لبناء مستشفى للأطفال المصابين بالسرطان
حملة وطنية لجمع التبرعات

- 1888

أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، حملة فيسبوكية تحت شعار "معا من أجل بناء مستشفى للأطفال مرضى السرطان"، لقيت هذه المبادرة صدى وطنيا تفاعل معه مستخدمو الموقع من مختلف الفئات العمرية، وكذا الطبقات الثقافية الذين استحسنوا فكرة إنشاء مستشفى خاص بالأطفال المصابين بالسرطان، امتثالا لمختلف الدول التي خطت خطى عظيمة في هذا المجال.
شهدت هذه الحملة التي احتضنها موقعا التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و«تويتر" ردود أفعال إيجابية من قبل المجتمع المدني، وباتت تحتل الصدارة في الاهتمام والنقاش، كما أبدى الجزائريون اهتماما بها من خلال الدعوة إليها ومشاركتها عبر صفحاتهم والتفاعل مع أصدقائهم بتبادل الآراء حولها ونقاش حلول واقتراح أفكار من أجل الوصول إلى تجسيد الفكرة على أرض الواقع.
المبادرة تبنتها مختلف شرائح المجتمع، الأمر الذي جعلها تشارك عبر العديد من الصفحات، وقد تلقت العديد من "الإعجابات"، وهو ما أثبت مدى استحسان المجتمع لتلك المبادرة، وتبيّن من خلال التعليقات على تلك الصفحات نية المجتمع في احتضان الحملة، كما أقدم مثقفون وإعلاميون على تقديم جملة من الاقتراحات للوزارات والهيئات الحكومية، وأكثر تلك الاقتراحات التي لاقت إعجاب وتعاليق بالملايين ما اقترحه الأكاديمي والناشط رؤوف بوقفة على وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بأن تدعو إلى تخصيص زكاة الفطر لمشروع المستشفى، وعلى وزارة الثقافة، أن تنظّم حفلات فنية ترجع عائداتها إليه، وبعث بوقفة رسالة يدعو فيها السلطات المعنية إلى "العزم على بناء أوّل وأكبر مستشفى لعلاج السرطان لأطفالنا".
وثمنّت النخبة المثقفة من خلال تعليقاتها على الصفحات تفاعل الجزائريين مع المشروع، الذي يدلّ في نظرهم على أنّ مفهوم الإحسان توسّع لدى الجزائري، الذي تعوّد على "أن يحصره في بناء المساجد"، حيث أكد العديدون أنه آن الأوان لأن يتبنى المجتمع ثقافة التبرعات لبناء مستشفيات، على أنها هي الأخرى سبيل من سبل الخير..
فكرة مشروع المستشفى جاءت على لسان الناشط عبر موقع الفيسبوك الهادي زروقي، الذي أوضح أنّ الفكرة أملاها عليه الواقع الذي يعرف 1000 حالة سرطان من أربعين نوعا في أوساط الأطفال الجزائريين سنويا، يموت نصفهم بسبب نقص المرافقة الصحية في الداخل وارتفاع تكاليف العلاج في الخارج.
وأوضح زروقي في صفحته، أنّه يأمل أن يكون المستشفى قائما على تبرّعات المواطنين، على أن يكون العلاج فيه بالمجان، "إذ سيسع 400 سرير. وقد تبرّعت بلدية بوسعادة، 260 كيلومترا إلى الجنوب من الجزائر العاصمة، بقطعة أرض، على أن يخضع تسييره لمؤسسة الأمل المائة بالمائة الخيرية لعلاج السرطان"، مؤكدا أن البرنامج سيواجهه العديد من العراقيل نظرا لحداثة الفكرة في مجال العمل التطوعي الجمعوي في الجزائر، داعيا في الخصوص السلطات المعنية لتسهيل الإجراءات الإدارية والقانونية لهذه المبادرة الهادفة إلى تكفل أمثل بأطفالنا المصابين بالسرطان بشتى أنواعه.