دار السكري لمدينة بومرداس

حملة تشخيص مبكرة احتفالا بذكرى التأسيس الثانية

حملة تشخيص مبكرة احتفالا  بذكرى التأسيس الثانية
  • القراءات: 448
❊ حنان. س ❊ حنان. س

نظمت دار السكري لولاية بومرداس مؤخرا، حملة تشخيص حول مرض السكري، في محاولة للتعريف المستمر بالداء وخطر الإصابة به، عملا على لجم انتشاره ولو قليلا. جاءت هذه الحملة احتفالا بالذكرى السنوية الثانية لفتح دار السكري بمدينة بومرداس، علما أنه تم إطلاق برنامج بارومتر في الولاية، ويرتقب أن يدوم ثلاث  سنوات لمراقبة مضاعفات الداء.

أفادت الدكتورة ليلى مناصري، طبيبة رئيسية بالدار، أن إدارة دار السكري فكرت في إحياء الذكرى السنوية الثانية لافتتاح الدار بمدينة بومرداس، عن طريق إجراء تشخيص مبكر للسكري والضغط الدموي، موجه لكل فئات المجتمع من المصابين بمختلف الأمراض. قالت الدكتورة في حديث مع المساء، على هامش انطلاق الحملة؛ إن التشخيص المبكر يبقى أحسن وسيلة لوقف زحف هذا الداء الذي تزداد الإصابة به بشكل مخيف. وألقت الدكتورة اللوم على النمط المعيشي الخاطئ المنتهج من قبل الجزائريين، خلال العقود الأخيرة، والذي يعتمد بشكل كبير على استهلاك السكريات والدهون المشبعة والمشروبات الغازية، إلى جانب عوامل الضغط والقلق وقلة الحركة، مما زاد في نسب السمنة والبدانة، وهي عوامل محفزة للإصابة بالسكري وارتفاع الضغط.

حسب المتحدثة، فإن دار السكري تحصي إلى اليوم 6300 ملف لمرضى مصابين بالسكري، يتم متابعتهم دوريا، لاسيما السكري المخزن والدهون الثلاثية وكذا القدم السكري، وقالت؛ إن جلهم تم اكتشاف إصابتهم بالسكري خلال أيام التشخيص المبكر، ونسبة كبيرة منهم أقل من 40 سنة، وهو مؤشر خطير، لاسيما أن أخطر مضاعفات السكري؛ الإصابة بالقصور القلبي والكلوي وما ينطوي عنه من علاج ثقيل ومزمن ومنهك لقوى المريض.

على هذا الأساس، أطلقت الدار بداية من ديسمبر الجاري، برنامج بارومتر، بالتنسيق مع مخابر نوفونوريسك، يستهدف أخذ عينة عشوائية لمرضى الداء من 18 سنة فما فوق، لمراقبة تطور السكري لديهم لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، بهدف المراقبة المستمرة لاحتمالية الإصابة بمضاعفات المرض من عدمه، لاسيما القصور القلبي والكلوي على السواء.

حسب الدكتورة مناصري، فإن الطاقم الطبي وشبه الطبي المشرف على البرنامج بالدار، انطلق في اختيار عينة عشوائية من المرضى الذين لديهم ملفات طبية بالدار، سواء من المصابين بالسكري الفئة الأولى أو الثانية، أو النساء الحوامل أو حتى المصابين بالسكري والضغط الدموي على السواء، وحالات إصابة جديدة، أي تلك التي تم التحقق من إصابتها بالداء بمجرد تشخيص عادي. قد تصل العينة إلى قرابة 90 مريضا، سيتم مراقبتهم على مدار ثلاث سنوات، بإجراء فحوصات دورية، خاصة مراقبة نسب السكري المخزن في الدم والكولسترول والدهون الثلاثية في القلب، وكذا نسبة الملح في الكلى.

على هامش الحملة التشخيصية، تحدثت المساء إلى بعض المواطنين الذين سمعوا بالحملة، تقدموا لإجراء فحص مبكر، فقالت مواطنة (58 سنة)، إنها مصابة بالسكري وتتابع مرضها بانتظام وفق برنامج خاص بدار السكري، لكن رغم ذلك، تتحين الفرص لقياس السكري مجددا كلما أتيحت لها الفرصة، وترجع السبب إلى القلق الذي تعيشه لأسباب مجتمعية وأخرى خاصة، تقول نحن لا نفقه العيش السليم.. نعرف كل شيء وما يتربص بصحتنا من أخطار، لكننا نعمد ذلك، ثم نقول مكتوب وهذا خطأ، وتضيف عرفت متأخرة أنه ما من كنز آخر لبني آدم سوى صحته، لكن كيف لي استرجاعها بعد أن ابتليت بالسكري وارتفاع الضغط، أحمد الله أن الدواء متوفر والمراقبة الطبية بالمجان.

بينما تقول مواطنة أخرى (42 سنة)، تقدمت للتشخيص المبكر القلق هو العدو الحقيقي للصحة، لست مصابة بالسكري، وهذ ما أكدته التحاليل صبيحة اليوم، لكنني أعترف بنهمي، لاسيما السكريات والحلويات وعدم ممارستي للرياضة، وهو النمط المعيشي المحفز للإصابة بالأمراض المزمنة، وليس السكري فقط، رغم ذلك أنا متهاونة.

من جهته، حدثنا مواطن آخر (63 سنة) مصاب بالسكري من الفئة الثانية، قال إنه أصيب بالداء سنة 2016، وقد علم بإصابته صدفة إثر تحليل بعد إحساسه المتواصل بالعطش، فوقعت الصدمة عليه لما أكدت التحاليل أمر إصابته بالسكري. وأشار إلى أنه رضخ للأمر الواقع ليس أمامي خيار آخر.. رضيت بقدري واليوم أراقب مرضي عن كثب، لأنني سمعت أن مضاعفاته ثقيلة وقاتلة أحيانا.

في الوقت الذي أكد مواطن آخر (58 سنة) أن الحياة توقفت بالنسبة له، لما عرف أمر إصابته بالسكري، وروى لـ«المساء، كيف خرق قانون المرور بانتهاج الاتجاه الممنوع، ثم أوقف سيارته كلية متسببا في ازدحام مروري شديد، فأخذ يبكي على نفسه لأن التحاليل أظهرت أنه مصاب بالسكري من الفئة الأولى، وقال كنت أزن 122 كلغ، ثم بدأت أفقد وزني بشكل ارتاب له الطبيب، فأمرني بإجراء تحاليل، وكانت الصدمة كبيرة لما أكد إصابتي بالسكري. أحسست باليأس وأن حياتي انتهت، بقيت على تلك الحال شهرين كاملين، ثم أخذت أسترجع قوتي وبدأت أتأقلم مع مرضي، يقول محدثنا الذي أرجع سبب إصابته للنمط الغذائي الذي كان يتبعه في شبابه، حيث أكد أنه كان يشرب 5 لترات كوكا كولا يوميا، ويتناول الكثير من الدهون، وهو ما جعله بدينا.. وليت الزمن يعود به إلى الوراء ـ حسب قوله- ليدرك أن الصحة غالية حتى تضيع على سكريات ودهون مشروبات غازية..