احتضنت مؤخرا، دار الشباب "خليفي الطاهر" بقلب مدينة برج بوعريريج، ندوة تحسيسية حول دور الجمعيات في التوعية بتأثير المخدرات على صحة السائقين الشباب، حيث بادرت إلى تنظيم هذه الندوة جمعية “النور والأمل” للسلامة المرورية، في إطار المشروع الممول من قبل وزارة الشباب والرياضة، تحت الرعاية السامية لوالي الولاية، بمشاركة المرصد الوطني للمجتمع المدني، السلطات المحلية، المصالح الأمنية والحماية المدنية، حيث أعطى إشارة انطلاقها مندوب الأمن بالولاية، السيد جلالي عبد الله.

تم التطرق خلال الندوة، إلى مختلف الآفات والمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها السواق أثناء تعاطيهم المخدرات، من خلال مداخلات مختصين، وحسب رئيس الجمعية، السيد طكوك سكحال، فقد تم تسليط الضوء خلال الندوة، على دور الجمعيات ومسؤولياتهم في أداء الدور الفعال للقضاء على الآفة، فضلا على ضرورة اتحادهم من أجل التصدي للظاهرة ومعالجتها والقضاء عليها، لاسيما بعد تسجيل حوادث مميتة على الطريق الوطني 45، والتي يعود أكثرها إلى تأثير المخدرات على السائقين. من جهته، اعتبر عبد الكريم خضري، عضو المرصد الوطني للمجتمع المدني، أن الندوة هادفة، كونها تتناول موضوعا هاما يتعلق بسلوك اجتماعي خطير، وتأثيره على السائقين في الطرقات، مضيفا أن المجتمع المدني ينشط في إطار التحسيس والتوعية، من خلال تقديم جملة من الإرشادات والنصائح، للوقاية من هذه الآفة والقضاء عليها ومساعدة المدمنين.

كما أكد عبد الكريم خضري، بأن المرصد يرافق ويدعم مثل هذه المبادرات، مشيرا إلى أن المجتمع المدني سيعمل مستقبلا على تنظيم ندوات محلية وجهوية ووطنية، في إطار تكوين وتأطير وتوجيه الفاعلين في المجال، بعد أن أصبح المرصد الوطني هيئة استشارية ومرجعا للمجتمع المدني، تؤطر وترافق المجتمع المدني، الذي سيأخذ على عاتقه مهمة العمل التشاركي ومرافقة مؤسسات الدولة، والمشاركة في الحياة العامة، حتى يكون مجتمعا مدنيا فعالا. من جهتها، أكدت الدكتورة نادية مفتاح، مديرة المخبر الوطني وتحليل المشكلات الاجتماعية في الجزائر، أن السلامة المرورية موضوع يطرح بشكل واسع على الساحة الوطنية، بسبب الحوادث الكثيرة المسجلة على المستوى الوطني، والتي تهدد حياة المئات في السنة، مشيرة إلى أن المخبر يحاول أن يلتفت إلى هذه الظاهرة ويتعاون مع المؤسسات، على أن يقوم مستقبلا بدراسات من أجل البحث في الأسباب، للوصول إلى الحلول وإعادة النظر في القيم الأخلاقية التي كانت موجودة واختفت لدى بعض الشباب، والاستثمار في الشباب لبناء أمة واعية، كونهم القوة التي يمكن أن يعول عليها المجتمع لاستقراره، والوصول إلى تحقيق تنمية مستدامة، متطرقة إلى ظاهرة تعاطي المخدرات وسط الشباب الجزائري في الوسط الحضري بين الأسباب والآثار والآليات والحلول التي يمكن اقتراحها، من أجل احتواء الظاهرة والقضاء عليها.