها يتم تصحيح المعتقدات وتقديم شروحات أوفى.
في هذا السياق، ذكر المتطوع عبد البصير من «آيدز الجزائر» أنه سبق له وعمل في إطار التواصل المباشر مع الشباب للتوعية والتحسيس حول «الآيدز»، وأكد أنه سبق أن خضع لتكوين متخصص في هذا المجال من أجل معرفة كيفية التواصل مع الشباب وكيفية إيصال المعلومة إليهم، ضمن برنامج «واي بيير» للأمم المتحدة لمكافحة «الآيدز» أو ما يسمى بتثقيف الأقران. أما عن كيفية العمل، فقال بأنه يذهب مباشرة إلى الشباب المصطاف، وبعد التحية والتعريف عن نفسه والشبكة التي ينتمي إليها، يبدأ الشاب في طرح بعض الأسئلة البسيطة حول السيدا، حتى يفتح المجال أمام المُحاورين لجذب أطراف الحديث معه، كان يسال مثلا: «هل تعرف داء السيدا؟ وكيف ينتقل؟» ومباشرة، يقول؛ «يبدأ هدفنا المتوخى من الحملة، أي تصحيح المفاهيم الخاطئة عند الشباب، كان يقال مثلا بأن مجرد الحديث إلى المصاب بالآيدز ينقل العدوى، أو ربما ينتقل الفيروس إذا حدث وأن كان الشخص أمام مصاب، ثم تجشأ هذا الأخير، أو حتى يعطس أمامه فيصاب الآخر مباشرة أو أنه داء ينتقل عبر الجلد»، ويضيف: «مثل هذه المعتقدات لمستها شخصيا في عملي المباشر مع المصطافين، الذي بذاته منذ حوالي السنتين، والأكثر من ذلك لمست أيضا نظرة التهميش والتمييز الممارسة ضد حامل الداء، حيث يشاع بين العامة أنه أقام علاقة جنسية محرمة وكان الداء عقابا من الله، فهو بذلك ‘يستاهل’ أن يهش أو ألا يتلقى العلاج أصلا»، من جهته يقول المتطوع عبد الرؤوف كمال من جمعية «آيدز الجزائر»، فيشير إلى أنه يتم تخصيص من 5 إلى 10 دقائق للمصطاف أو مجموعة شباب من المصطافين، للحديث عن الداء، وقد لمس المتطوع أثناء عمله بشواطئ بومرداس بعض الوعي عموما لدى المُحاوَرين «فقط عملت على إقناعهم بأهمية التقدم لإجراء تحاليل متخصصة بهدف التأكد من سلامتهم»، يقول عبد الرؤوف ملمحا في حديثه إليهم إلى تجربة حملة التشخيص والكشف التي تنظمها جمعيتا «الحياة» و»آيدز الجزائر» كل يوم خميس بساحة أول ماي في العاصمة، بالتنسيق مع مركز بوغرمين وبلدية سيدي امحمد، حيث سمحت بالكشف عن 145 شخصا في غضون 5 أسابيع (كل خميس فقط)، موضحا أنه تم تسجيل صفر حالة إصابة بفيروس الآيدز والحملة مستمرة إلى غاية شهر جوان 2016.
وقالت المتطوعتان عائشة وفطيمة بأن العمل المباشر في توعية الشباب، خاصة المصطافين منهم، يكتسي بعض الصعوبة، إذ كثيرا ما يقال لهما «إننا هنا في عطلة للاستجمام وأنتم تتحدثون إلينا عن المرض وعن السيدا.. يا لطيف!»، لكن هذا لا ينقص من عزيمتهما، حيث أكدتا بدورهما على تلقيهما لتكوين خاص حول «تثقيف الأقران»، بالتالي يتمكنان من إتمام مهمة التوعية والتحسيس «في سبيل خدمة الفرد والمجتمع»، تقولان.
وتحدثت «المساء» إلى بعض المصطافين حول هذه الحملة، فقال شاب (25 سنة) من وادي سوف، جاء يمضي عطلته ببومرداس، إن المبادرة رائعة خاصة أنها تحمل هدف الحفاظ على الصحة العمومية، وأكد أن لديه معلومات عن الآيدز لكنها قليلة، ولم يبدي مانعا في التقدم لإجراء تحليل آيدز متى سمحت له الفرصة. فيما اعترف صديقه (21 سنة) أنه كان يجهل بعض المعلومات عن هذا الداء وسمح له ـ كما شرح أحد المتطوعين في الحملة ـ فهمها، على نحو طرق انتقال الفيروس التي لا تنحصر فقط في العلاقة الجنسية، فمثلا استعمال مشرط الحلاقة خاص ومن الأحسن عدم استعمال مشرط إنسان آخر وغيره. واعترف شاب آخر (22 سنة) من سطيف أنه لا يعرف عن الداء إلا ارتباطه بالجنس خارج إطار الزواج، وأنه لا يعرف طرق انتقاله ولا حتى أنه يمكن إجراء تحاليل للتاكد من السلامة. فيما اعترف شاب (42 سنة) من البويرة أنه يسمع بالسيدا لاول مرة، وقال بأنه متواجد في بومرداس للاستجمام رفقة زوجته، والجدير بالذكر أن برنامج الحملة يتمثل في زيارة ثماني بلديات من الولاية، بدءا من الشاطئ المركزي بالولاية إلى شاطئ الصغيرات بغربها، مرورا بشواطئ زموري ودلس وقورصو.